كثيرا ما يتعرض الفنان للعديد من المواقف التى لا ينساها والتى يستلزم بعضها سرعة البديهة والتصرف، وكان من ضمن هذه المواقف ما تعرضت له الفنانة الكبيرة وصوت العروبة نجاح سلام فى شبابها، وحين كانت تحيى حفلاً فى ناد مسيحى بمدينة حمص فى سوريا.
وتحدثت نجاح سلام عن هذا الموقف فى حوار نادر مشيرة إلى أنها اتفقت على تقديم عدة حفلات لأغراض خيرية فى عدد من الأندية ورفضت الحصول على مقابل، مؤكدة أنها كانت تفرح بهذا النوع من الحفلات لأنها إلى جانب أنها ستطرب الجمهور، فإنها تخفف من معاناة البؤساء والمحتاجين.
وأوضحت الفنانة الكبيرة أنه كان ضمن هذه الحفلات حفلة أحيتها فى ناد مسيحى، وبيعت تذاكر الحفلة كلها، وكانت حصيلتها هائلة، ولم يكن للناس حديث سوى عن هذه الحفلات.
وذهبت نجاح سلام لإحياء الحفل بينما اكتظت الصالة بمئات المستمعين، واستقبلها الجمهور استقبالا عظيما، وبدأت فى الغناء فتفاعلوا معها تفاعلاً كبيراً، وبععد انتهائها من تقديم أولى أغنيات الحفل طلب منها أحد المستمعين الجالسين فى الصف الأول أن تغنى أغنية "سلوا قلبى" التى غنتها كوكب الشرق أم كلثوم، والتى تمتدح الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وترددت الفنانة الكبيرة قبل أن تلبى هذا الطلب حتى أصر عدد كبير من الحاضرين على أن تغنيها، وبالفعل بدأت الفرقة الموسيقية فى عزفها وبدأت نجاح سلام تغنيها وجدت الجمهور منسجما انسجاماً كبيراً، ويقابل كل بيت من أبيات القصيدة بالتصفيق الشديد ويطلبون الإعادة.
وقالت مطربة العروبة إنها انسجمت مع الأغنية حتى وصلت إلى البيت الذى يقول فيه الشاعر أحمد شوقى :" وما للمسلمين سواك حصن..إذا ما الضر مسهمو ونابا"، وخطر على بالها فى هذه اللحظة أن تغير من أبيات القصيدة لتقول :" وما للمؤمنين، بدلا من كلمة المسلمين " مؤكدة أن هذه اللفتة أعجبت الجمهور بشكل كبير وصفقوا لها تصفيقاً شديدا وهم يصيحون " أعد ..أعد"، مؤكدة أن هذا التغيير الطفيف فى البيت الذى كتبه شوقى كان له أكبر الأثر على المستمعين.