دعا السفير معتز زهران، سفير مصر لدى واشنطن، إلى مواصلة تعزيز الشراكة المصرية الأمريكية، وتحدث عن موافقة الكونجرس مؤخرا على صفقة طائرات عسكرية لمصر، وقال إنه عصر تنافس القوى العظمى وعدم الاستقرار فى أوروبا والتوترات فى منطقة المحيطين الهندى والهادى ومخاوف انتشار الأسلحة النووية فى الشرق الأوسط، فإننا نرحب بموافقة كلا الحزبين على دعم الكونجرس الأمريكى كعمل لتجديد المعدات العسكرية القديمة لدى مصر.
وفى مقال له بمجلة نيوزويك الأمريكية، اليوم الجمعة، قال السفير زهران إنه فى الوقت الذى يتعامل فيه الرئيس الأمريكى جو بايدن وقادة لكونجرس مع أزمة أوكرانيا، فإن الشراكة المصرية الأمريكية فى الأمن القومى كانت محط الأنظار الوطنية مؤخرا. ففى الكونجرس الأمريكى، اعترفت أغلبية كاسحة من صناع القرار الأمريكى مجددا بأهمية الحلفاء الإستراتيجيين مثل مصر ووافقوا على بيع طائرات ومعدات عسكرية ستسمح لمصر والولايات المتحدة بالقيام بمهام فى مصلحة كلا البلدين، والعمل لتحقيق الاستقرار فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأشار السفير إلى أن الصفقة التى تمت مناقشتها مؤخرا فى الكونجرس تركز بشكل خاص على طائرات النقل العسكرى سى 130، وتمتلك مصر بالفعل أسطولا من تلك الطائرات التى سبق الحصول عليها من الولايات المتحدة، لكن مثل كل المعدات العسكرية، فإن هذه الطائرات لديها عمر افتراضى وتحتاج إلى تجديد واستبدال مستمر، لذلك من المنطقى أن تنظر مصر إلى شركائها فى الولايات المتحدة من أجل ذلك، لاسيما بالنظر إلى الدور المركزى الذى تلعبه طائرات سى 130 فى المصلحة المشتركة لكلا البلدين.
وتحدث السفير زهران عن عمق الشراكة العسكرية بين مصر والولايات المتحدة، وقالت إنها تتجسد فى مناورات النجم الساطع التى تشهد انضمام المئات من الأفراد العسكريين الأمريكيين لنظرائهم المصريين.
وقال السفير زهران، إن مصر ألتزمت نفسها بأن تكون دولة آمنة ومستقرة برغم الاضطراب فى الدول القريبة. ونجح الجيش المصرى فى محاربة فروع إرهابى داعش وكان بمثابة قوة ردع ضد أى معتدين، وفى الوقت الذى أغرقت فيه الصراعات الأهلية اليمن وسوريا وليبيا، ظلت مصر دولة مستقرة ومزدهرة. فضلا عن ذلك، فإن أمن مصر واستقرارها مكنها من لعب دور رائد فى الدفع لإجراء انتخابات فى ليبيا والدعوة إلى طرد المرتزقة الأجانب الذين لا يسببون إلا الفوضى والمعاناة.
وتحدث زهران عن الخطوات الكبيرة التى قامت بها مصر للنهوض بحقوق الإنسان وتعزيزها. وقال إنه فى الأشهر القليلة الماضية، أطلقت مصر أول إستراتيجية وطنية لحقوق الإنسان، وهى مخطط يطرح نهجا شاملا للنهوض بحقوق الإنسان. وتم سن قوانين لتعزيز حقوق المرأة وتوفير فرص لمشاركتها المتساوية فى المجتمع المدنى، مؤكدا أن مصر تتحرك قدما وتضع نموذجا يحتذى به للمنطقة. كما تم تعليق حالة الطوارئ التى كانت ضرورية لقمع الإرهاب فى البلاد. ويرجع هذا، كما يقول السفير، فى جزء كبير منه إلى التعاون الناجح بين مصر والولايات المتحدة فى تعطيل الشبكات الإرهابية على حدودنا. كما أن القوانين الجديدة التى تسهل عمل المنظمات الأهلية المحلية والأجنبية فى مصر وأيضا التحركات لتعزيز الحرية الدينية ستبنى مجتمعا مدنيا تعدديا أمنا ومستقرا لجميع المصريين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة