تحل اليوم ذكرى وفاة العلامة ابن خلدون الذى ولد في تونس عام 1332 وترعرع فيها وتخرج من جامعة الزيتونة، ثم انتقل إلى مصر حيث قلده السلطان برقوق قضاء المالكية ثم استقال من منصبه وانقطع إلى التدريس والتصنيف فكانت مصنفاته من مصادر الفكر العالمي، ومن أشهرها "كِتاب العبر وديوان المبتدأ والخَبر في معرفة أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر" المعروف بتاريخ ابن خلدون، وقد توفى في 19 مارس 1406.
رحل ابن خلدون عام 1363 إلى غرناطة ومنها إلى إشبيلية ليعود بعد ذلك لبلاد المغرب، فوصل قلعة ابن سلامة (تيارت في الجزائر حالياً) فأقام بها أربعة أعوامٍ وشرع في تأليف كتاب العبر الذي أكمل كتابته بتونس ورفع نسخة منه لسلطان تونس ملحقاً إيّاها بطلب الرحيل إلى أرض الحجاز لأداء فريضة الحج، ثم ركب سفينةً إلى الإسكندرية وتوجه من ثَمَّ إلى القاهرة حيث أمضى بقية حياته.
ووفقا لموسوعة بريتانيكا البريطانية فقد كان سفر ابن خلدون إلى إشبيلية من أجل إبرام معاهدة سلام مع بيدرو الأول ملك قشتالة حيث كان مبعوثا من قبل المغاربة ودولة الموحدين وقال عن رحلته:"هناك رأيت آثار أجدادي.. بيدرو عاملني بأقصى درجات الكرم ، وأعرب عن ارتياحه لوجودي وأظهر وعيه بتفوق أسلافنا في إشبيلية".
ويعتبر ابن خلدون مؤسّس علم الاجتماع وأول من وضعه على أسسه الحديثة، وقد توصل إلى نظريّات حول قوانين العمران ونظرية العصبية، وبناء الدولة وأطوار عمارها وسقوطها، وقد سبقت آراؤه ونظرياته ما توصل إليه لاحقا بعدة قرون عدد من مشاهير العلماء كالعالم الفرنسي أوجست كونت.
لكن ابن خلدون ورغم فضله وعلمه الكبير، الذى تعلم منه أجيال، تعرض لحملات هجوم عليه، وعلى أفكاره، ففى أوائل القرن الماضى، تعرض لحملة ظالمة من بعض الدارسين الغربيين والعرب على السواء، حيث أوضح كتاب "المائة الأعظم في تاريخ الإسلام" للدكتور حسين أحمد أمين، أن وزير المعارف العراقى الأسبق عبد المهدى المنتفكى، دعا إلى حرق كتبه ونبش قبره، وذلك أثناء لقاء أقيم بالعاصمة العراقية بغداد عام 1939.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة