قدم تليفزيون اليوم السابع فيديو لايف من داخل معمل الترميم التابع لإدارة متحف المخطوطات بمكتبة الإسكندرية، والذى يعد أحد أهم معامل ترميم المخطوطات القديمة بمصر، حيث يتبع المعمل المعايير الدولية لمؤسسات الترميم العالمية والتى تتلخص فى الدراسة التحليلية والتسجيل الدقيق لكل عناصر العمل الأثرى قبل الترميم.
ويقول الدكتور محمد سليمان، رئيس قطاع التواصل الثقافى بمكتية الإسكندرية، إن معمل الترميم الملحق بمتحف المخطوطات به مجموعة من المختصين بأعمال الترميم الذين تم تدريبهم وإعدادهم فى مصر وخارجها ليقوموا بهذا العمل على أكمل وجه، وقد تم تطوير معمل الترميم وكذلك معمل الكيمياء سنة 2002 بمنحة إيطالية.
وأوضح "سليمان" أن معمل الترميم يقوم بإتباع أفضل المعايير العالمية من خلال التأكيد على أن تكون الخامات المستخدمة فى عملية الترميم قابلة للاسترجاع أى سهولة تفكيكها فى المستقبل، وأن تكون طبيعية خالية من الحموضة، كذلك العمل على توضيح الفرق بين الجزء الأصلى فى الأثر والإضافات التى استوجبتها عملية الترميم، كما تنص عليه المواثيق الدولية، وأيضاً يحرص القائمون على العمل، على الحفاظ على الأصل ومعالجته وترميمه مهما كان صغر حجمه، مع الحفاظ على الهوية الأصلية للكتب و المخطوطات النادرة محل الترميم.
وأكد رئيس قطاع التواصل الثقافى، أن المعمل يتكون من وحدة المعالجات الكيميائية، وحدة الترميم الالى، وحدة المعالجات الكيميائية، الحفظ الوقائي، ويتم إستخدام أحدث الوسائل التكنولوجية فى المعالجة الكيمائية التى تتم من خلال عدة مراحل تبدأ بمرحلة الغسيل بوضع الورق فى حمام مائى، ثم مرحلة إزالة الحموضة بالغمر المباشر للورق الحمضى المتأكسد فى محلول قلوى و يتم بعد ذلك عملية الغسيل القلوى لإزالة الملح الزائد، و أخيرا مرحلة التجفيف و الصقل، أما الترميم الآلي، فهو يستخدم فى عملية ترميم أمهات الكتب النادرة والخرائط والوثائق والصور والدوريات والصحف حفاظًا على التراث فى متحف المخطوطات بمكتبة الإسكندرية، ولقد ابتكرت هذه الفكرة بديلا للترميم اليدوى للكتب المطبوعة، حيث إنها توفر فى الوقت والمجهود والخامات المستخدمة وتعطى فرصة كبيرة للحفاظ على أكبر قدر من التراث.
وحول أهم المخطوطات التى تم ترميمها داخل المعمل قال ،أنه تم ترميم 100 مخطوطة قبطية نادرة بالتنسيق مع الكتدرائية الارثوذكسية،حيث قام معمل الترميم بمكتبة الاسكندرية بأكبر عملية ترميم لمخطوطات بيزنطية بالتعاون مع الكاتدرائية الأرثوذكسية بالإسكندرية ، بعد أن تم توقيع بروتوكول ترميم مخطوطات البطريركية القبطية الأرثوذكسية،و تم ترميم 100 مخطوطة تعود إلى العصر البيزنطى، وهى تعتبر من المخطوطات النادرة بتمويل مليون و300 ألف جنيه، وقد بدأ المشروع فى عام 2011، وتم الانتهاء من ترميم 25 مخطوطة تم تسليمها على هيئة دفعات كل 6 أشهر.
ويتم حاليا ترميم المخطوطات النادرة لوثائق هيئة قناة السويس منذ بدء التشغيل وحتى الآن، كما قام المعمل أيضاً منذ تاريخ إنشائه ببعض أعمال الترميم لمجموعة من المؤسسات، منها مخطوطات نادرة لمكتبة البلدية بطنطا بالتنسيق مع وزارة الثقافة المصرية، وتحديث وترميم المخطوطات الخاصة بالأزهر الشريف.
وحول الحفاظ على المخطوطات النادرة بالمكتبة بإستخدام وسائل الضبط البيئى، قال: نحرص على ضبط الإضاءة ودرجة حرارة المتاحف ودرجة الرطوبة ،حيث تتعرض الوثائق إلى التلف نتيجة عدة أسباب، كتناول الوثائق بطريقة غير ملائمة و مهملة، عدم التحكم فى الظروف البيئية ، التخزين غير المناسب.
وتعتبر درجة الحرارة والرطوبة النسبية أهم عاملين من عوامل التلف الخارجى و الأكثر تأثيرا حيث تؤدى درجة الرطوبة المرتفعة بما يفوق 65% إلى نمو الفطريات وتآكل المعادن، فيما تسبب الرطوبة النسبية المنخفضة جفاف الوثائق مما يؤدى إلى ضعفها، بالإضافة الى خطر تسرب المياه أو التعرض للحرائق، كما تلعب الاضاءة دورا هاما فى تلف الكتب مثل التعرض الى ضوء الشمس والإضاءة الإلكترونية و التى تعرض المخطوطات إلى نسب متنوعة من الموجات الكهرومغناطيسية المرئية والغير مرئية وتسبب العديد من انواع التلف وتسبب التلف الكيميائى الضوئى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة