-
أمى لم تعطين نصائح على الإطلاق قبل ذهابى لاختبارات المذيعين
-
والدتى توفيت فجأة ولم يكن هناك فكرة الوصية موجودة وتركت لى إرث يتمثل فى الشغف ومحاولات البقاء والثبات على المبدأ والقيم
-
طوال سنوات العمل لدى فزع يأتى لى فى الأحلام أن الهواء قد جاء وقته وأنا لست موجودة
-
فى إحدى المرات استغرقت فى النوم واستيقظت قبل معاد الهواء بوقت لا يسمح أن أكون موجودة فى الأستوديو
-
والدتى كانت تعمل ما تحبه ومؤمنة به وترى أن هذا شيء مقدس
-
والدتى من ثانى جيل فى الإذاعة ومن أوائل الأصوات النسائية.. وعملت على إعداد وتقديم أخبار خفيفة تقريبا خلال عمرها المهنى كله
-
صبرى سلامة كان من أكثر الأسماء التى تتردد فى بيتنا.. وهالة البيلى وعايدة الشعراوى وصالح مهران وهالة الحديدى من أقرب أصدقائها
هى إذاعية ابنة إذاعية، موهبتها لم تقتصر على تقديم البرامج، بل أيضا هى أحد أبرز كتاب عصرها، وحصلت على العديد من الجوائز، اختارت أن تسلك نفس مسار والدتها فى الإذاعة، ولكن فضلت أن تقدم فى البرنامج الأوروبى، لتحقق نجاحات كبيرة، وتقدم برامج ذات أفكار متميزة، إنها الإذاعية والكاتبة سحر الموجة، ابنة الإذاعية الكبيرة جمالات الزيادى.
خلال حوارنا مع سحر الموجى، كشفت فيه الكثير من حياتها وحياة والدتها الإذاعية، وكيف بدأت مجال الإعلام، وهل كانت والدتها لها دورا فى دخولها الإذاعة؟، وما الذى تعلمته من حياة جمالات الزيادى؟، وأبرز البرامج التى قدمتها وأصعب المواقف التى تعرضت لها خلال مشوارها الإذاعى، والكثير من القضايا والموضوعات فى الحوار التالى..
كيف كانت بدايتك فى الإذاعة المصرية؟
بدايتى فى الإذاعة المصرية، جاءت بعد أن تخرجت فى كلية الآداب جامعة القاهرة قسم اللغة الإنجليزية، وتعينت معيدة بالكلية عام 1985 وفى نفس العام بدأت أعمل فى الإذاعة ليست شفت كامل.
لماذا اختارتى التقديم فى البرنامج الأوروبى.. وهل كان لتخرجك من كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية دافع فى هذا الأمر؟
السبب الأكبر الذى جعلنى لا التحق بأى إذاعة باللغة العربية لأن الإذاعة مثل شبكة البرنامج العام التى كانت تعمل فيها والدتى كانت من خلال تعيينات رسمية من الحكومة، وهذا لا يصلح لى لأننى معينة فى كلية الآداب جامعة القاهرة كمعيدة وبالتالى لا يمكن أن أتعين فى مكانين حكوميين فى نفس الوقت، وحينها عملت فى البرنامج الأوروبى فهو كان ولا يزال يقبل يشغل مذيعين للعمل بدون تعيين حيث تحصل على راتب على قدر عملك فى البرنامج الأوروبى.
ما هى أقرب البرامج التى قدمتيها فى الإذاعة وقريبة إلى قلبك؟
البرنامج الذى ظللت أقدمه لسنوات طويلة فى البرنامج الأوروبى كان برنامج عن الكتابة فهو برنامج مهتم بالكتابة وكان كتاب صغار يرسلون كتاباتهم باللغة العربية والإنجليزية وكنت أناقشهم فى كتاباتهم وأفكر معهم وهذه من البرامج المهمة، وهذا البرنامج فيه من أفكار والدتى حيث التواصل مع الصغار، ورؤية خيوط المكملة ما بين شخص وأخر وما بين جيل وأخر، فالحقيقة أن البرنامج الاوروبى أعطانى المساحة وكامل الحرية أن أقدم برنامج ليس تقليديا إطلاقا، فهو برنامج عن الكتابة المعنى بهم جمهور من الكتاب الشباب الصغير فى السن، حيث جميعهم كان فى سن العشرينيات.
ما الذى استفديه خلال عملك فى البرنامج الأوروبى؟
طوال سنوات عملى فى البرنامج الأوروبى كانت فرصة رائعة أن استكشف مناطق أحبها وأقدم موضوعات قريبة من قلبي ومن الكتابة، وهذا له علاقة بالمساحة التى كان البرنامج الأوروبى قد أعطاها لى، حيث كنت أقدم أفكار فى مناطق قريبة منهم ولديهم المرونة والاتساع لأنواع مختلفة من البرامج التى يحددها المذيع.
هل كان لوالدتك الإذاعية الكبيرة جمالات الزيادى دورا في اتجاهك للعمل الإذاعى؟
بالطبع.. والدتى كان لها دور ولكن لا يوجد أى نوع من أنواع التوجيه، وأنا كنت أرى كم كانت والدتى تحب ما تعمل به، فوالدتى كانت بالنسبة لى دائما ترى الاتصال بينها وبين الإذاعة وحبها للوظيفة واستمتاعها بها، وبالتالى كان لدى اتجاه تلقائى بأننى أحب أن أكون مذيعة بجانب أن لدى عملى فى الجامعة، كان لدى هذا الاتصال الوثيق بينى وبين مبنى ماسبيرو وفكرة الخروج على الهواء، وبالتالى كان من أول لحظة كان عملى فى الجامعة والإذاعة يسيران يديهما فى يد بعض.
ماذا كانت نصيحة والدتك لك قبل ذهابك للجنة اختبارات المذيعين؟
خلال اختبار المذيعين والدتى تكن تعطى نصائح على الإطلاق، ولا أتذكر شكل اختبار المذيعين حينها، ولكن أتذكر أننى نجحت فى الاختبار ووالدتى لم تعطين أى نصيحة قبل ذهابى للاختبار، حيث ما هى النصيحة التى ستعطينى إياها قبل ذهابى لاختبار المذيعين، وهى ترانى أذهب لمكان أحبه بكل صراعاته وتعقيداته ومشاكله، ووالدتى تريد أن تظل نفسها داخل هذه الوظيفة.
عندما التحقت بالإذاعة.. هل قابلكى تحدى أنك تعملين بالإذاعة لأن والدتك مذيعة؟ وكيف تغلبت على ذلك؟
لم يكن لدى هذا التحدى على الإطلاق، ولم يكن أحد من العاملين فى المبنى ينظر لهذا الأمر بأنه شيء غريب، بل على العكس.
ماذا كانت وصية والدتك لك قبل وفاتها؟
لا نصائح أو وصايا، فهذه هى شخصية والدتى، كما أنها توفيت فاجئة وبالتالى لم يكن هناك فكرة الوصية موجودة، والأهم من الوصية وهى ما أسميها أرث، وهذا لا أحد يتعمد أن يعطيه لأحد بل هو يذهب للشخص بطريقة تلقائية، عندما يكون الابن أو الابنة على استعداد لاستقبال هذا الإرث، والإرث بالنسبة لى كان الشغف ومحاولات البقاء والثبات على المبدأ والقيم، فى وسط تغيرات كثيرة للغاية اجتماعية وثقافية تنعكس داخل مبنى ماسبييرو مثل أى مكان اخر، وفكرة الثبات على المبدأ، ومهما كان العالم حولك يتغير ما زلت قادر، وهى كانت حينها قادرة على أنها لا تنسى القيم المهنية والأخلاقية والمعايير التى كان تتميز بها الوظيفة حيث الخروج إلى الهواء.
ما هو أصعب موقف تعرضتى له خلال عملك فى الإذاعة؟
أصعب موقف تعرضت له خلال عملى فى الإذاعة يتمثل فى أن المذيعين يكون لديهم كابوس أن ميعاد الهواء قد جاء، وهم لسوا داخل المبنى أو الاستوديو وليسوا أمام الميكروفون، وطوال سنوات العمل لدى فزع يأتى لى فى الاحلام أن الهواء قد جاء وقته وأنا لست موجودة، وبالفعل هذا حدث فى الواقع حيث كان يوم طويل للغاية وأنا انتهى من عملى بعد منتصف اليل، فقررت أن أنام بعد الظهر واستغرقت فى النوم واستيقظت قبل معاد الهواء بوقت لا يسمح أن أكون موجودة فى الأستوديو.
