يمر اليوم 45 عاما على رحيل العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ الذى رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم الموافق 30 مارس عام 1977 ، ولكنه سيبقى دائماً فى وجدان الملايين من كل الأجيال حاضراً بصوته وفنه العابر للزمن والحدود والمعبر عن كل المشاعر الإنسانية والرومانسية، صوتاً متفرداً لم يجود الزمان بمثله وذكاءً إبداعياً جعله يصنع مستقبلاً وفناً يعيش لأجيال متعاقبة.
العندليب الأسمر هذا اليتيم الفقير المريض الذى تربى فى ملجأ للأيتام بعد وفاة والديه وعاش حياة صعبة ولكنه استطاع أن يخلد اسمه ليكون أحد كبار عمالقة الطرب والفن فى مصر والعالم.
استطاع حليم أن يصنع مستقبله واسمه وفنه وأن يضحى من أجل كل هذا براحته ووقته وفكره حتى حقق ما يريد ، وكان يدقق فى كل ما يقدم ويسعى وراء كل جديد ليجدد نفسه وفنه، ويتقن ما يفعل ، وبالإضافة إلى صوته الخالد ، قدم العندليب الاسمر عدداً من الأفلام الغنائية الهامة فى تاريخ السينما، وشارك كبار نجمات عصره البطولة، ومنهن الشحرورة صباح التى شاركته بطولة فيلم شارع الحب.
وخلال تصوير أحداث الفيلم حدثت العديد من المواقف حكاها العندليب فى مقال نادر عام 1958 تحت عنوان "حمام سبرتو"
وقال العندليب عبد الحليم حافظ إنه لم يكن يعرف السباحة، وكان بينه وبينها عداء قديم ، مشيراً إلى أنه أثناء تصوير فيلم شارع الحب كان هناك مشهد يجب خلاله أن ينزل إلى الماء لينقذ صباح التى تحاول الانتحار خلال الأحداث ، وحاول العندليب أن يتهرب من تصوير هذا المشهد وطلب من المخرج عز الدين ذو الفقار أن يستعين بدوبلير لتصويره ، ولكن عز الدين رفض وأصر أن يصور العندليب وصباح المشهد ، وأن تلقى صباح بنفسها فى الترعة ثم يقف العندليب على شجرة تطل على النيل ويلقى بنفسه فى الماء.
وأمام إصرار المخرج وافق العندليب على تصوير المشهد على مضض، رغم مخاوفه من البلهارسيا التى ظل يعانى من آثارها منذ كان طفلاً، ورغم استيائه وخوفه من المياه التى بدت منفرة وغير نظيفة، مؤكدًا أن الشحرورة صباح اضطرت للرضوخ لرغبة المخرج رغم سخطها وغضبها، وظلت تصرخ موجهة كلامها لعز الدين ذو الفقار وهى فى الماء قائلة: "أنا غلطانة لأنى بشتغل فى فيلم من أفلامك، كان مالى أنا بالمصيبة دى".
وأشار حليم إلى أنه ظل يطيب خاطر صباح مؤكدًا لها أن مصيبته أكبر لأنه مصاب بالبلهارسيا، وأن نزوله لهذه المياه القذرة قد يزيد من آثارها، ولكنهما اضطرا لتنفيذ أوامر المخرج.
وأكد العندليب أنه بعد الانتهاء من تصوير المشهد أسرع إلى بيته ودخل إلى الحمام واغتسل بالماء المغلى ليزيل آثار الماء القذر الذى نزل فيه، ثم رش جسده بزجاجتين من السبرتو الأحمر حتى يقتل الجراثيم، وطلب من شقيقه اسماعيل أن يحضر له 3 زجاجات من الكولونيا لتكتمل بها عملية التطهير، وظل على هذا الحال لعدة أيام بعدها يستحم بهذه الطريقة مرتين يوميًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة