- بليغ حمدى حضر لصوت العرب خلال انتصارات أكتوبر وقال "أريد أن أخدم بلدى"
- أحد المواطنين الجزائريين قال لى "صوت العرب علمتنا اللغة العربية".. والشعب الجزائرى كان يستمع للشبكة فى الكهوف خوفا من ترصد الاستعمار الفرنسى حينها لهم
- باشا شارو قال لى "أفضل شيء لك أن تذهبى إلى صوت العرب لأنك ستستفيدين من توجهك الأدبى العربى وهم سيستفيدون منك"
- خلال بداية عملى في صوت العرب وجدت مجموعة يندر أن تجد مثلهم فى أى خدمة إعلامية فى أى مكان فى العالم
- أحمد سعيد كان يطلب من الدفعات المنضمة إلى صوت العرب أن يكونوا فدائيين ولا يطلبون إجازات
- كثيرون نصحونى بتلك صوت العرب لأننى لن أتولى رئاستها ورفضت لأننى كنت سعيدة وفوجئت بحمدى الكنيسى يبلغنى برئاستى للشبكة
- سعيت إلى تجميع الشعوب العربية وإعادة أوصار المحبة وهذا نال إعجاب الشعوب العربية
- كنت أول امرأة يتم انتخابها لرئاسة اللجنة الدائمة لاتحاد الإذاعات العربية وفتحت الطريق لتولى السيدات هذا المنصب
عندما نتحدث عن شبكة صوت العرب لا يمكن أن نغفل أحد أبرز أسمائها وعلى رأسهم الإذاعية الكبيرة أمينة المصرى، وهى أول امرأة تترأس تلك الشبكة الإذاعية المهمة ليس فقط على المستوى المحلى بل أيضا على مستوى الوطن العربى أجمع، وتاريخها يمتد منذ عام 1968، وعاصرت خلال عملها بالشبكة العديد من الأحداث المهمة، وتولت العديد من المناصب الإعلامية المهمة، لتصبح أيضا أول رئيسة امرأة للجنة الدائمة لاتحاد الإذاعات العربية.
خلال حوارنا مع الإذاعية الكبيرة أمينة صبرى تحدثنا عن كيف بدأ عملها بالإذاعة رغم أن أمنياتها كانت أن تصبح صحفية، وذكرياتها خلال تغطية انتصارات حرب أكتوبر، بالإضافة إلى دور شبكة صوت العرب في تشكيل وعى الشعوب العربية، ورسائل المواطنين بالعديد من الدول العربية التى زارتها عن شبكة صوت العرب، وأبرز إنجازاتها خلال رئاستها لصوت العرب، والعديد من القضايا والموضوعات فى الحوار التالى..
كيف بدأت رحلتك فى الإذاعة المصرية؟
لم يكن هناك دافع على الإطلاق لدى بعد التخرج من الجامعة للاتجاه نحو الإذاعة، فلم لم يكن في ذهنى الالتحاق بالإذاعة، وفى البداية كنت أرغب بالعمل كصحافة والكتابة، وبعد أن تخرجت بعدة أشهر قليلة كان هناك إعلان في الصحف بأن الإذاعة المصرية تطلب مذيعين ومحررين لشغل مهنة مذيعة محرر ومذيع وأخبار، فقدمت أنا ومجموعة من الأصدقاء فى هذا الإعلان.
وماذا حدث لك بعد تقديمك فى طلب الوظيفة بالإذاعة؟
قلت حينها لنرى ما سيحدث بعد تقديم هذا الطلب، والتحقنا بعدة اختبارات، حيث كان الامتحان الأول في استوديو كبير، وكان امتحانا صعبا فى المعلومات العامة والترجمة، ونجحت ضمن مجموعة من المتقدمين، ثم تمت تصفيتنا والتحقت بامتحان آخر ثم كان اختبار صوت، ووجدت نفسى من الأوائل فى اختبار الصوت، فالقدر هو السبب في عملى بالإذاعة، حتى أصدقائى الذين قدموا معى في الوظيفة لم يوفقوا بالوظيفة.
الإذاعية أمينة صبرى
وكيف كانت بداية عملك فى الإذاعة حينها عام 1968؟
لم أكن مدركة الدنيا التي التحقت بها، وأنا كنت أحب القراءة والاستماع للإذاعة والذهاب للأوبرا، ومن المهتمين بالحركة الثقافية المصرية والعربية والعالمية، وعندما نجحت فى كل اختبارات الإذاعة، ووصلت لمرحلة التوزيع، كانت الامتحانات في غاية الصعوبة والامتحان كان يشبه الامتحانات التي تجريها وزارة الخارجية للملتحقين بها، وكذلك مثل امتحانات الجامعات فهو امتحان جاد ومهيب، وعندما ذهبت الامتحان الأخير بعد النجاح فى اختبارات الصوت، وجدت فى اللجنة كلا من عبد الحميد الحديدى، ومهدى علام، وجلال معوض وبابا شارو.