وكيف كان رد فعلك حينها؟
ما حدث أننى اتصلت بالأستوديو وبحثت من زملائى هناك فى الأستوديو، وبالفعل تواصلت مع زميلة هناك وظلت فى الأستوديو حتى سلمتنى الهواء، بعدما وصلت الاستوديو، فهذا كان من أصعب المواقف التى تعرض لها كمذيعة، ومن المواقف الصعبة عندما كنت طفلة عندما أخذتنى والدتى معها فى الإذاعة وكان عمرى حينها 5 أو 6 سنوات ولسبب ما فتحت عليها الباب وهى تقدم النشرة على الهواء، وحينها هى تصرفت بشكل عفوى للغاية، وشاورت لمهندس الصوت أن هناك مشكلة ولابد أن يأتى وكل هذا تفعله فى صمت، وأتذكر حينها أننى أخذت رد فعل عنيف بعض الشئ من والدتى وهذا كان بشكل تلقائى نتيجة فزع أن هناك طفلة تفتح عليها الباب وقت النشرة وهى تقرأ النشرة وكان ممكن أتكلم، وكان لابد أن تلحقنى، فهذين موقفين صعبين داخل الإذاعة، فى الطفولة وأنا كبيرة.
جمالات الزيادى
كيف تقيمين مسيرة والدتك الإذاعية؟
تقييم مسيرة والدتى الإذاعة هى كلمة كبيرة وأنا لست فى موقع أن قيم تلك المسيرة، ولكن ما أستطيع أن أقوله أنها تعمل ما تحبه ومؤمنة به وترى أن هذا شيء مقدس وهذا شيء لدى كل مذيعى الراديو فهناك قدسية للوظيفة والمكان ولحظة الخروج على الهواء وهى لحظة تستدعى من المذيع التماسك النفسى والتحكم فى الجهاز العصبى فهى لحظة استثنائية لأن أى خطأ حتى إذا ذهب صوت المذيع مثلا وهو على الهواء لأى سبب تكون مشكلة كبيرة وخاصة إذا لم يكن معك فى الأستوديو زميل أو زميلة وهذا يحدث كثيرا أن نكون مفردنا داخل الأستوديو، وكما قلت لا أستطيع أن أقيم مسيرة والدتى الإذاعية فآخرين يستطيعون أن يقيموها، ولكن أستطيع أن أقول أن والدتى ظلت على شغفها وحبها للمكان ورؤيتها للتحديات التى كانت تحدث والتغييرات التى تحدثت عنها من غير ما يفقدها هذا إيمانها بضرورة وجود شيء أفضل طول الوقت.
الكثير يعتبر والدتك واحدة من أشهر من عملوا فى الإذاعة المصرية على مدار تاريخها الإذاعى لماذا؟
بالفعل لأن والدتى من ثانى جيل فى الإذاعة، وهى أوائل الأصوات النسائية فى وقت مبنى الإذاعة والتليفزيون فى نهايات الخمسينيات، كان هناك جيل أول من المذيعات والمذيعين من بابا شارو وصفية المهندس، ووالدتى كانت من الجيل الثانى مباشرة، وبالتالى هذا سبب فكرة الزمن واللحظة بأنه لم يكن هناك أصوات نسائية كثيرة فى الراديو، وثانيا الراديو كان له ثقل فى حياة المصريين، حيث نتحدث عن أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات فالتليفزيون بدأ فى بداية الستينيات وعندما بدأ أخد وقتا كى يوصل للحظة التى يكون فيها أهم من الإذاعة بكثير، ولكن خلال هذه اللحظة كانت الإذاعة هى البطل، وهذا ليس سببه فقط لغياب المنافسة مع التليفزيون ولكن كان هناك جودة ثقيلة فى الإذاعة من محتوى ثقافى وفكرى وثقل، وليس فقط البرنامج الثقافى والذى كان يسمى حينها البرنامج الثانى وكان يعمل فيه الأستاذ بهاء طاهر، ووالدتى كانت فى البرنامج العام، ولكن كل الإذاعات كل إذاعة سواء إذاعة الشعب أو البرنامج العام أو الشرق الأوسط، لها شخصيتها وكان هناك تعب فى المحتوى والأفكار وطريقة التقديم فهذه عناصر جعلت جيل والدتى يترك علامة واضحة بالإذاعة، بالإصافة إلى أن والدتى كان لها صوت استثنائى وجزء من سحر الإذاعة أن المذيع ليس موجود بملامحه ولكن موجود بصوته والصوت معبر عن الشخصية، ونبرة الصوت توضح إلى أى مدى المذيعة قادرة على أن تتحكم فى مشاعرها بحيث أن الصوت يخدم المادة التى تقدمها أكثر مما يعبر عنها فى حالتها الشعورية المختلفة، واسم والدتى من بين الأسماء الباقية فى الإذاعة.
