حالة من القلق تنتاب فريق المستشارين داخل البيت الأبيض وكبار قادة الاستخبارات في الولايات المتحدة من تحركات الرئيس الروسي فلادمير بوتين، والذي بدأ قبل أسبوع تحركاً عسكرياً شرق أوكرانيا، اعتبرته موسكو "دفاعاً عن المدنيين في إقليم دونباس"، فيما تراه واشنطن والدول الغربية "غزواً غير مبرر".
وبحسب تقرير نشرته شبكة "اية بي سي" الأمريكية ، فإن فريق إدارة الأزمة داخل الولايات المتحدة تنتابه شكوك من تأثر القوي العقلية للرئيس الروسي ، معتبرين أن عزله خلال جائحة كورونا أصابه بـ"جنون عظمة" وأثر سلباً علي صحته العقلية.
ونقلت الشبكة عن مصادر أمريكية قولها إن قبضة بوتين المشددة على السلطة وشبه العزلة التي عانها بسبب جائحة COVID-19 - عندما كان محتجزًا إلى حد كبير في "مخبأ" مع لوائح صارمة تحد من الزوار - قطع تقريبًا جميع العلاقات التي تربطه بالعالم الخارجي وفهمه للواقع.
وقالت الشبكة نقلاً عن مصادرها إن وكالات الاستخبارات الأمريكية عن كثب بوتين وسلوكه، حيث تشعر بالقلق من أن الزعيم الروسي قد يأمر بمزيد من العنف المدمر ضد المقاومة الأوكرانية الشديدة، والتي تمكنت من صد الجيش الروسي لما يقرب من خمسة أيام.
وفيما قال بعض المحللين إن بوتين لم يطلق القوة الكاملة للجيش الروسي، رغم زيادة الهجمات المخططة على أوكرانيا في أعمال العنف والدمار في الأيام الأخيرة، ذكر نائب رئيس لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ إنه كان يشاهد بقلق مقاطع الفيديو العامة لبوتين حيث يعبر ظاهريًا عن الإحباط والغضب ، مما يشير إلى تغيير مذهل بالنسبة لشخص وصفه بأنه "قاتل بدم بارد"
وأضاف: "الشيء الوحيد الذي كان فلاديمير بوتين يقدره دائمًا هو التحكم في المشاعر، وهو القدرة على عدم إثارة أي عاطفة ، ومشاهدة فيديو له الليلة الماضية وومضات الغضب ، هذا غير معهود على الإطلاق".
وتابع: "علينا أن نفهم أن كل ما نعتقد أنه قد يفعله، أو افترضنا أنه سيفعله ردًا على أفعال قبل 10 أو 15 عامًا ، ليس ما قد يفعله اليوم ، وهذا شيء مهم يجب أخذه في الاعتبار. هذه لحظة خطيرة للغاية.
وفقا لشبكة ايه بي سي، قالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض جين ساكي: "لن أجري تقييمًا لاستقراره العقلي، لكني سأخبركم بالتأكيد أن الخطاب والأفعال والتبرير الذي يقدمه لأفعاله تثير قلقنا بشدة".
وتواجه الولايات المتحدة وحلفاؤها وشركاؤها تحديًا يتمثل في وضع استراتيجية خروج لكبح جماح بوتين، حيث فشلت المحادثات بين وزير الدفاع الأوكراني والمسؤولين الروس على الحدود الأوكرانية لبيلاروسيا يوم الاثنين في تحقيق أي اختراقات، وصعد الكرملين حتى من الهجمات المدمرة على المدن الأوكرانية في خضم المناقشات.