تأكيداً لعمق العلاقات المتجذرة بين مصر والسعودية، وامتداداً للروابط التاريخية والراسخة وأواصر التعأون الوثيقة التى تجمع بين المملكة العربية السعودية ومصر، وإنفإذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، أودعت المملكة العربية السعودية 5 مليارات دولار لدى البنك المركزى المصرى، تأكيدًا لتميز الصلات الثنائية بين البلدين والشعبين الشقيقين فى جميع المجالات وعلى كل المستويات، واستمراراً من المملكة العربية السعودية، ضمن الجهود الحثيثة ودورها الريادى الدائم، فى دعم جمهورية مصر العربية الشقيقة.
ووصل الرئيس عبد الفتاح السيسى، إلى المملكة العربية السعودية أوائل مارس الجارى، وكان فى مقدمة مستقبليه، ولى العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ورحب المغردون السعوديون على تويتر، بزيارة الرئيس السيسى إلى السعودية.
وتأتى هذه الزيارة في إطار عمق العلاقات المصرية السعودية وما يربط بين الدولتين الشقيقتين من علاقات أخوة وتعاون على جميع الأصعدة، حيث سيبحث السيد الرئيس خلال الزيارة مع شقيقيه جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي عهد المملكة العربية السعودية نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع، العلاقات الثنائية الوثيقة التي تجمع بين البلدين، فضلاً عن التشاور والتنسيق حول مختلف القضايا والأزمات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك خلال المرحلة الراهنة، والتى تتطلب تضافر الجهود من أجل حماية الأمن القومي العربي .
وتشهد العلاقات المصرية السعودية واحدة من أزهى عصورها، فالتنسيق الكامل والتشاور الدائم هو سمة العلاقات بين البلدين؛ بهدف مواجهة كل ملفات المنطقة وأزماتها، وما يتعلق بها من تهديدات وتحديات؛ انطلاقًا من فرضية أساسية، تقوم على الرفض التام لكل التدخلات الإقليمية في شئون الدول العربية أيًا كان مصدرها؛ كونها تشكل تهديدًا لاستقلال الأراضي العربية وسيادتها، وتفكيكًا لوحدتها الوطنية.
ومن هذا المنطلق تدعم الدولتان المبادرات السياسية والحلول السلمية لكل أزمات المنطقة؛ في سوريا واليمن وليبيا، وفقًا لقرارات مجلس الأمن والمبادرات الإقليمية والمرجعيات ذات الصلة؛ بما يحافظ على استقرار هذه الدول ووحدة ترابها الوطني، ويضع مصالحها الوطنية فوق كل الاعتبارات، ويؤسس لحل دائم يكفل الأمن والاستقرار لشعوب هذه الدول، بمعزل عن التدخلات الخارجية.
فعمق ومتانة العلاقات التاريخية التي تجمع مصر والمملكة العربية السعودية حكومة وشعبًا، ازدادت رسوخًا في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وترجمت في زيارات واتصالات لا تنقطع بين مسئولي البلدين؛ بغرض تعزيز علاقاتهما ودعمها في مختلف المجالات.
وصل السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي الثلاثاء 8-3-2022 إلى مطار الملك خالد الدولي في الرياض ،وكان في استقبال سيادته، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي عهد المملكة العربية السعودية نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع وكبار رجال الدولة في السعودية وأعضاء السفارة المصرية في الرياض.
بدورها، سلطت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" الضوء على زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى السعودية أوائل مارس الجارى، مؤكدة أنها تشكل دفعة قوية لتعزيز الشراكة بين البلدين، وأن استدامة الشراكة بينهما تشكل حائط صد وركيزة أساسية لحماية الأمن القومى العربى.
وأكد خبراء سياسيون في تحليل إخباري لوكالة" شينخوا" الصينية، أن زيارة الرئيس السيسي في هذا التوقيت إلى الرياض تأتي في إطار "القناعة المصرية السعودية بتطوير بنية ومنظومة العلاقات" بين البلدين .
وقال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، "إن مصر والسعودية تربطهما علاقات قوية.. وهما ركائز الأمن القومي العربي.. واعتقد أن تلك الزيارة سوف يكون لها تداعيات إيجابية ومهمة جدا للبلدين"، وتوقع أن تشكل مباحثات الرئيس السيسي والملك سلمان "دفعة قوية لتعزيز الشراكة المصرية السعودية".
وتابع "أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين تسير بشكل جيد.. مشيرا إلي أن البعد السياسي والاستراتيجي للزيارة يستبق أي بعد اقتصادي في هذا التوقيت".
وأضاف " أن الرئيس السيسي بعث رسائل من السعودية بأن مصر حاضرة بقوة في أمن الخليج (العربي)، وهذا أمر مهم يعكس دلالات الاهتمام المصري المباشر بأمن المنطقة ويوقف التهديدات الأخرى".
وزار الرئيس السيسى الرياض، حيث عقد والملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود جلسة مباحثات منفردة، تلتها جلسة موسعة ضمت وفدي البلدين، كما عقد الرئيس السيسي جلسة مباحثات مع الأمير محمد بن سلمان ولي العهد وزير الدفاع السعودي.
ووفق بيان مشترك صدر في ختام المباحثات، أكد الجانبان وحدة الموقف والمصير المشترك تجاه مجمل القضايا والتطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك"، وشددا على أن "الأمن العربي كل لا يتجزأ.. وأهمية التضامن العربي الكامل للحفاظ على الأمن القومي العربي.. ورفض أي محاولات لأطراف إقليمية للتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية أو تهديد استقرارها".
من جهته، قال الدكتور مختار غباشي نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية، إن المباحثات المصرية السعودية تؤكد استدامة الشراكة بين البلدين، موضحا أن هناك عدة أسباب لزيارة الرئيس السيسي إلى السعودية من بينها التباحث حول الوضع العام الحرج للغاية على الساحتين الدولية والإقليمية.
ولفت إلي أن الزيارة شهدت التباحث حول كافة القضايا في المنطقة، مشيرا إلي أن اجتماع وزارء الخارجية العرب هو اكتمال للتنسيق الذي حدث خلال هذه الزيارة.
بدوره، اعتبر عادل بن عبد الرحمن العسومي رئيس البرلمان العربي أن زيارة الرئيس السيسي للرياض مهمة، وقال إن البيان المشترك الصادر في ختام الزيارة يمثل خارطة طريق لحل الأزمات المزمنة في المنطقة لما تضمنه من مواقف واضحة تجاه مجمل أزمات المنطقة.
وقال العسومي، إن المباحثات البناءة بين الملك سلمان والرئيس السيسي جاءت في توقيت مهم للغاية يتطلب تعزيز التضامن العربي، لاسيما في ظل حالة عدم الاستقرار القائمة في النظام الدولي وانعكاساتها على المنطقة العربية.
وشدد المسؤول العربي، على أن مصر والسعودية تمثلان صمام أمان لحماية أمن المنطقة العربية وركيزة أساسية لتحقيق الاستقرار بها.