الإذاعية الكبيرة جمالات الزيادى تفردت بإعداد وتقديم البرنامج الصباحى " أخبار خفيفة ".. هل تتذكرين ذكرياتها خلال تقديم البرامج الصباحى؟
هى بالفعل عملت على إعداد وتقديم أخبار خفيفة تقريبا خلال عمرها المهنى كله، ولدى ذكريات عن تحضيرها للبرنامج وتحضيرها ومراجعتها لقصاصات الجرائد ومتابعتها للأخبار التى ستضعها بشكل سريع وخاطف، فالأخبار الخفيفة مجرد دقائق ولكن فكرة البرنامج نفسها لها واقع وشخصية، فكرة التكثيف وغياب الاستطالة والاستطراد.
هل تتذكرين ما هى البرامج التى كانت قريبة إلى قلب والدتك خلال مشوارها الإعلامى؟
لا استطيع أن أتذكر ما هى أقرب البرامج الإذاعية لقلب ماما، بالتأكيد كان لديها ببرامج قريبة لقلبها ولكن لا أعرفها.
خلال حديثى مع بنات الإذاعى الكبير صبرى سلامة تحدثتى عن أن الإذاعية جمالات الزيادى وآخرين كانوا من الشخصيات الإعلامية القريبة من والدهن..من كان أقرب الشخصيات الإعلامية إلى الإذاعية القديرة جمالات الزيادى؟
بالطبع زميل والدتى كان الإذاعى صبرى سلامة وكان أكثر الأسماء التى تتردد فى بيتنا وكان بالطبع هناك صداقات حميمة وقريبة لأنه الإذاعة كده من أجل شخصية المكان وتجلس فى الاستوديو عدد من الساعات فأنت تبنى علاقات حقيقية مع الناس الموجودين فى المكان طوال الوقت، فعلى سبيل المثال أنا مثلا من عام 1985 حتى عام 2017 حيث توقفت عن تقديم برنامجى الإذاعى، فأصحابى من المكان ما زالوا عم أصحابى وكذلك والدتى وبالطبع صبرى سلامة كان من أقرب الأصدقاء واقرب الصديقات كانت عايدة شعراوى من إذاعة الشعب وهالة البيلى وعبد الرحمن رشاد من الجيل الأصغر من والدتى وصالح مهران وهالة الحديدى، فوالدتى لم تكن تتعامل خلال عملها بشكل سلطوى، وهذه الشخصيات الإذاعية تدربت مع والدتى وكبروا معها وكانوا من أصدقاء والدتى وبالطبع هناك شخصيات أخرى كانت قريبة من والدتى وكانت فى محبة وعلاقات شخصية.
ما الذى تعلمتيه من والدتك فى المجال الإذاعى؟
تعلمت من والدتى فكرة الشغف وقدسية المكان والإحساس بالمسئولية وقيمة الوقت والمحتوى الذى أقدمه والفكرة الثبات على القيم المهنية والأخلاقية فهى تسندنا طوال الوقت.
هل كانت والدتك توازن بين عملها بالإذاعة وبين منزلها؟
هذا السؤال يجعلنى ابتسم، لأن جيل الستينيات أو على الأقل محيطى العائلى سواء والدتى أو خالاتى الذين تعلموا وعملوا فى مجالاتهم لم يكن سؤال مطروح، حيث إنى تربيت على يد رجال لم يكن لديهم داخل المنزل تقسيمة تقليدية أن المرأة هى من تتحمل كل شيء فى البيت فهى التى تجهز الطعام وتربى الأولاد، ولكن جيل الستينيات كان جيل تقدمى للغاية، حيث جيل من الطبقة المتوسطة متعلمين تقدميين متصلين بما يحدث فى العالم ولديهم تطلعات، لم يتحدثوا عن المساواة بين الرجل والمرأة ولكن كان يطبقونها، ولا يحملون المرأة شيء ما نراه الآن أمر عادى، حيث تعمل وتكون مسئولة عن كل شيء فى المنزل لأنها هى من اختارت أن تعمل، فهذا الكلام الراجعى نتاج تراكم فى مصر من السبعينيات حتى هذه اللحظة، فهو تراكم به نظرة رجعية عن تقسيم الأدوار بين الرجال والسيدات فهذا لم يكن هذا تساؤل إذا ما كانت والدتى تستطيع أن توقف بين عملها والمنزل، فهى كانت تعمل فى أوقات غريبة وقد تعمل فجرا أو تخرج من المنزل 10 مساء، ولكن لم أشعر على الإطلاق أننى افتقدت والدتى أو والدى، فكان دائما هناك حضور منهما.
ما هو الشئ الذى كانت تسعى والدتك لتنفيذه فى المجال المهنى ولكن الوفاة منعتها من ذلك؟
لا يوجد وصية أو نصائح أو توقع للموت، وأشياء التى كانت والدتى تسعى لتنفيذها فى المجال المهنى، وطبعا الموت يضع نهاية لحياتنا، ولكن لا يضع نهاية لطموحاتنا فى المكان الذى نحبه وننتمى إليه، فممكن تكون والدتى قد رحلت بجسمها ولكن الإرث الذى تركته فى زملائها الأصغر منها إرث مكمل، وهذا الإرث هو الحلم بقدر أكبر من المهنية بأن المذيع ليس مجرد صوت فقط، ولكن ثقافة وفكر ووجهة نظر فى الحياة، حتى لو يخرج ليقول نشرة فقط، هو محتاج أن يطور من نفسه طوال الوقت كبنى آدم، وقارئ ومثقف ومشتبك مع موضوعات مجتمعه ولديه أحلامه، وأعتقد أن هذا كان طموح والدتى، إنه الحفاظ على هذا الاختيار المرهف للغاية والحساس والصعب للغاية للمذيعين، وهذا كان هدف مهنى لديها وهى فعلت ما تستطيع فعله فى حياتها وأعتقد أنها تركت بداخلى وبداخل أناس آخرين هذا الحلم بما هو أفضل طوال الوقت.
ما هى أبرز الأشياء الجميلة التى تتذكريها لوالدتك فى مجالها الإعلامى بعد وفاتها؟
أبرز الأشياء الجميلة التى أتذكرها لوالدتى فى مجالها الإعلامى، أول شيء يخطر على ذهنى فكرة غياب الإحساس بالسلطة تجاه الأصغر، وهذا الشئ يمكن بسهولة شديدة الزملاء الذين تربوا على يديها وأيدى آخرين فى الإذاعة، فكرة أننا زملاء ونتعلم ونتعامل مع بعض، وهذا شئ ثمين ونادر للغاية أنه يعلمك أحد بهذه الطريقة، ويشيد بك لأنك نجحت فى فعل شيء بهذه الطريقة، فكان هذا به أمومة ومحبة غير مشروطة، ووعى بالخيوط الممتدة طوال الوقت ما بينا وبين الآخرين، خيوط المحبة والشغف والاحتضان وخيوط الأحلام الكبيرة، فنحن من غير أحلام وطموحات طوال الوقت لن يكون هناك حركة، فهذه من الأشياء التى أتذكرها لوالدتى من عملها، وكنت أرى أجيال أصغر وأصغر تتعامل معهم وكيف تراهم، ومقدرة موهبتهم وتشجعهم وتدعمهم مثلما تقلت هى أيضا الدعم من الأجيال الأكبر منها، وجيلها حصل على نفس الدعم والمحبة وهذا شيء يستمر وليس له علاقة برحيل الأشخاص.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة