تدخل الحرب الروسية في أوكرانيا يومها السادس حيث حذر مسئولون امريكيون من ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من المتوقع ان يزيد من شدة الهجوم على أوكرانيا على الرغم من صمود القوات الأوكرانية التي تمكنت من صد القوات البرية الروسية المحتشدة على بعد 20 كيلو متر من العاصمة كييف المحاصرة.
قال مسؤولون أمريكيون وغربيون إن المقاومة الأوكرانية أكثر صرامة مما كان متوقعا والخطأ كان فى المعلومات الاستخبارية مع الأوكرانيين ، بما في ذلك المعلومات المتعلقة بالتحركات العسكرية الروسية ، في محاولة لمساعدة أوكرانيا في ساحة المعركة.
وفقا لصحيفة واشنطن بوست، يقول مسؤولي المخابرات والدفاع الذين يتابعون الحملة الروسية عن كثب إن بوتين لا يزال يحتفظ بعدد من التحركات الاحتياطية التي يمكن أن تدمر المقاومة الأوكرانية.
وقال مصدر أمريكي مطلع على المعلومات الاستخباراتية: "من وجهة نظر عسكرية / تكتيكية بحتة ، تمتلك روسيا القوة البشرية والقوة النارية للسيطرة على كييف. لا شك في ذلك".
قال مسؤول دفاعي كبير إن ما يقرب من ربع القوات الروسية المحتشدة لم يدخلوا أوكرانيا - وهي "موجة ثانية" محتملة ، ويقول مسؤولون دفاعيون إن بوتين قد يأمر بعد بحملة قصف أقل انضباطا ، بما في ذلك الضربات الجوية والصواريخ بعيدة المدى والمدفعية.
وأضاف: "لقد تباطأوا وأصيبوا بالإحباط بسبب عدم إحرازهم للتقدم في كييف ، وأحد الأشياء التي يمكن أن ينتج عنها هو إعادة تقييم تكتيكاتهم واحتمالية أن يكونوا أكثر عدوانية وأكثر علنية من حيث حجم استهدافهم كييف".
حذر مسؤولو الإدارة المشرعين في إحاطات سرية يوم الإثنين من أن "الموجة الثانية" من القوات الروسية ستعزز على الأرجح مواقع البلاد داخل أوكرانيا وستتمكن من خلال الأعداد الهائلة من التغلب على المقاومة الأوكرانية .
وكشف المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، جون كيربى، أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لم يستخدم كافة قدراته حتى الآن فى الحرب على أوكرانيا، مشيرا إلى أن روسيا لم تحقق التقدم المنشود لها حتى اليوم الخامس من الحرب على أوكرانيا.
وقال كيربي إن الولايات المتحدة لا تعتقد أن هناك تغييرا في خطط روسيا على الرغم من النكسات التي تواجهها قواتها في أوكرانيا، مضيفا أن الروس لا يواجهون مقاومة شديدة فقط بل مشاكل في إيصال الدعم اللوجيستي
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن القوات الروسية شنت 56 هجوما صاروخيا وأطلقت 113 صاروخ كروز، في غضون 5 أيام منذ بدء هجومها على أوكرانيا.
وأضاف زيلينسكي، في خطاب ألقاه عبر صفحته على فيس بوك: "اليوم، أطلقت القوات الروسية نيران المدفعية بوحشية على مدينة خاركيف، تلك جريمة حرب"
وتابع: "خاركيف مدينة مسالمة ليس بها منشآت عسكرية، والعشرات من روايات شهود العيان تثبت أن هذا الهجوم تدمير متعمد للناس"، وقال: "الروس يعرفون أين يطلقون النار".
وأضاف: "هذه الجريمة انتهاك لجميع الاتفاقيات، ولن يغفر لك أحد في العالم قتل الشعب الأوكراني المسالم، وستكون هناك بالتأكيد محكمة دولية لهذه الجريمة".
وقال الرئيس الأوكراني إن "الشر المسلح بالصواريخ والقنابل والمدفعية يجب أن يتوقف فورا وأن يُدمر اقتصاديًا، لإثبات أن البشرية قادرة على الدفاع عن نفسها"، وأضاف: "من الضروري التفكير في فرض منطقة حظر طيران أمام الصواريخ والطائرات والمروحيات الروسية".
وتابع: "لا يمكن لدولة ترتكب جرائم ضد المدنيين أن تكون عضوا في مجلس الأمن الدولي، فمثل هذه الدولة يجب إغلاق جميع الموانئ والمطارات أمامها، ومثل هذه الدولة لا ينبغي أن تتلقى مئات المليارات من صادرات الطاقة"، وقال إن "شراء البضائع الروسية الآن يعنى دفع ثمن قتل الناس ".
وعن الجولة الأولى من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، قال زيلينسكي إن المفاوضات جرت بالتزامن مع تواصل القصف مع الروسي على الأراضي الأوكرانية، وقال: "أعتقد أن روسيا تحاول بهذه الطريقة الضغط علينا ولكن لا تضيعوا الوقت نحن لا نقبل بهذا".
وذكر زيلينسكي أنه "يمكن أن تكون هناك مفاوضات عادلة إذا لم يضرب أحد الطرفين الطرف الآخر بالمدفعية الصاروخية وقت المفاوضات، حتى الآن، ليس لدينا النتيجة التي نرغب في الحصول عليها، ولقد أوضحت روسيا موقفها، وأعلننا عن نقاط لإنهاء الحرب وتلقينا بعض الإشارات، وعندما يعود الوفد إلى كييف سنحلل ما سمعناه وبعد ذلك سنقرر كيفية المضي قدما في الجولة الثانية من المحادثات ".
وفي روسيا، أعلن الكرملين عن أن الرئيس فلاديمير بوتين وقع مرسوما بشأن اتخاذ تدابير اقتصادية خاصة ضد الولايات المتحدة والدول التى انضمت إليه في العقوبات على موسكو والتي تضمنت وقف التداول وعقوبات شخصية استهدفت بوتين نفسه والمقربين منه.
وأكد المتحدث باسم الكرملين ديمترى بيسكوف، أن بوتين لا يبالى بالعقوبات ضده بسبب عمليات موسكو فى أوكرانيا.
وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي يتخذ موقفاً غير ودي تجاه روسيا ويتخذ إجراءات عدائية، قائلا: "الاتحاد الأوروبي هو منظمة تتخذ موقفا غير ودي تجاهنا، وتتخذ إجراءات ذات طابع عدائي غير ودي تجاهنا".
وفى تصعيد له من لهجته، ندد بوتين بالولايات المتحدة وحلفائها ووصفها بأنها "إمبراطورية أكاذيب".