نشرت دراسة حديثة في مجلة النيازك وعلوم الكواكب الأمريكية، تقول إن السر الكامن وراء خنجر الملك توت عنخ أمون الغامض الذى ظل خاليًا من الصدأ على الرغم من كونه مصنوعًا من الحديد هو أن المواد المستخدمة في صنع الخنجر ربما جاءت من الفضاء الخارجي، من نيزك ضرب الأرض في الوقت الذي عاش فيه الملك، ما هي حكاية تلك الخنجر؟
خنجر الملك توت عنخ آمون تم اكتشافه مع مومياء الملك توت عنخ آمون، حيث تواصل علماء الآثار، إلى أن الخنجر الذى سيتم عرضه فى المتحف المصرى الكبير وقت افتتاحه، هو أحد أبرز الكنوز المهمة، وتمت إعادة تحليل الخنجر لإثبات أن توت عنخ آمون محارب.
والخنجر مصنوع من الحديد وفى عصر توت عنخ آمون كان الحديد أندر من الذهب، فمن أين أتى الحديد؟ وقد حير هذا اللغز العلماء والخبراء، وبعد إجراء التحليل العلمى، تبينت نسب العناصر المصنوعة منها الخنجر، وتم اكتشاف أن نسبة النيكل مرتفعة بشكل غير طبيعى، ولم يتم العثور على الأرض على ما يطابق الموجود على الخنجر، وبالتالى تم إثبات أن حديد الخنجر جاء من النيزاك "الفضاء".
وفى عام 2016، حددت دراسة علمية أن خنجر الفرعون الصغير توت عنخ آمون مصنوع من الحديد إذ يحتوى على ما يقرب من 11% من النيكل وآثار الكوبالت: وهى سمة الحديد المتواجد خارج الأرض، ونتيجة لهذا احتوت القطع الأثرية على مستويات عالية من النيكل أو الكوبالت.
وفى عام 2017، قدمت فرنسا بحثا جديدا حول أدوات المصرى القديم المصنوعة من الحديد النادر فترة العصر البرونزى، مثل الفأس والحلى وغيرها، وأوضحت الدراسة أن الحديد المستخدم فى صناعة تلك الأدوات جاءت من الفضاء الخارجى ووصل إلى الأرض.
كما أكدت نتيجة البحث المقدم أن عددًا قليلاً من الحرفيين القدماء خلال العصر البرونزى، فى الشرق الأدنى القديم، عرفوا كيفية صنع الحديد عن طريق صهره من قشرة الأرض، وأوضح الباحث الفرنسى ألبرت جامبون، وهو خبير علم المعادن وأستاذ فى جامعة بيير ومارى كورى بباريس، أن عمال المعادن فى العصر البرونزى سعوا إلى الحصول على النيزك لجعل هذه التحف بمثابة كنوز، حسب ما ذكر موقع live science.
وكان للعالم الراحل الدكتور عبد الحليم نور الدين، رئيس اتحاد الأثريين المصريين آنذاك، على تلك الموضوع قائلا: احتواء خنجر الملك توت عنخ آمون من خامات تعود للنيازك أو احتواء نصله على حديد نيزكى عار من الصحة، وأن الحديد المستخدم فى صناعة خنجر الملك ربما جاء من إيران أو القوقاز أو من نواحى تركيا، لكن لم يتم استخدام النيازك فى صناعة الخنجر.
وأضاف رئيس اتحاد الأثريين المصريين، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن كل ما هو مثير يلجأ إليه الغرب ليحققوا الإثارة فيما يتعلق بالحضارة المصرية، ولا نريد أن نحمل الأمر ما لا يحتمل، فإذا كانت هناك علمية يتم نشرها، مضيفا أن أشرف على أكثر من 100 كتاب حول الفلك، ولا يوجد صحة للحديث حول استخدام المصريين القدماء النيازك فى صنع أدواتهم ومتعلقاتهم الشخصية أو خنجر خاص للملك توت عنخ آمون.
وأكد "نور الدين" أن القدماء المصريين لم يصلوا إلى الفضاء، ولكن عندهم علم ووصلوا لدرجة معينة فى مجال الفلك فيما يتعلق بالاتجاهات الأربعة أو البوصلة، ورصد الأجرام السماوية.
يذكر أن المتحف المصرى الكبير يقوم بتجهيز سيناريو العرض المتحفي في قاعة الملك توت عنخ آمون، التى تبلغ مساحتها 7000 متر، فى مارس 2021، حيث تم وضع عدد من المقتنيات الخاصة بالملك الذهبى، داخل فتارين العرض، وذلك بعد الانتهاء من ترميم جميع آثار الملك الفرعونى داخل مراكز الترميم بالمتحف.
خنجر توت عنخ آمون
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة