أكد الدكتور صلاح فضل، رئيس مجمع اللغة العربية، أن الأغنية المصرية شكلت وعى ووجدان المصريين طوال القرن العشرين، وأنها سوف تستعيد مكانتها فى المستقبل.
جاء ذلك خلال الندوة الثالثة التى عقدت ضمن البرنامج الثقافي لمجمع اللغة العربية بعنوان: "الأغنية العربية: كلمة راقية، وصوت معبر، ولحن رائق"، والتى أدارها الدكتور عبد الحميد شيحة، عضو المجمع، المشرف العام على البرنامج الثقافي، وتحدث فيها الموسيقار الكبير حلمي بكر، والشاعر الغنائى جمال بخيت، والفنان الدكتور أحمد عادل عبد المولى، وتصحبهم المطربة الأوبرالية الشابة حسناء، والدكتور صلاح فضل رئيس المجمع.
وقال صلاح فضل، إن الشعر فقد دوره على المستوى الإعلامى، منذ نهاية القرن العشرين، موضحا أن الحال كان مغايرا فى بدايات هذا القرن حين كان الشعر والأغنية يؤديان دورا أكبر، مضيفا أن أحمد شوقي ومحمد عبد الوهاب نموذجان على ذلك بتأثيرهما ودورهما.
ندوة مجمع اللغة العربية عن الأغنية المصرية
من جهته قال الموسيقار الكبير حلمى بكر، إنك إذا أردت أن تعرف شعبا استمع لأغانيه، مؤكدا فى الوقت نفسه أن التذوق الفني عند المصريين فطرى، ولدينا فى مصر كل ربع ساعة عشرين مطرباً وأنهم لا يقدمون فنا بل بذاءة.
وأوضح حلمى بكر أن بعض المطربين فى الوقت الحالي يتخذون لأنفسهم أسماء عجيبة، وهو نوع من الابتذال، موضحا أنه ليس من المنطقي أن يلقب المطرب نفسه بـ"حكشة" أو يغني في إطار غير راق.
وأضاف حلمى بكر، أنه لا يقبل فى الوقت الحالي ذكر اسم مطرب من مطربي الموضات الجديدة المدمرة للمغني الحقيقي حال استضافته فى البرامج، لافتا إلى أن بعض المطربات في الوقت الحالي يعتمدن على الإثارة أكثر من الطرب بل إنهن لسن مطربات من الأساس.
بينما أكد الشاعر جمال بخيت أن الأغنية عابرة للزمان والمكان، ومن هنا تكمن خطورتها وأهميتها، موضحا أن العصر الحديث شهد تحول الأغنية إلى صوت الشاعر وأن الأغنية الواحدة تسمع بالملايين.
وأشار جمال بخيث إلى أن الحصرى القيرواني قال يا ليل الصب متى غده منذ ثمانمائة سنة في الأندلس لتغنيها فيروز في العصر الحديث، ويعارضها أحمد شوقي، موضحا أن الكلمات عبرت الزمن في تلك الحالة لتصل إلينا في النهاية بصوت فيروز.
وقال جمال بخيت إن هوية الفن المحلية لم تعد قادرة على مواجهة العولمة والحضارة الغربية التى تستفيد من سيطرتها في فرض ثقافتها وغنائها وحضارتها، وأن ما يميز فترات الطرب الأصيل هو وجود لجنتى الاستماع والنصوص في الإذاعة اللتان كانتا تقومان بدورهما في تنقية ما يرد إليها من أغان وطرب، وأن ذلك كان جزءا من مشروع الدولة الوطنية، لافتا إلى أن زمن الغناء الجميل بدأ منذ ثورة 1919 واستمر حتى ما بعد ثورة يولي، وأن سبعين أو ثمانين بالمائة من أغاني زمن الفن الجميل ظهرت عبر الإذاعة المصرية.
وأكد جمال بخيت على أن لجنة الاستماع ولجنة النصوص لم تعد هى المحبس الذي يمنع ويسمح بل التطبيقات الجديدة التى تديرها أمريكا لافتا إلى أنها تنشر الأغنيات مقابل المال ولا عزاء للقيمة في هذه الحالة.
هذا وقد تخللت الندوة فقرات فنية للفنان أحمد عادل والمطربة حسناء اللذين نالا استحسان جمهور الندوة بالإضافة إلى فقرة شعرية للشاعر السيد خلف.