الزعيم سعد زغلول "1858م - 1927م"، هو قائد ثورة 1919م، وأحد الزعماء المصريين التاريخيين، وهو أحد الذين طالبوا باستقلال مصر، شغل منصب رئيس وزراء مصر ومنصب رئيس مجلس الأمة، وفى مثل هذا اليوم من عام 1921، عاد من المنفى هو ورفاقه، ولهذا نستعرض عبر السطور المقبلة أسباب الإفراج عن سعد زغلول.
وفى كتاب للمفكر الكبير عباس محمود العقاد بعنوان "سعد زغلول .. سيرة وتحية"، يقول كانت الأسباب الصحية فى الواقع من أقوى الأسباب التى جعلت الحكومة البريطانية على هذا القرار، لأن الدكتور موريسون الذى زار سعدًا فى الثانى والعشرين من أكتوبر رأى أن الحالة الصحية على جملتها مقلقة معرضة للمفاجآت على الرغم من أنه لم يجد عنده أثرًا للسكر أو الزلال أو الاستيون، وأخفى الخبر عن سعد فلم يطلعه على تقريره المفصل بعد كتابته تفاديًا من إزعاجه.
وكان فى النية التعجيل بالإفراج عنه عقب ذلك، ولكم الورد اللنبى ظل يعارض أمر الإفراج ويتوعد بالاستقالة، إلا أن الأسباب الصحية لم تكن هى كل الباعث إلى شروع الحكومة البريطانية فى إطلاق سعد زغلول، ففى مقدمة الأسباب الأخرى اقتناعها بفشل اللورد اللنبى فى المقاصد التى كان يرمى إليها باعتقاله وتأييد ثروت وأشياعه، فقد ساءت العلاقات بين المصريين والإنجليز أشد ما يتاح لها من سوء، وبلغت من الحرج ما لم تبلغه قط فى وقت من الأوقات، وتعاقبت أعمال القمع والقضايا العسكرية من جهة وحوادث الاعتداء ومظاهرات الاحتجاج من جهة حتى أصبحت مصر المستقلة المطلوب منها الرضى والاستقرار كأنها ميدان حرب دائمة بين عدوين متناحرين، وليس هذا هو المقصود بسياسة التصريح ولا يمكن أن يكون مقصودًا بسياسة أخرى فى بلد من البلدين.
ومع استمرار الوزراء والأحزاب آنذاك فى تقديم طلب الإفراج عن سعد وسائر المنفيين والمعتقلين على كل طلب آخر فى البرامج الوزارية والحزبية، شعرت الحكومة البريطانية بأن نجاح كل سياسة فى مصر مستحيل مع بقاء هذه الحال أو بقاء سعد فى منفاه.
كما أن من الأسباب التى دعت إلى الإفراج عن سعد تلك القضية التى رفعها وكيل سعد فى إنجلترا طالبا الحكم فيها ببطلان أمر اعتقاله لأنه سجن بغير محاكمة ولا تهمة معروفة.