تمر اليوم الذكرى الـ 124 على ميلاد الشيخ محمد أبو زهرة، عالم ومفكر وباحث وكاتب مصري من كبار علماء الشريعة الإسلامية والقانون في القرن العشرين، يعد من أبرز الشيوخ علماء الدين المجددين في عصره وخاض الكثير من المعارك من أجل الدفاع عن الإسلام واشتهر بالفكر الحر في عرض قضايا الإسلام.
وتكلم أبو زهرة كلاما موسعا في ثمانية كتب عن فقه أبي حنيفة والإمام مالك والشافعي وجعفر الصادق وابن تيمية فضلا عن تغطية كل المذاهب الفقهية الأخرى ممن يعتد بها في التشريع الإسلامي، وكان أبو زهرة يعرض في كل مجلد من المجلدات الثمانية لإمام مستعرضا حياته الفكرية والعقلية والأصول التي قام عليها مذهب الفقيه.
صدر للشيخ ابو زهرة كتاب تحت عنوان: "الإعلام بأعلام الإسلام" ويعد هذا الكتاب مجموعة مقالات له كتبها على مدار 4 سنوات قامت مجلة العربي على تجميع ها ووضعها في كتاب واحد.
يتناول هذا الكتاب ثمانية من أعلام ائمة الإسلام وأظهر جهودهم في الفقه الإسلامي، هم: أبو حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وزيد بن علي، وجعفر الصادق، وابن حزم، وابن تيمية، ثلاثة من المفسرين، وهم: محمد بن جرير الطبري، ومحمد بن عمر الزمخشري، والفخر الرازي. كما تناول علماء الكلام ومنهم، الحسن البصري، وواصل بن عطاء، وأبو الحسن الأشعري، وأبو منصور الماتريدي، وأبو بكر الباقلاني، وأبو الحسن الماوردي وأئمة الحديث البخاري ومسلم والترمزي وأبو داوود وابن ماجة.
في مجموعة من المقالات التي نشرها الشيخ محمد أبو زهرة والتي تطرق فيها إلى مجموعة كبيرة من الشخصيات الإسلامية التي أثرت في مجرى التاريخ بعلومها وفنونها، كتب أبو زهرة عن علماء الحديث فاهتم بالبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وعرض لأبرز القضايا التي اهتموا بها في شئون علم الحديث.
وكتب عن اهل الفقه فتكلم عن أبي حنيفة النعمان ودوره في نقد الروايات وتمحيصها قبل الأخذ بها، محتفيا بكلمة الفقيه الجليل التي يقول فيها "هم رجال ونحن رجال" مؤكدا دوره في إعمال العقل إلى جانب النقل، واهتم بإبراز دور الفقهاء الذين لم ينالوا حظا كبيرا من الشهرة لأسباب تاريخية مثل ابن حزم الظاهري ودوره في نقد المذهب المالكي والتعقيب على أرائهم الخاطئة كما تكلم عن الامام جعفر الصادق ومذهبه الفقهي والامام زيد ومسنده.