وكيف كان الاختبار الأخير معك فى الإذاعة؟
لم أكن أدرك ما فى ذهنهم وسألونى أسئلة عامة، وسألونى سؤالا في الأدب العربى، وأنا أهتم بالأدب العربى، فجاوبت على السؤال، فسألونى: "هل أنت تهتمين بالأدب العربى؟"، فقلت لهم "نعم"، وظلوا يسألونى فى الأدب العربى، وذكرت بعض أسماء الأدباء والفنانين العرب، وحينها قال لى باشا شارو "أفضل شيء لك أن تذهبى إلى صوت العرب لأنك ستستفيدين من توجهك الأدبى العربى وهم سيستفيدون منك".
أى أنه لم يكن الذهاب إلى إذاعة صوت العرب هو رغبتك منذ البداية؟
لم أكن مهتمة والتحقت بإذاعة صوت العرب ففتحت أمامى أبواب المعرفة والثقافة والإنسانيات والوطنية ومحبة الوطن العربى كله بكل نواحيه تاريخيا وجغرافيا وفنيا وسياسيا.
كيف كانت أيامك الأولى فى شبكة صوت العرب؟
وجدت مجموعة يندر أن تجد مثلهم في أي خدمة إعلامية في أي مكان في العالم، حيث كانوا مجموعة من الوطنيين الموهوبين، كلهم يكتبون ويقرأون الشعر وهناك الأديب والفنان، فقد كانت صوت العرب وزارة عرب ثقافية وسياسية فانجذبت جدا، وكانوا جميعهم جادين في عملهم ومخلصين للغاية، ووجدونى مهتمة بالثقافة العامة فأمدونى بالكتب المتخصصة في كافة المجالات فقد كان أكاديمية سياسية وفنية وثقافية مليئة بالمحبة.
هل قابلت الإذاعى الكبير أحمد سعيد خلال انضمامك لصوت العرب؟
لم أحضر الإذاعى أحمد سعيد ولكن كان رئيس صوت العرب حينها محمد زغلول نصار، وهذا المذيع لم أسمع منذ طفولتى حتى الآن مثله، فكان صوتا كاسحا وصوته فخم وجميل وكان شاعرا وأديبا وكاتبا، وكتب مسلسلات فجميع العاملين في صوت العرب أدباء بجانب حرفتيهم في العمل.
الإذاعية الكبيرة أمينة صبرى
ماذا كان شعورك خلال عملك فى شبكة صوت العرب؟
من دخل شبكة صوت العرب منذ أن بدأت الشبكة وحتى سنوات قريبة كان حظه حلو، فنحن تعلمنا ثم عملنا ثم ظللنا نتعلم وكانوا يقولون لى إن الإذاعى الكبير أحمد سعيد الرائد لهذه الشبكة كان سبب نجاح صوت العرب، وعندما كانت تأتى دفعة جديدة من المذيعين للإذاعة فالدفعة تتوزع على المحطات، والمجموعة التي تذهب لشبكة صوت العرب كان يجتمع بهم أحمد سعيد ويسألهم "من منكم يريد أن يعمل موظفا، ومن يريد أن يعمل فدائيا؟، فمن يعمل موظفا يذهب لإذاعات أخرى ومن يريد أن يعمل فدائيا يعمل في صوت العرب، فلا يقول لى إجازات ومميزات فأنت حياتك ستكون في صوت العرب"، لذلك نحن في صوت العرب لم نعرف فكرة المعد فلا يوجد معد في شبكة صوت العرب بل برنامجك أنت من تفكر فيه وتعده وتقدمه وتخرجه، ومعظم الإذاعات العربية قامت على أكتاف زملاء في صوت العرب الفرد في صوت العرب يقدم إذاعة بأكملها بمفرده.
احك لنا عن ذكرياتك خلال عملك بصوت العرب فى فترة انتصارات أكتوبر.. وكيف تمت تغطية هذا الحدث التاريخى حينها؟
جميعنا حدث لنا عقدة بعد 1967 فلم يكن الإعلام له ذنب فيما حدث وحتى ما قاله عن الإذاعى أحمد سعيد عن النكسة فلم يكن هو السبب، وكان أحمد سعيد عبقرى إذاعة وكان يقدم المعلومات بطريقة جاذبة، وفى انتصارات 1973 كان الإعلام المصرى كله متوجسا أن يعلن عن الانتصارات مباشرة لأننا لم نكن مصدقين، وفضل الإعلام المصرى حينها التريث والتأنى للدقة وليقدم المستمع الحقيقة، وبالفعل تريثنا حتى أذعنا بيان نصر أكتوبر.
