يواصل الغرب تصعيده ضد روسيا بعد الحرب التى بدأتها الأخيرة فى الأراضى الأوكرانية منذ 24 فبراير الماضى، حيث توالت حزم العقوبات التى فرضتها الولايات المتحدة والدول الأوروبية، مع حملة ملاحقة واسعة لقائمة من رجال الأعمال والمسئولين الروس بشكل مكثف.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة الاندبندنت البريطانية، أعادت الولايات المتحدة تفعيل برنامج مكافأت لمن يبلغ عن أهداف روسية، بعدما وافق عليه الكونجرس العام الماضى، حيث أعلنت الحكومة الأمريكية اعتزامها دفع مكافأت تصل لـ5 ملايين دولار للمبلغين عن المخالفات للمساعدة فى اكتشاف اليخوت غير المشروعة وغيرها من الممتلكات التى تنتمى إلى الأوليجارشية الروسية المرتبطة بالكرملين، وهى جزء من الهجوم المالى الذى شنته إدارة بايدن على الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى أعقاب الحرب الأوكرانية.
وفقا لصحيفة الاندبندنت، برنامج المكافآت، الذى وافق عليه الكونجرس العام الماضى، تم الكشف عنه رسميًا يوم الأربعاء الماضى، وسيقدم تعويضات مالية لأولئك الذين يساعدون وزارة الخزانة فى العثور على الأصول "المرتبطة بالفساد الذى يشمل حكومة الاتحاد الروسى”.
وبموجب البرنامج، يمكن أن تشمل الأصول غير المشروعة الأصول المادية مثل الطائرات أو اليخوت، وكذلك الأصول المالية.
وسيتم اتخاذ القرارات النهائية بشأن الدفع على أساس كل حالة على حدة وستوافق عليها وزيرة الخزانة جانيت يلين.
قال روس ديلستون، المحامى المستقل والخبير فى مكافحة غسل الأموال، لموقع VICE، الذى نشر تقريرًا عن برنامج المكافأت، قد تكون هذه مشكلة إذا لم تكن حوافز البرنامج واضحة ومقنعة، فقد لا يكون أصحاب المعلومات على استعداد لتحدى رجال الأعمال الأثرياء والأقوياء بشكل غير عادى.
وأضاف: "من أجل تحفيز الناس على الانخراط فى فعل قد يعرض أنفسهم للمسؤولية المدنية، أو حتى المسؤولية الجنائية إذا قاموا لاحقًا بزيارة البلد الخطأ ـ فى إشارة إلى روسيا ـ يجب أن تكون هناك حوافز حقيقية، ويجب تقديم الحوافز بطريقة شفافة وفورية لا يمكن منحها بعد سنوات من الدراسة، وبعد رفع القضية".
وتعتبر الخطوة ليست بالمفاجأة حيث قامت الدول الأوروبية بفرض إجراءات لاستهداف وتتبع ثروات أغنياء روسيا وممتلكاتهم عقب الحرب الأوكرانيةـ
وفى النرويج، يواجه طاقم يخت فاخر يمتلكه ملياردير روسى فى أحد موانئ النرويج أزمة كبرى بعد نفاذ الوقود، وامتناع مقدمى الخدمات فى الميناء عن إعادة تزويده فى إجراء عقابى رداً على الحرب التى تقودها روسيا فى الأراضى الأوكرانية.
وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية، بى بى سى، تعود ملكية اليخت "راجنار" لرجل الأعمال الملياردير الروسى، فلاديمير سترتشالكوفسكى، الذى يرأس نادى موسكو لكرة القدم، كما ترأس سابقا شركة التعدين العملاقة نوريلسك نيكل.
وتربطه بالرئيس الروسى فلاديمير بوتين، علاقة جيدة، وعلى الرغم من أنه من أحد الأوليجارش الروس إلا أنه ليس على قائمة عقوبات الاتحاد الأوروبى.
ويتواجد اليخت فى ميناء نارفيك منذ 15 فبراير، وكتب قبطان اليخت، روبرت لانكستر، فى رسالة له "نجد أن التمييز ضدنا ظالم للغاية"، وأشار القبطان البريطانى إلى عدم وجود أى روسى بين أفراد طاقم اليخت.
وقال لمحطة التلفزيون العامة النرويجية، أن آر كيه: "نحن طاقم غربى مكون من 16 فردا، ولا علاقة لنا بالمالك، لكن موردى الوقود المحليين يقولون إنهم لا يريدون مساعدة الكيانات المرتبطة بروسيا".
وقال المدير العام لشركة هولملوند لخدمات النفط، سفين هولملوند، لمحطة التلفزيون العامة النرويجية. "لماذا نساعدهم؟"، وأضاف "يمكنهم العودة للمنزل تجديفا أو استخدام الشراع".
ويبلغ طول اليخت 68 مترا، ويحتوى على غرفة مصممة لتشبه حانة بريطانية، بينما يضم أيضا معدات تزلج بطائرات الهليكوبتر وأربعة دراجات بخارية للتزلج وزلاجة عملاقة، وفقا لمجلة بوت إنترناشيونال.
وبدأت الدول الأوروبية بالفعل فى اتخاذ إجراءات صارمة ضد أصول مماثلة، فى المانيا، صادرت السلطات الألمانية يخت رجل الأعمال الروسى عليشير عثمانوف، الذى يقدر سعره بنحو 600 مليون دولار، حيث صادرت سلطات هامبورج يخت "ديلبار" الذى يبلغ طوله 156 مترا، وكان الاتحاد الأوروبى أدرج عددا من المسؤولين ورجال الأعمال الروس فى قائمة العقوبات، بمن فيهم عثمانوف.
يذكر أن عثمانوف أوزبكى الأصل، معروف باستثماراته فى الاقتصاد الروسى وأعماله الخيرية، وإسهامه فى الحفاظ على علاقات التحالف الروسية الأوزبكية.
ووفقا للتقرير، اشترى عثمانوف Dilbar فى عام 2016 مقابل 600 مليون دولار والتى صمم خصيصًا له على مدار 52 شهرًا، وتسميها الشركة "واحدة من أكثر اليخوت تعقيدًا وتحديًا على الإطلاق، من حيث الأبعاد والتكنولوجيا." وهو أكبر يخت بمحرك فى العالم من حيث الحمولة الإجمالية.
وعلق عثمانوف على عقوبات الاتحاد الأوروبى المفروضة عليه فى بيان إلى الاتحاد الدولى للمبارزة حيث أعلن أيضًا تنحيه عن رئاسة الاتحاد، وكتب: "أعتقد أن مثل هذا القرار غير عادل، والأسباب المستخدمة لتبرير العقوبات هى مجموعة من الادعاءات الكاذبة والتشهير التى تضر بشرفى وكرامتى وسمعتى التجارية. سأستخدم جميع الوسائل القانونية لحماية شرفى والسمعة"
وفى فرنسا، صادرت باريس يختا يملكه الملياردير الروسى إيجور سيتشين الرئيس التنفيذى لشركة النفط الروسية العملاقة روسنفت، أحد "أكثر مستشارى الرئيس الروسى فلاديمير بوتين ثقةً وأقربهم، فضلاً عن كونه صديقًا شخصيًا".
ووصل اليخت، المسمى "Amore Vero" - أو "الحب الحقيقى” باللغة الإيطالية - إلى ميناء La Ciotat الفرنسى على البحر المتوسط فى يناير، وكان من المقرر أن يغادر الميناء فى 1 أبريل.
وقال وزير المالية الفرنسى برونو لو مير فى تغريدة على حسابه بموقع تويتر: "شكرا لضباط الجمارك الفرنسيين الذين يطبقون عقوبات الاتحاد الأوروبى على المقربين من الحكومة الروسية".
كان سيتشين نائب رئيس وزراء روسيا من عام 2008 حتى عام 2012، وقال الاتحاد الأوروبى أن صلاته ببوتين "طويلة وعميقة"، حيث يحافظ الرجلان على اتصال يومى.
وفى إيطاليا أعلنت السلطات أنها صادرت يختًا بقيمة 530 مليون يورو يخص الملياردير الروسى أندريه ميلينشينكو، مدرجًا فى قائمة الأشخاص الذين فرض عليهم الاتحاد الأوروبى عقوبات بعد حرب روسيا وأوكرانيا، ويُعد "SY A"، الذى يرسو فى ميناء ترييستى شمال شرق إيطاليا، أكبر يخت شراعى فى العالم.
وقالت شرطة الجرائم المالية الإيطالية أن ميلينشينكو امتلك اليخت "بشكل غير مباشر" من خلال شركة مقرها فى برمودا.