قال الشاعر والكاتب الصحفى وائل السمرى، رئيس التحرير التنفيذى فى جريدة "اليوم السابع" أن كليات الإعلام بحاجة ماسة إلى تطوير المناهج، لسد الفجوة الكبيرة بين ما تقدمه وتنتجه المؤسسات الصحفية اليوم، وبين طالب كلية الإعلام.
جاء ذلك خلال الندوة التى نظمتها جامعة عين شمس، بعنوان "التغطية الإخبارية بين الدراسة الأكاديمية واحتياجات الصحافة الحديثة"، واستضافت الكاتب الصحفى وائل السمرى، فى إطار فعاليات قسم الإعلام وثقافة الأطفال للعام الجامعى 2021/ 2022، فى مقر كلية الدراسات العليا للطفولة ـ قاعة الدكتورة سعيدة بهادر.
ورأى وائل السمرى أن هناك فجوة كبيرة بين ما تنتجه الجامعات وما يحتاجه سوق العمل، فمن وجهة نظره أن المنتجع الذى تقدمه الصحافة وما يطلبه الجمهور، يجبرها على تلبية هذه الاحتياجات، دون الانتظار إلى تأسيس نظرية أو قاعدة تتبعها وسائل الإعلام، ومع الوقت أصبح هناك فجوة بين ما تقدمه غرف الصحافة، وبين ما يتم تدريسه لطلبة كليات الإعلام، فحينما يأتى إلينا طالب كلية الإعلام، نجد أنه بحاجة إلى فترة طويلة من التعلم ليكون قادرا على تلبية ما تنفذه غرف الصحافة.
كما رأى وائل السمرى أن طالب كلية الإعلام غالبا ما تنقصه الخبرة، أو الدراية المعرفية، رغم دراسته لآليات التنفيذ، ففى أقسام متخصصة مثلا كالثقافة، أو الفن، أو الرياضة، غالبا ما نجد أن طالب الإعلام ليست لديه أى خبرة بتاريخ الثقافة أو الفن مثلا، فالخلفية الثقافية أو الفنية أمر لا غنى عنه فى العمل الصحفى، ولهذا فطالب كلية الإعلام، الذى يملك الآليات التى درسها لن يتمكن من العمل فيها لغياب هذه الخلفية.
أزمة أخرى مع طالب الإعلام، أوضحها وائل السمرى، وهى أدوات الكتابة، فمن المؤسف الشديد، أن آليات الكتاب عند غالبية الشباب سيئة للغاية، وتفتقد لأبسط المفاهيم، فكيف سيتمكن من إيصال المعلومة التى ربما قد تكون ملتبسة، فمهارات الكتابة وإيصال المعلومات مهمة جدا، ولكنها أيضا ليست وظيفة كلية الإعلام فقط، بل تقع على عاتق المنظومة التعليمية كاملة.
ورأى وائل السمرى، أن مناهج كلية الإعلام بحاجة ماسة إلى التطوير فيما يتعلق بهذه الناحية، حتى يكون طالب كلية الإعلام لديه القدرة على الكتابة الجيدة، وإيصال المعلومة بشكل صحيح، ولهذا فمن الضرورى أن تكون مهارات الكتابة مادة أساسية على كافة مراحل التدريس فى كليات الإعلام.
وقال وائل السمرى، إن طالب كلية الإعلام عليه أن يعمل على تطوير نفسه، إلى جانب ما يدرسه، لأن عملية التطوير مرتبطة أولا وأخيرا بسوق العمل الصحفى، ففى "اليوم السابع" كانت الإدارة تنظر دائما إلى المستقبل، ولهذا كانت تحرص دوما على آليات التطوير، ومن إحدى هذه الآليات ومواكبة عجلة التطوير، هو إطلاق تليفزيون "اليوم السابع".
وأشار وائل السمرى، إلى أن صحافة التليفزيون فرضت أمورا كثيرة علينا خارج القاموس الصحفى التقليدي، جعلتنا بحاجة إلى "سوبر صحفى" فشئنا أم أبينا، أصبحنا فى تحدى مع السوشيال ميديا، التى جعلت المؤسسات الصحفية حول العالم تعانى منها، لأن السوشيال ميديا لم تعد مجرد وسيلة لنقل الخبر عبرها، بل صانعة لها، كما أن منصات السوشيال ميديا صارت تدعم صانع المحتوى الفردى، ولا تدعم المؤسسات، ومن هنا وجدت المؤسسات الصحفية نفسها أمام تحدى كبير أمام الوحش، وهو السوشيال ميديا، فأصبحت أمام خيارين، إما أن تتحداه أو تغذيه، وبالتالى اختارت المؤسسات أن تغذى هذا الوحش وتتعامل معه، لإيجاد حلول بديلة.
وأوضح وائل السمرى أن صحفى التليفزيون يجب أن تتوافر فيه مهارات كثيرة تخضع كلها لمعنى "الآن"، فعلى هذا الصحفى أن يقرأ الخبر الآن، ويفهم الخبر الآن، ويقدم رؤيته أو تحليله الآن، ويتحدث عنه الآن، كل هذا "الآن" يحدث فى وقت قياسى، يجعله فى تحدى كبير، ومن هنا، يمكننا تفسير حالة عدم رضا الجمهور على صحفى التليفزيون فى أى جريدة الآن، وللعلم فالمؤسسات الصحفية نفسها هى أيضا غير راضية عن هذا الوضع، ولكنها تعمل على إيجاد حل وتطوير له.
وائل السمرى، شاعر ورئيس التحرير التنفيذى لموقع وجريدة اليوم السابع، حصل على الجائزة الأولى فى مسابقة كتاب اليوم فرع شعر الفصحى عام 2009، والجائزة الأولى فى مسابقة ديوان شعر الفصحى فى المسابقة المركزية للهيئة العامة لقصور الثقافة عام 2007، والجائزة الأولى فى مسابقة المجلس الأعلى للثقافة لأفضل قصيدة عام 2003، وجائزة أفضل قصيدة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة 2001، وجائزة أفضل كتاب فى معرض القاهرة الدولى للكتاب عام 2020 عن مسرحية "كما لا ترون".
صدر لوائل السمرى ديوان "الساقى" عن دار ميريت للنشر 2011، و"ابنى يعلمنى" سيرة إنسانية، عن الدار المصرية اللبنانية 2015، وله كتاب "كما لا ترون" مسرحية شعرية، و"فقهاء التنوير" مقالات فكرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة