أعرب رئيس وزراء التشيك بيتر فيالا، الخميس، عن اعتقاده بأن الاتحاد الأوروبى ليس مستعدًا لتطبيق حظر كامل على روسيا في مجال الطاقة، مرحبًا بفتح النقاشات مع الشركاء الأوروبيين بهذا الشأن.
وتابع فيالا أن الحكومة وافقت على حساب التكاليف التي تم إنفاقها للتعامل مع أزمة اللاجئين الوافدين من أوكرانيا ومطالبة الاتحاد الأوروبي بإعانات مالية لتغطيتها، وذلك حسبما نقل راديو "براغ الدولى".
كما أعرب رئيس الوزراء عن توقعه بأن توافق دول الاتحاد على تخصيص أموال إضافية وتقديم المساعدة للدول الأعضاء في التعامل مع موجة اللاجئين الكبيرة الناتجة عن الصراع.
ويستعد الغرب لتوجيه مزيد من الضربات لروسيا فى ظل استمرار الحرب بأوكرانيا، وتزامنا مع زيارة الرئيس الأمريكى جو بايدن لأوروبا فى بادرة لإظهار الوحدة ضد موسكو.
وقالت صحيفة واشنطن بوست إنه من المتوقع أن يعلن بايدن وقادة أوروبا عن مبادرة كبرى لتوجيه شحنات من الغاز الطبيعى المسال إلى أوروبا، وذلك خلال زيارته إلى بروكسل هذا الأسبوع، ضمن جهود أكبر للمساعدة على الحد من اعتماد أوروبا على الغاز الروسى، بحسب ما قال ثلاثة مسئولين مطلعين على الخطة.
وذكرت الصحيفة أن هذا الإعلان المرتقب، الذى يمثل محاولة كبرى لحرمان روسيا من نفوذها مع مواصلة حربها ضد أوكرانيا، سيكون خطوة غير عادية لإعادة تنظيم تدفق الطاقة العالمى، وهو التغير الذى سيكون له تأثير طويل المدى بعد انتهاء الحرب ويأتى فى الوقت الذى يطلب فيه مسئولون أوروبيون من الولايات المتحدة أن تفعل المزيد لمساعدتهم على تقليل اعتمادهم على روسيا فى الحصول على الغاز والنفط.
ومن المتوقع أن يستغل بايدن محطته فى بروكسل يومى الخميس والجمعة، حيث سيلتقى مع قادة الناتو ومجموعة السبع والمجلس الأوروبى، ليعلن مجموعة من العقوبات الإضافية ضد موسكو، وأيضا ملاحقة للتهرب من العقوبات الحالية.
ومن المتوقع أن تؤثر العقوبات على عدد كبير من أعضاء البرلمان الروسى وشركات الدفاع وفروعها وقطاعات إضافية من الاقتصاد، وفقا لشخصين مطلعين على الأمر ورفضا الكشف عن هويتهما، وأشارا إلى أن التخطيط لا يزال قابل للتغيير.وقالت واشنطن بوست إن تلك التحركات المتوقعة من قبل أمريكا وأوروبا، تمثل تصعيدا للدفعة الكاسحة من قبل ما أسمته "تحالف الديمقراطيات بقيادة أمريكا: لمعاقبة روسيا وردعها مع استمرار حربها ضد أوكرانيا. ولفتت الصحيفة إلى أن الأسابيع الأربع الماضية شهدت توافق غير مسبوق بين الدول الديمقراطية لجعل عدو محارب يدفع الثمن، وتقديم المساعدة لـ "ضحيته".
وسيتم الكشف عن خطة شحن الغاز الطبيعى المسال إلى أوروبا، والتى لم يتم الانتهاء من تفاصيلها بعد، الجمعة عندما يتلقى بايدن مع رئيسة المفوضية الأوروبية أرسولا فوندرلين فى بروكسل، قبل أن يتوجه إلى بولندا.
وخلال حديثها إلى أعضاء البرلمان الأوروبى فى بروكسل الأربعاء، قالت فوندرلين إن كل أعضاء الاتحاد الأوروبى بإمكانهم المساهمة فى الحد من اعتمادهم على الغاز الروسى، وقالت إنها موضوع خططت لمناقشته مع بايدن فى أول أيام زيارته اليوم الخميس.
يأتى هذا فى الوقت الذى قالت فيه صحيفة واشنطن بوست أيضا إن هناك انقسام داخل الناتو بشأن كيفية التعامل مع روسيا وردعها فى أعقاب غزوها لأوكرانيا.
وأوضحت الصحيفة أن بعض صناع القرار فى الناتو بأوروبا يشعرون بالقلق من وجود رسالة معلنة قوية بأن الحلف لن يقوم بإرسال قوات إلى أوكرانيا، أو يرسل حتى الآن طائرات مقاتلة كانت تطالب بها كييف. ويقول إنه فى ظل تهديد يلوح فى الأفق حول استخدام أسلحة نووية وكيماوية روسية فى ميدان المعارك بأوكرانيا، فإن النهج الأفضل سيكون عدم استبعاد أى شىء علانية.
وترى الصحيفة أن المخاطر كبيرة للغاية، حيث اتفق طرفى النقاش على أن أى استجابة يساء إدارتها ستجر الناتو وروسيا إلى صراع غير مباشر، سيكون له على الأرجح تداعيات كارثية للعالم. وذهب النقاش بين الطرفين إلى ما يجب فعله بشأن أوكرانيا، وهو هو أفضل حل لتعزيز دفاعات الناتو داخل أراضية لردع روسيا عن مهاجمتها.
وقال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج إنهم عازمون على فعل كل ما يمكنهم لدعم أوكرانيا، إلا أن عليهم مسئولية أيضا بعدم تصعيد الحرب خارج أوكرانيا وأن يصبح صراعا بين الناتو روسيا.
وردا على سؤال حول ما سيفعله الناتو لو استخدمت روسيا أسلحة كيماوية فى أوكرانيا، جاءت إجابة ستولتنبرج غامضة، وهو نهج تقليدى تم استخدامه على مدار عقود للحفاظ على الغموض الإستراتيجية بشأن كيفية استخدام الأسلحة النووية أيضا. وقال إن أى استخدام للأسلحة الكيماوية سيغير تماما طبيعة الصراع، وسيكون له تداعيات واسعة.
ويقول منتتقدو واشنطن وتعاملها مع الردع إن الوضوح الشديد بشأن ما لن تفعله الولايات المتحدة لأوكرانيا، فإنها تزيد جرأة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين للعمل بشكل أكثر قوة عما يفعل حاليا.
وقال رئيس لجنة الشئون الخارجية بالبرلمان الأولاوبى ماركو ميهكلسون أنه لا يعتقد أن هذا الأمر مثمر عندما تقول ذلك بشكل متكرر، أننا لا نريد حربا عالمية ثالثة، أو أننا لا نريد صراعا مع روسيا.