تمر اليوم الذكرى الـ 218، على وصول الوالى العثمانى "خورشيد باشا" إلى مصر كى يحكمها وهو من قامت عليه ثورة وجاء من بعده محمد على باشا لتدخل مصر مرحلة جديدة، وذلك في 26 مارس من عام 1804م.
ولد خورشيد باشا فى القوقاز وكان والده راهبًا مسيحيًا، وفى شبابه أصبح من الإنكشاريين وتحول للإسلام، وكان من حرس السلطان محمود الثانى وشغل مناصب عليا مختلفة فى الدولة، قبل مجيئه لحكم مصر، حيث بدأ حاكما على الإسكندرية بعد خروج الحملة الفرنسية من مصر عام 1801.
وبحسب دورية "ذاكرة مصر" الصادرة عن مكتبة الإسكندرية، إنه بعد جلاء الفرنسيين نهائيًا عن مصر عاد التنافس الذي كان بين المماليك وخاصة بعد وفاة مراد بك في إبريل عام 1801، فانحصرت المنافسة على الزعامة في ذلك الوقت بين "عثمان بك البرديسي" و"محمد بك الألفي" ولكن رغم ذلك عمل العثمانيون على تنصيب "محمد خسرو باشا" واليًا على مصر في يناير 1802، ولكنه فشل في مهمته حيث دار الصراع بين قواته والمماليك كما ثار ثورة عليه طائفة الارناؤود ( الألبانيين) بقيادة "طاهر باشا" وفي 6 مايو 1803 أعلن العلماء والمشايخ اختيار طاهر باشا قائم مقام ولكنه لم يظل طويلاً حيث تم اغتياله في مايو عام 1803 على يد الانكشارية.
فتولى بعده "محمد على" قيادة الحامية الألبانية في 1803 وكانت مصر في حالة من الفوضى، فرأى محمد على أنه عليه التحالف مع "عثمان بك البرديسى" للتخلص من الحاكم العثماني الجديد "أحمد باشا" والزعيم المملوكي المنافس "محمد بك الالفى" وبالفعل تمكن محمد على من هذا التحالف من طرد الوالي أحمد باشا بعد أن حكم يومًا واحدًا.
في مصر (1801–05) عُيِّن عمدة الإسكندرية بعد أن غادر الفرنسيون مصر عام 1801، وعُيِّن حاكمًا لمصر عام 1804 بناءً على طلب محمد علي، متحالفًا مع الممثل الدبلوماسي البريطاني، حاول خورشيد إخراج محمد علي وألبانه من مصر، وجلب الفرسان الخفيفين من سوريا العثمانية لموازنتهم. فاز محمد علي بالديليس إلى جانبه، وبدعم من مظاهرة للعلماء وزعماء النقابات في القاهرة، عين نفسه حاكمًا لمصر في مايو 1805. خورشيد، الذي تخلت عنه قواته، حاصر في قلعة القاهرة، ولم يتركها إلا بعد أن رأى الفرمان العثماني يستثمر محمد علي في منصب محافظ مصر.
كتب التاريخ المصري لم تتطرق لحياة خورشيد باشا بعد عزله، لكن المراجع التركية تكشف عن توليه منصب حاكم الروملي وهي الأراضي العثمانية الواقعة في أوروبا سنة 1808 م، وبعد ذلك بعام أرسلته تركيا إلى صربيا من أجل قمع الانتفاضة الصربية الأولى في 5 سبتمبر سنة 1812 م.
خلال فترة إقامته بصربيا تم تعيينه في منصب الوزير الأول، وسرعان ما تولى قيادة الجيش التركي وتمكن من صلاحيات منصبه في استرداد بلجراد سنة 1813 م، ثم تولى حكم البوسنك ونجح كذلك في مقاومة الثورة الصربية الثانية ضد العثمانيين، وبدأ نجم خورشيد باشا يزداد في سماء رجال السياسة العثمانيين، حتى تم تكليفه بمقاومة عساكر علي باشا والذي تمرد على الدولة العثمانية وتعاون مع اليونانيين.
خلال قيام خورشيد بمحاولة قمع الانتفاضة اليونانية، سقطت طرابلس في يد اليونانيين أنفسهم بخيانة علي باشا عدو خورشيد اللدود وفي نفس الوقت نجح في إفشال الاحتلال اليوناني لطرابلس وتمكن من إلقاء القبض على كل المتمردين التابعين لعلي باشا.
كان الثراء هو أحد الأسباب التي أدت إلى نهاية خورشيد، حيث تمت إدانته نتيجةً لإساءة استخدام المال العام وتم عزله من مناصبه ووضعه تحت الإقامة الجبرية في لاريسا اليونانية وقت أن كانت تابعة للدولة العثمانية، ورغم محاولات عودته السياسية لكن ظل اتهام العثمانيين له في ذمته المالية أمراً مزعجاً خاصةً بعد ثبوت الاتهام عليه مما جعله ينهي حياته بتناول السم في 30 نوفمبر 1822 م.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة