تناولت دراسة حديثة صادرة عن مركز الأهرام للدراسات السياسية، انعكاسات الحرب الروسية الأوكرانية على القضية الفلسطينية، حيث أشارت إلى أن نجاح إسرائيل في خطى إعادة تموضعها دوليًا في إطار مساعيها لتوظيف الفرص الممكنة من الصراع الدائر في أوكرانيا من خلال محاولة لعب دور الوسيط، مازال يواجه تحديات، منها ما يخص تعقيدات الصراع ذاته، ومدى استعداد أطرافه للقبول بعقد صفقات من خلال تقديم بعض التنازلات المتبادلة في مقابل وقف الحرب، ويبدو أن الطرفين لم يصلا بعد إلى مرحلة "المأزق الضار المتبادل".
وأوضحت الدراسة أن التحدي الآخر فيتمثل في مدى قبول واشنطن بعدم التزام إسرائيل بالانخراط في فرض عقوبات على روسيا أسوة بالولايات المتحدة وحلفائها بشكل كامل، والاكتفاء بالإدانة الدبلوماسية للغزو الروسي، خاصة وأن مشاركة إسرائيل بشكل فعال في فرض العقوبات على روسيا سيضعها في مواجهة مباشرة معها، بما ينعكس على قدرتها على القيام بدور الوسيط "الناقل للرسائل" بين أطراف الصراع.
وبالنسبة للجانب الفلسطيني، فهناك فرص وحلول عملية يمكن التعجيل بتوظيفها لصالح القضية، بدلًا من انتظار مآلات الحرب وتداعياتها على بنية النظام الدولي، أملًا في تشكيل نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب، من أجل التخلص من هيمنة الولايات المتحدة ودعمها المطلق لإسرائيل.