تمر غدا الذكرى الـ57 على رحيل الملك فاروق، وآخر من حكم مصر من الأسرة العلوية، استمر حكمه مدة ستة عشر عاما إلى أن أطاح به تنظيم الضباط الأحرار في ثورة 23 يوليو، إذ رحل في 18 مارس 1965 ودفن أولا في مقابر إبراهيم باشا في منطقة الإمام الشافعي ثم نقلت رفاته في عهد الرئيس محمد أنور السادات إلى المقبرة الملكية بمسجد الرفاعي بالقاهرة تنفيذاً لوصية الملك فاروق.
والملك فاروق هو ابن الملك أحمد فؤاد الأول بن الخديوى إسماعيل بن إبراهيم بن محمد على باشا، ولد فى القاهرة فى 11 فبراير 1920، والدته الملكة نازلى، وهو الابن الأصغر للملك أحمد فؤاد الأول.
أصبح وليًا للعهد وهو صغير السن، واختار الملك فؤاد الأول لولى عهده لقب أمير الصعيد، وحمل فاروق المسئولية وهو صغير السن، بعد أن تلقى تعليمًا عاليًا فى الخارج، حيث إنه تولى العرش فى سن السادس عشر من عمره بعد وفاة والده الملك (فؤاد الأول) فى 28 فبراير عام 1936، وذلك تحت وصاية كل من الأمير محمد على توفيق، وعزيز عزت باشا، وشريف صبرى باشا.
فى 29 يوليو 1937 اعتلى الملك فاروق الأول عرش مصر دستوريًا وذلك إثر بلوغه سن الثامنة عشر (بالتقويم الهجرى)، تزوج أول مرة من الملكة فريدة التى كانت تسمى صافيناز عام 1938 وأنجب منها ثلاث بنات هن فريال وفوزية وفادية، وطلق الملكة (فريدة) بعد خلافات لعدم تمكنها من إنجاب ولى العهد الذكر، وقد قابل الشعب نبأ الطلاق بالغضب الشديد لحبه للملكة فريدة.
تزوج الملك فاروق من زوجته الثانية الملكة ناريمان سنة 1951 وأنجبت له ولى العهد أحمد فؤاد الثانى، الذى تولى العرش وهو لم يتجاوز الستة أشهر تحت لجنة وصاية برئاسة الأمير (محمد على) بعد تنازل الملك فاروق عن العرش.
فى صباح يوم 23 يوليو 1952 قامت ثورة يوليو وفى صباح 26 يوليو 1952 غادر الملك فاروق مصر على اليخت المحروسة وكان فى وداعه اللواء محمد نجيب وأعضاء مجلس قيادة الثورة.
أقام فاروق فى روما عاصمة إيطاليا، ويزور منها أحيانًا سويسرا وفرنسا، إلى أن توفى بروما فى يوم 18 مارس 1965 عن عمر ناهز الخامسة والأربعين، ونقل جثمانه إلى مصر .
وقد شهدت مصر خلال فترة تولى الملك فاروق عرش مصر العديد من الأحداث السياسية، منها: توقيع اتفاقية الصداقة والتعاون المشترك بين مصر وبريطانيا عام 1936، حادثة 4 فبراير 1942 ومحاصرة قصر عابدين لإجبار الملك على تولية مصطفى النحاس رئاسة الحكومة، قيام حرب فلسطين عام 1948، وقوع حريق القاهرة عام 1952.
ومن أنجازاته، قام بإلغاء جميع العاملين الإنجليز في القصر، وتم ترحيلهم إلا الصيدلي الأول ومربيات شقيقاته، تبرع بمبلغ للفقراء والمساكين والجمعيات الخيرية، كما أنه استقدم الطلاب العرب والأفارقة للتعلم في الأزهر على نفقته الخاصة، طلب من الحكومة إلغاء جميع الامتيازات التي يحصل عليها السفير البريطاني، قام بتمصير قادة الجيش وألغى الامتيازات البريطانية بموجب معاهدة مونتربه، إنشاء جامعة فاروق الأول في الإسكندرية، انتاج اول طائرة تدريب مصرية بمحركات توربينية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة