دعا وزير الخارجية التونسي عثمان الجرندي، الدول الأعضاء بمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي ، إلى ضرورة مواجهة مشتركة للتحديات التّي تفرضها التطورات الدّولية المتسارعة والمستجدات الخطيرة، واحتواء تداعياتها على الأمن والسلم في العالم عموما ومنطقتنا العربية والإسلامية على وجه الخصوص.
وشدد الجرندي - في كلمته ، التي ألقاها باسم المجموعة العربية أمام الدورة العادية الـ48 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، التي انطلقت بإسلام آباد - على أهمية أن يكون للمنظمة كمكان إقليمي وازن موقفها الموحد ورؤيتها في معالجة جملة القضايا الدولية والإقليمية المطروحة بناء على القيم والمبادئ المشتركة التي تستوجب حل جميع القضايا العادلة بناء على نفس المقاييس والمعايير الدولية.
وطالب الجرندي - وفق بيان لوزارة الخارجية التونسية - وجوب تحمل المسؤولية إزاء الشعب الفلسطيني لوضع حد للانتهاكات الإسرائيلية اليومية لحقوقه والاعتداء على حرمة المقدسات والسياسات الاستيطانية الرامية إلى فرض الأمر الواقع ، وإحكام توظيف الآليّات الوقائيّة واعتماد مقاربات شاملة لمواجهة الإرهاب والتطرف العنيف وما يرتبط بهما من جرائم منظمة عابرة للقارات على غرار الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، واستغلال وسائل التواصل الرقمية الحديثة للتصدي لخطاب التمييز والكراهية والاسلاموفوبيا وازدراء الأديان والتعصب وفي المقابل مزيد العمل على نشر خطاب التسامح وقبول الآخر.
كما طالب ببناء شراكات أقوى في المجالين الاقتصادي والتنمويّ، بمساهمة استثنائية لجميع مؤسسات التمويل العربية والإسلامية والمؤسسات المتخصصة العاملة في المجال الاقتصادي، لمواجهة التحديات الاستثنائية الماثلة ولاسيّما تلك التّي أفرزتها جائحة كورونا ، وتداعيات الأزمة الأوكرانية، وتحقيق نُقلة نوعية في العمل الاقتصادي الإسلامي المشترك، تقوم على تحقيق التقدّم المنشود في تنفيذ المشاريع المشتركة، وتنمية التبادل التجاري في الفضاء الإسلامي، وتحقيق الأمن الغذائي والمائيّ وتطوير الصناعات الدوائية باعتبارهما من المجالات الاستراتيجية للحقبة المُقبلة، مشاركة بنّاءة بين القطاعيْن العامّ والخاصّ، والاستفادة المُثلى من الكفاءات، نساء ورجالا على حدّ السواء.