وكيف كانت يومياتكم خلال العمل بشبكة صوت العرب خلال حرب أكتوبر؟
كانت أياما رائعة، وكنا نعود للمنزل كل يومين 4 ساعات فقط، ولم يكن أحد من رؤسائنا فى العمل يمنعنا من العودة للمنزل ولكن نحن من اخترنا ألا نعود للمنزل ونعمل، وكنا نبتكر أفكارا وبرامج ونتابع الإعلام الأجنبى، وكنا خلية نحل مليئة بالسعادة والرغبة في أن تقول للعالم إننا موجودون، وإننا - المصريين- عادت لنا كرامتنا مرة أخرى ولم نستحق الهزيمة فكانت إعادة الثقة بالنفس.
ما حقيقة أن أغلب الأدباء والفنانين تواجدوا فى صوت العرب خلال حرب أكتوبر للتبرع والمشاركة في ذلك الانتصار؟
بالفعل هذه حقيقة، مثل عبد الحليم حافظ، وشادية، ووردة، وبليغ حمدي، فكان الفنانون يأتون للإذاعة مجانا ولم يطلب أحد قرشا واحد، فهم كانوا يعتبرون أنهم على جبهة أخرى فى الحرب، مثل وردة وشادية وكمال الطويل وعفاف راضى وشادية ومحمد الموجى.
هل تتذكرين موقفا مع الأدباء والفنانين والملحنين الذين حضروا للشبكة خلال انتصارات أكتوبر؟
بالطبع.. نحن فوجئنا ببليغ حمدى يريد أن يدخل الشبكة والأمن يرفض أن يدخله وحدثت حينها مشكلة، وقال لهم إنه يريد أن يخدم بلده وتدخلنا ودخل بليغ حمدى للشبكة، وكان الأدباء والمفكرون وكبار الكتاب الصحفيين، والفنانون والملحنون يحضرون ويألفون ويغنون والموسيقيون يغنون في صوت العرب مجانا، وأنا أشكر الله سبحانه وتعالى أننى عشت هذا الجو وكلنا كنا رجلا واحدا وهدفا واحدا ونفرح نفس الفرحة، وجميع العاملين كانوا يعملون بكل جهودهم، وكنت أحمل الشريط وأجرى بيه لأعطيه إلى المهندس، وجميعنا كنا نفعل كل شيء ومستعدين أن نمسح الاستديوهات في حرب أكتوبر من كثرة فرحتنا، فقد كنا مخلصين فيما نعمل ومتحمسين ومصدقين ما نفعله، وجميع الفنانين كان لديهم صدق فيما يقدمونه، فصلاح جاهين كان يصدق ما يكتبه لذلك بقيت كلمات صلاح جاهين وعبد الحليم حافظ لصدقهم فيما يقدمونه، وبعض العاملين ذهبوا للجبهة فقد كنا كما قلت سابقا خلية نحل.
كيف لعبت شبكة صوت العرب دورًا كبيرا في تحريك الشارع العربي؟
شبكة صوت العرب وقت الإذاعى أحمد سعيد والرئيس الراحل جمال عبد الناصر صوت ثورة 1952 العربى لأن جمال عبد الناصر كان مهتما بعدة دوائر، فكانت صوت العرب تجسد صوت مصر العربى ووقتها كان معظم البلاد العربية تحت الاستعمار، فكانت الثورة المصرية من ضمن مهامها أن الدول العربية تحصل على استقلالها وتتحكم في مصيرها وثرواتها، وكانت صوت العرب تترجم هذا في تعليقات وبرامج سياسية ومسلسلات العربى والأغانى العربية، وكان يتم توجه الشارع العربى للحقوق العربية.
وكيف شعرت أن صوت العرب نجحت في تحقيق هذا الهدف؟
خلال زيارتى في أحد المرات إلى الجزائر، ولقد زرت الجزائر كثيرا، قابلت أحد المجاهدين في الجزائر خلال الاحتلال الفرنسي وقال لى كنا ممنوعين من أن نتحدث باللغة العربية بل نتحدث باللغة الفرنسية، وكانت فرنسا تحجب عنهم كل أخبار العالم، ولكى يتعرفون على اللغة العربية كانوا يسمعون صوت العرب، وخلال الاحتلال الفرنسي للجزائر من كان يسمع إذاعة صوت العرب يتم القبض عليه وفرض عقوبات عليه، وحينها كمان هناك ما يسمى "جنرال صوت العرب"، كان يسمع شبكة صوت العرب ويكتب ما قالته الشبكة لأنها كانت تدعم الثورة الجزائرية، وكان يذهب للجزائريين في الكهوف الذين ينتظرونه فيها لكى يقول لهم ما قالته شبكة صوت العرب، للهروب من عقوبات الاحتلال الفرنسي على من يسمع شبكة صوت العرب"، وأحد المواطنين الجزائريين قال لى أيضا "صوت العرب علمتنا اللغة العربية"، وفي الحرب اليمنية عندما كان يشترى أحد الراديو يسأل البائع أولا هل هذا الراديو به صوت العرب فإذا أجابه بنعم اشتراه، فكانت شبكة صوت العرب البوصلة التي توجه العالم العربى.
