كانت "ليلى دن" فى السادسة من عمرها عندما ترك والدها زوجته وطفليه الصغيرين، وخرج من منزل العائلة فى لندن، دون أى ذكر لموعد عودته. حينها اشترى تذكرة ذهاب فقط إلى الهند، وسافر مع امرأة التقى بها فى ناد للتعرى، والتى أرادت تعريفه بمعلمها، بهاجوان شرى راجنيش، المعروف أيضا باسم أوشو.
فى كتاب "خطايا والدى" قدمت "ليلى دن" مذكرات لحياتين: الأولى حياة الوالد، المحاط بهالة من الدراما، والثانية مذكرات الابنة التى تروى معاناتها منذ رحيل والدها، الذى أخذته الحياة فى عبادة راجنيش، بعدما انضم إلى عدد كبير من الغربيين البيض الأثرياء، الذين وجدوا لأنفسهم موطنا وحياة فى البحث عن التنوير فى مجتمعات بهاجوان.
كتاب خطايا والدى
على مدار فصول كتاب "خطايا والدي" تحاول "ليلى دن" التعرف على والدها، الذى عاش حياته فى حالة من التنقل الدائم، سواء من خلال أحاديثها مع أفراد عائلتها، أو ما تكشف عنه من رسائل قديمة وصورًا عائلية تحللها، وكيف نشأت مفتونة بصورته، وطموحه، لكونه كاتبا وناشرا ورجل أعمال، وكيف كانت تنظر عودته من الخارج وهو محمل بالهدايا التى أتى بها من أماكن بعيدة، وكيف أمضت معه الصيف عدة مرات فى إيطاليا، بصحبة أصدقائه الجامحين والأثرياء.
ليلى مع والدها
ومع تتبعها لهذه الذكريات، تجد نفسها تتلقى الصدمات، حينما تعرف أن والدها كان معروفا بكذبه الذى لا يمل منه، وبتخليه عن مسؤولياته إلا فى سعيه الدائم وراء إدمان الجنس، حتى رحل مع امرأة أخرى باسم البحث عن التنوير وراء المعلم الروحانى الهندى أوشو، وبعد كل هذا، مات متأثرا بإدمانه على تعاطى الكحول.
المعلم الروحانى أوشو
يشار إلى أن تشاندرا موهان جاين، المعروف باسم أتشاريا راجنيش منذ عام 1960، و"باجوان شرى راجنيش" بين عامى 1970 و1980، و"أوشو" منذ عام 1989. كان متصوفا هنديا، ومعلما روحيا لديه أتباع من كل أنحاء العالم، ولد فى 11 ديسمبر 1931 وتوفى فى 19 يناير 1990.
كان أستاذا فى الفلسفة، ودعا إلى موقف أكثر انفتاحا تجاه العلاقات الجنسية، مما أكسبه لقب "معلم الجنس" فى الصحافة الهندية ولاحقا العالمية، وأطلق على نفسه زوربا البوذا.