-
ووزيرة البيئة تطلقها من مدينة السلام قبل Cop27 لتغير المناخ
العالم اليوم يحتفل بساعة الأرض الموافق كل عام يوم السبت الأخير من شهر مارس، وغالبا يكون الموافق 26 من الشهر، وهذا العام ستطلق وزيرة البيئة الاحتفال بساعة الأرض من مدينة شرم الشيخ مدينة السلام، التى ستستضيف قمة المناخ الـCop27، بالتوقيت المحلى لمصر من الساعة 8:30 حتّى 9:30، بمشاركة المجتمع المدنى والإعلام والمهتمين بالبيئة خلال إطلاق الحوار الوطنى للمناخ.
خلال هذا التقرير سنرصد ماذا تعنى ساعة الأرض، وما هى المناسبة التى انطلق منها هذا التقليد وهدفه، لماذا ارتبط باخر سبت فى شهر مارس، ولماذا هى حدث ارتبط بالبيئة، وما مغذى الرسالة التى تحملها دلالة إطلاق وزيرة البيئة المصرية الدكتورة ياسمين فؤاد لساعة الأرض من المدينة المضيفة لمؤتمر الأطراف للأمم المتحدة للتغير المناخى الCop27.
تعنى ساعة الأرض باللغة بالإنجليزية: «Earth Hour»، وهى حدث عالمى ارتبط بأهمية الاحتفاظ بالاحتباس الحرارى، ومواجهة تغيير المناخ، ويعد من الأحداث الهامة، التى يتم عقده بشكل منتظم سَنويا، من خلال الصندوق العالمى للطبيعة، ويتم خلاله تشجيع الأفراد والمجتَمعات واصحاب المنازل، والشَرِكات على إطفاء الأضواء، والأجهزة الإلكترونية غير الضرورية، لمدة ساعةٍ واحدة، من الساعة 8:30 حتّى 9:30 فى توقيت يصادف دوما يومِ الأحد أو السبت فى شهر مارس.
يهدف الاحتفال بساعة الأرض إلى رفع الوعى بخطر التغيرات المناخية، وإلى تشجيع الأفراد والمؤسسات على إطلاق مبادرات لترشيد استهلاك الطاقة من الكهرباء والمياه يوميا، بالإضافة إلى محاربة التلوث، والمشاركة فى إعادة التدوير وترشيد الاستهلاك للموارد الطبيعية بصفة عامة. واتباع خطوات دائمة لاستخدام للطاقة المستدامة.
بدا الاحتفال أول مرة بساعة الأرض فى مدينَة سيدنى بأستراليا عام 2007، حتى وصل لأكثر من 7000 مدينة وقرية حول العالم، حيث استوحيت فكرة الاحتفال بساعة الأرض من مظاهرة نظمها اكثر 2 مليون شخص من سكّان مدينة سيدنى فى أستراليا، يوم 31 مارس خلال عام 2007، وتم أغلاق 2100 مشروع تجارى للأضواء، والأجهزة الكهربائيّة الغير ضروريّة، لمدّة 60 دقيقة، لإبداء اعتراضهم على خطر استخدام الكهرباء التى تعمل بالفحم، وزيادة الاحترار العالمى، وساهمت هذه السّاعة فى خفض استهلاك الطّاقة بالمدينة بنسبة تجاوزت الـ10%، ومن الأشياء التى تحولت لطقس دائم بعد ذلك إقامة حفلات الزفاف على ضوء الشموع.
وخلال عام 2008 تحولت احتفالية ساعة الأرض من حدث محلى فى سيدنى إلى حركة عالمية، حيث وصل عدد المشاركين فيها لحوالى 50 مليون شخص ب35 دولة، منها " أتلانتا، وسان فرانسيسكو، وبانكوك، وأوتاوا، ودبلن، وفانكوفر، وفينكس، وكوبنهاجن، ومانيلا، وسوفا عاصمة فيجى، وشيكاغو، وتل أبيب، وتورنتو، وملبورن، وبيرث، وبريزبان، والعاصمة كانبيرا.
خلال عام 2009 تم إطفاء الأضواء فى حوالى 4000 مدينة فى 88 دولة، وكانت مدينة دبى هى المدينة الاولى العربية التى شاركت فى الحدث عام 2009 بإطفاء الأضواء فى برج العرب بدبيى، ثم مدينة الرياض فى عام 2010 بإطفاء الأنوار فى كل من برج المملكة والفيصلية فى الرياض، ثم مصر حيث أطفأت وزارة الخارجية وبرج القاهرة الأضواء.
خلال عام 2014 كشف تقرير ساعة الأرض عدد من المعلومات حول النتائج البيئية المرتبطة بالحدث فى حوالى 162 دولة، وتم جمع حوالى 60 ألف دولار أمريكى من خلال منصة ساعة الأرض الزرقاء، من اجل المشاريع البيئية التى يديرها صندوق يسمى الصندوق العالمى للطبيعة(WWF)، تم انشاؤه استجابة للحركة.
وضمت الحركة أيضا عدد من حملات المساعدة لحماية الحاجز المرجانى فى أستراليا، كما تم إطلاق تطبيق بلو سكاى من الصين، وتم تسليم الآلاف من المواقد الخشبية ذات الكفاءة العالية إلى المجتمعات فى مدغشقر.
وخلال عام 2015، بعد اتفاقية ريو ديجنيرو أطلقت احتفالية ساعة الأرض تحت شعار “تغيير تغير المناخ”، وارتبطت بظاهرة الاحتباس الحرارى، وتم جمع الأموال للمشاريع التى تركز على المناخ، التى ينظمها التابعة للصندوق العالمى للطبيعة WWF لتمويل المشروعات المرتبطة بالمناخ
وتم اختيار ملكة جمال الأرض 2018 نجوين فونج خانه، من دولة فيتنام كسفيرة لساعة الأرض، ولتنفيذها العديد من أنشطة حماية البيئة، وساهمت فى نشر رسالة توفير الطاقة، والحفاظ على الأرض وحمايتها.
وفى عام 2020 تزامنا مع أزمة كوفيد -19، كان شعار ساعة الأرض بعنوان أطفوا النور لمدة ساعة اليوم ده تحديا لفيروس كورونا».
من كل ما سبق من رصد لتاريخ الاحتفال بساعة الأرض وارتباطها الوثيق بالقضايا البيئية، ودلالتها الواضحة الخاصة بقضية التغير المناخى ومواجهة ظاهرة الاحتباس الحرارى، تأتى رسالة وزيرة البيئة للعالم عبر إطلاق الاحتفالية بساعة الأرض2022 من قلب مدينة شرم الشيخ، ورسالة لأهمية قمة التغير المناخى وما تحظى به الدورة المقبلة لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخ (cop 27) المقرر انعقادها خلال شهر نوفمبر المقبل من العام الحالى، بأهمية عالمية غير مسبوقة، خاصة مع حجم الآمال المعلقة على إسهام المؤتمر المنعقد على أرض مصرية فى تقديم خطوات حاسمة بشأن قضية التغيرات المناخية، والاستعدادات المصرية لاحتضان هذا المؤتمر، التى تؤكد تطلع مصر لأحداث نقلة نوعية فى العمل المناخى، على مستوى العالم والقارة الأفريقية، والانتقال من مرحلة التعهدات إلى مرحلة التنفيذ.