قال الدكتور خالد عبد الغفار، القائم بأعمال وزير الصحة، إن جمهورية مصر العربية وانطلاقا من دورها العربى الذى تستند فيه على ثقة أشقائها من الدول العربية، فإن مصر حريصة كل الحرص على استمرار التكاتف ودعم الجهود لإنجاح كافة القرارات الصادرة عن مجلس وزراء الصحة العرب في دوراته المتتالية، ولا نألو جهداً في سبيل جعل تلك القرارات واقعا ملموسا يمس صحة وسلامة مواطنينا عبر تعزيز آليات التعاون العربي والدولي المشترك لخدمة أهداف ومبادئ جامعتنا العربية في النهاية.
وأضاف، فى كلمته أمام مجلس وزراء الصحة العرب، أن اجتماع المكتب التنفيذى التى ترأسته مصر، أمس الأربعاء، دعا إلى تفعيل عدد من التوصيات والقرارات ذات الأهمية، ومنها دفع الجهود العربية المشتركة نحو إقرار الإستراتيجية العربية لتوحيد إجراءات تسجيل واعتماد اللقاحات واستخدامها داخل البلدان العربية، موضحا أن هناك خطوات كبيرة تم اتخاذها نحو إعداد تلك الإستراتيجية والتشاور بشأن مدخلات ومقترحات الدول الأعضاء بشأنها على أن يسترشد بهذه الإستراتيجية كوثيقة مرجعية في أعمال فريق العمل المنصوص عليه في قرار المجلس الاقتصادي والاجتماعي "بشأن المبادئ العامة الاسترشادية العربية لتوحيد إجراءات تسجيل واعتماد اللقاحات واستخدامها بين الدول العربية.
وأشار إلى مشروع الإستراتجية العربية للحصول على لقاحات كوفيد 19 وتوحيد الجهود المبذولة لضمان التوفير والتوزيع العادل لتلك اللقاحات على الدول العربية، والتي جاءت كمقترح ذا أهمية كبرى من الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، على أن تقوم الدول العربية الأعضاء بموافاة جامعة الدول العربية بكافة احتياجاتها اللوجيستية والتقنية المتعلقة بالحصول على تلك اللقاحات.
وأضاف أن التجارب الناجحة والرائدة لدولنا العربية في المجال الصحي هي منبر مضيء لنا جميعا، فإنه من الضروري نشر تلك التجارب الناجحة بصفة دورية للاسترشاد بها ولتكون بمثابة خارطة طريق لتعظيم الاستفادة العربية منها وتدعيم أسس نُظمنا الصحية على أساس علمي منهجى.
وأشاد عبد الغفار بترحيب الدول العربية الشقيقة باستضافة مصر" لاجتماع الهيئات العليا للدواء والغذاء" للعام 2023، متمنياً كل التوفيق للمملكة العربية السعودية في تنظيمها للاجتماع القادم العام الجارى.
وتابع أن البحث العلمي هو السبيل الأوحد للنهوض بأنظمتنا الصحية فقد توافقنا نحو تشكيل لجنة عليا بالتعاون بين جمهورية مصر العربية وباقي البلاد العربية لتحديث وتطوير الدراسة المتعلقة بإنشاء "المركز العربي للأبحاث الصحية والمعملية"، وأن تتولى هذه اللجنة أيضا دراسة المقترح الذي سبق وأن تقدم به الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بإنشاء "منظمة الصحة العربية" على أن تضم تلك اللجنة خبراء من الدول العربية لوضع هذه الدراسة لسهولة حوكمة تلك المؤسسات الصحية المزمع إنشائها.
وأوضح أنه "لا سبيل أمامنا إذا أردنا بنية صحية قوية وأنظمة صحية قادرة على مواجهة التحديات الوبائية المستقبلية سوى دعم البحث العلمي في المجالات الصحية المختلفة، وربما توافقونني الرأي والتوجه نحو إقرار" إستراتيجية عربية ووطنية لدعم البحث العلمي".
ودعا إلى تقاسم الإمكانيات العربية القادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي من احتياجاتنا العربية سواء في مجال إنتاج اللقاحات أو في مجال الدواء والمستلزمات الطبية، علينا أن نقر إستراتيجية عربية بحثية تكون قاعدة قوية لدعم قدراتنا التصنيعية، مشيرا إلى تجربة مصر المتميزة البحثية والصناعية كما يمكننا الاستفادة من إنجازات وتجارب الدول العربية والاسترشاد بجهودهم في وضع تلك الإستراتيجية.
وفي إطار الدور التاريخي المعهود الذي أخذته جامعة الدول العربية على عاتقها تجاه الدول الأعضاء بها، بحسب الوزير، فإن مجلس وزراء الصحة العرب حريص على استمرار الدعم المقدم لكافة الدول العربية التي تواجه أزمات صحية وإنسانية، وأدعوكم جميعا إلى استمرار تدفق المساعدات سواء بمبادرات فردية أو في إطار مجلس وزراء الصحة العرب إلى أخواننا في البلدان العربية التي تحتاج دعماً كبيرا لنظمها الصحية التي أرهقتها الجائحة، فالأعباء أصبحت مثقلة فوق كاهلهم وما يواجهونه من تحديات إنسانية يستدعي التسابق لدعمهم ونجدتهم.