كثيراً ما تستدعى المشاهد الفنية بعض العنف والصفعات التى يكون بعضها مزيفاً وبعضها الآخر حقيقياً يحدث ألماً لصاحبه وقد يسبب إغماء أحياناً، وكثيراً ما تبادل نجوم الفن صفعات مختلفة فى المشاهد التى جمعتهم والتى تختلف بحسب قوتها وتأثيرها، وقد يتلقى أحدهم صفعة من زميله فى مشهد ما ثم ينتهز الفرصة حين تتبدل الأدوار لينتقم ، وهذا ما حدث مع الفنان والمخرج محمود ذو الفقار والفنانة زمردة عندما اشتركا فى بطولة فيلم " عصافير الجنة"، والذى قامت فيه زمردة بدور زوجة الأب التى تخطف ذو الفقار من زوجته وأبنائه.
وكان أحد المشاهد يستوجب أن تصفع زمردة ذو الفقار صفعة على وجهه، ورأى المخرج سيف الدين شوكت أنه من العيب أن يفبرك هذه الصفعة الحريمى على خد رجالى، فقال لذو الفقار :"طبعا انت تستحمل قلم عادى" ، فأجاب البطل بكل ثقة :" طبعا استحمل".
ودارت الكاميرا وصفعت زمردة زميلها صفعة رقيقة لم تعجب المخرج ، فأمر بإعادتها فكررتها زمردة بصورة أقوى ، ولكنها أيضا لم تعجب المخرج الذى أعاد هذا المشهد 18 مرة، وفى كل مرة تكون الصفعة أقوة من سابقتها حتى التهب وجه ذو الفقار وأشفق عليه كل من فى الاستديو، وفى آخر مرة استجمعت زمردة كل قوتها وصفعته صفعة هائلة أعجبت المخرج أخيراً، وبعدها انطلق ذو الفقار إلى حجرته فى حالة يرثى لها ليضع الكمادات على وجهه الملتهب بشدة ولم يستطع استكمال باقى مشاهد اليوم.
وفى اليوم الأخير كان مقرراً أن يكتشف الزوج خيانة زوجته ضمن سياق الأحداث وأن يصفعها صفعة قوية تأتى ضمن نهاية مشاهد الفيلم وجاء الدور على محمود ذو الفقار ليصفع زمردة صفعة قوية ، وهنا قال له المخرج الذى أشفق على البطلة الرقيقة أن الصفعة ستكون مفتعلة وأن زمردة ستهز رأسها بقوة وكأنها تلقت صفعة قوية، وبدأ التصوير ولكن الصفعة ضعيفة وظهر أنها مفتعلة ، لذلك تم إعادة المشهد عدة مرات دون أن يحصل المخرج على المشهد الذى يرضيه خاصة أن الصفعة تأتى فى نهاية الفيلم ولابد أن تكون مقنعة.
وانتهز المخرج فرصة دخول زمردة لتصلح ماكياجها وهمس فى أذن محمود ذو الفقار أن يضربها صفعة قوية حين تعود ، وأنهما لن يخبرها بأن الصفعة ستكون حقيقية حتى تفاجأ بها أثناء تصوير المشهد ويكون رد فعلها طبيعياً.
وبالفعل عادت زمردة من حجرتها مبتسمة لتقول لهما :" المرة دى هديلكم حتة تعبير"، فقال المخرج : "طبعا لأن النهار خلص واحنا لسه فى مشهد واحد".
ودارت الكاميرا وبدأ الحوار حتى جاءت اللحظة الحاسمة وانهال ذو الفقار على وجه زمردة بصفعة مدوية وهائلة ، انتفضت البطلة من شدتها وتطاير شعرها وسقطت على الأرض، واقتنع المخرج بالصفعة وفرح بالمشهد، ولكن كان قد أغمى على البطلة ولم تتحرك، وحملوها إلى حجرتها وحاولوا إفاقتها ، وما إن فتحت عيناها حتى صرخت فى وجه زميلها بعصبية وغيظ وانهالت عليه بسيل من الشتائم، مؤكدة أنه أراد الانتقام منها، وغضبت عندما عرفت أن ما حدث تم بالاتفاق مع المخرج الذى تعمد عدم إخبارها ومفاجأتها بهذه الصفعة القوية.