فكرة النقد، لا مراء فيها، خاصة النقد البنَّاء، ولكن أن يتحول النقد لفُرصة للنيل من الآخرين، وتتبع عوراتهم، والاستهانة بهم، ووضعهم في مكانة أقل، فهذا وإن كان يدل على شيء فإنما يدل على المرض النفسي، وبداية العُدوانية.
وحقيقي مَنْ ينتقدون الآخرين بدون مُبرر، ويتبعون سلبياتهم، ويُدققون النظر في تفاصيلهم، فهم في واقع الأمر أشخاص يُعانون من أزمة ثقة في النفس، ويُخرجون طاقتهم السلبية، وحجم النقص الذي بداخلهم في الآخرين، حتى يشعرون بقيمتهم على حساب الغير.
فهذا السلوك فيه تنفيس لما بداخل هؤلاء الأشخاص من رفض لبعض صفاتهم، فيُحاولون إلصاقها بغيرهم، حتى يستشعرون أنهم ليسوا أقل من غيرهم، أو أن الآخرين يحملون ذات الصفات السيئة، فيبدأون في النقد الدائم لهم، ومُحاولة التقليل منهم ومن شأنهم، ورميهم بما ليس فيهم.
للأسف، هذه السلوكيات باتت تُطاردنا في الحياة، وأصبحنا نلتقي بهذه النوعية من البشر التي تُؤثر علينا بالسلب، وتُشككنا في أنفسنا، وفي إمكانياتنا وقُدراتنا.
فمَنْ يلتقي بهؤلاء، عليه ألا يمنحهم أذنيه، لأنهم في الغالب الأعمّ لديهم قُدرة هائلة على بث طاقة سلبية بداخلنا، خاصة لمَنْ لا يملك الثقة الكافية في نفسه، فقد يُصاب بالوهم، ويبدأ في تصديق الصفات والتهم التي يتم إلصاقها به.
وأخيرًا، ليس من القُوة أن تتعمد نقد الغير من أجل النقد، ولو حتى كنت ترى سوءات غيرك، فعليك أن تنصحه، وتُحاول مُساعدته دون أن تُقلل من شأنه، فهذا السلوك ينطوي على العدائية المرفوضة، فليس من حقك أن تستبيح كرامة ومشاعر الآخرين، أو تنتقص من إمكانياتهم، وتنال منهم، وتُفقدهم ثقتهم في أنفسهم.
فليس كل النقد قُوة، وليس كل النقد نُصح، وليس كل النقد حُب، فلا تُنصّب نفسك ناقدًا ومُصلحًا على حساب الغير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة