عمره تجاوز الـ70 عاما، لكنه ما زال جلدا صامدا، يزرع الأرض ويرويها، ويحفظ من الحكايات الكثير، وله باع كبير فى الاستماع لسيدة الشرق أم كلثوم ويحفظ لها العديد من الأغانى، وله طقس معين فى الطعام وهو البغلية تلك الأكلة التى يتناولها فى الصباح كل يوم والمصنوعة من القمح والعسل .
هو عم رمضان فهمى عبد الله، الذى يبلغ من العمر 74 عاما، واحد من الفلاحين الذين يتمتعون بالفصاحة والذكاء، لدرجة أنه زرع من كل أنواع الزرع لأكله الخاص هو وأبنائه حتى أنه إنشاء مزرعة أسماك للأكل منها والباقى للبيع.
وقال عم رمضان: بدأت حياتى صيادا فقيرا، أسعى على لقمة العيش وكنت وحيد والدتى بعد وفاة أبى، فكان على العمل والتعايش بين الناس، فكنت حريصا جدا منذ الصغر على انتظار ليالى أم كلثوم التى كانت تذاع كل يوم خميس على الراديو وأحفظ منها مقاطع كثيرة .
وأضاف أن أشهر الأكلات زمان كانت تسمى البغلية بالعسل تلك الأكلة الشعبية التى كانت تتواجد بكل منزل فى قرى المنيا، والمصنوعة من القمح والعسل، تقوم الزوجة بطحن القمح فى الهون ثم وضع العسل عليها ووضعها على النار حتى تستوى وتعطى طاقة كبيرة لدى الشخص وتساعده على الحركة وكانت طعامنا المفضل دائما فى الصباح.
وقال، إن الأمثلة الشعبية فى تلك الأيام كثيرة، وأغلبها عن الزرع، منها أمشير أبو البرد والزعابير، سير وخلى الصغير بيحصل الكبير، وبعده برمهات اطلع وهات من كل الحاجات قمح هات، وبصل هات وفول هات، ويأتى بعده شهر برمودا دق بالعمودا، وهذا المثل ينطبق على أكلة البغلية بالعسل التى كانت تشتهر بها المحافظة فى الماضى .
وعن الزراعات قال، طوال عمرى هذا اكتسبت خبرات كبيرة فى إصلاح الأرض المالحة، وإعادة التربة إلى وضعها الطبيعى وتصبح الأرض أكثر جودة بعد ذلك، وكثير من المزارعين لا يستطيعون أن يعالجوا تلك الملوحة فى التربة، وهذا ما حدث مع الأرض التى أمتلكها .
وقال إن محصول القمح فى المنيا، من المحاصيل الهامة والتى ينتظرها المزارعون من الموسم للآخر، وهو يحتاج إلى رعاية خاصة وقد أوشك المحصول على الحصاد بعد أن تمت زراعته فى بداية شهر نوفمبر والآن أوشك موسم الحصاد والذى يبدأ فى أواخر شهر أبريل من كل عام .