كنت أول امرأة تترأس إذاعة صوت العرب منذ إنشائها.. كيف استقبلت قرار توليك المنصب؟
كان شيئا غريبا، وخلال عملى بصوت العرب الكثير نصحنى أن أذهب لشبكة إذاعية أخرى، لأنه لا يوجد خدمة إعلامية سياسية تترأسها امرأة في ذلك الوقت، وقال البعض لى إننى يجب أن أذهب لمجلات المرأة مثل حواء وغيرها وأنه حينها يمكن أن أترأس المجلة، ولكن الخدمات الإعلامية السياسية لا يمكن لامرأة أن تترأسها ومن بينهم صوت العرب.
وماذا كان ردك عليهم؟
رفضت وقلت لهم إننى سعيدة بأنى موجودة في صوت العرب سأظل في صوت العرب حتى لو لم أحصل على مناصب، فالمناصب تؤخذ بالكفاءة وفوضت أمرى لله ولم أذهب لمكان آخر لأنى اكتفيت بمنصب مدير عام، وكنت سعيدة في صوت العرب ففوجئت بأنى توليت منصب رئيس شبكة صوت العرب وأبلغنى بالقرار الإذاعى حمدى الكنيسى، وقال لى "مبروك تم اختيارك رئيسة لشبكة صوت العرب"، ولم يصدق أحد في العالم العربى كله هذا القرار، وحدثت ضجة كبيرة بأننى أول امرأة تتولى خدمة إعلامية سياسية وكل الإعلام العربى سلط الضوء على هذا الأمر.
وما هى أبرز إنجازاتك خلال رئاستك لشبكة صوت العرب؟
بعد أن توليت رئاسة صوت العرب ناس كثيرة كانت تعرفنى وكنت على علاقة بكل الإذاعات العربية، قالوا لى إننى تمكنت من إعادة صوت العرب للشعوب العربية مرة أخرى، وأصبحت صوت العرب عربية كما كانت في السابق، حيث حاولت أن أعيد أواصر المحبة والترابط بين الشعوب العربية ولعبت على أنه ليس لى علاقة بالسياسة وكل دولة تأخذ ما تراه مناسبا من سياساتها، ولكن ما يجمعنى بالشعب العربى ليس السياسة ولكن الروابط الإنسانية فنحن شعب واحد وعرق واحد ولغة واحدة فاللغة ثقافة وأبرزت ما يجمعنا من روابط ثقافية وتاريخية وجغرافية وشعبة وفنية ورياضية وركزت على الجانب الثقافي بما فيه السياسة وسلط الضوء على الشخصيات العربية والتاريخ العربى والمسلسلات العربية وهذا نال إعجاب الشعوب العربية.
كيف جاء اختيارك رئيسة اللجنة الدائمة لاتحاد الإذاعات العربية؟
ترشحت لاتحاد الإذاعات العربية وهذا اتحاد مكون من رؤساء إذاعات العالم العربى كله وتم انتخابى تقريبا بالإجماع كرئيسة اللجنة الدائمة باتحاد الإذاعات العربية وهذا لم يحدث من قبل، حيث قالوا لى خلال ترشيحى إنه من الصعب أن امرأة تترأس رئاسة الإذاعات العربية خاصة أن أغلب تلك الإذاعات العربية يقودها رجال، وكانت أمامى دولتان عربيتان فقط رشحتا نفسيهما ولكن باقى الإذاعات العربية الأخرى رشحتنى وبعد ذلك فتحت الطريق للنساء الأخريات للترشح، وقال لى رؤساء الإذاعات العربية حينها إننى تمكنت من إعادة شبكة صوت العرب للطريق الذى تربوا عليه.
هل هناك مواقف لا يمكن أن تنسيها خلال رئاستك لشبكة صوت العرب؟
أيام الانتفاضات الفلسطينية، وبالتحديد الانتفاضة الأولى، حيث لم يكن الأطفال الفلسطينيون يذهبون للمدرسة، وإذاعة فلسطين تتبع شبكة صوت العرب، فأذعت المناهج التعليمية الفلسطينية، وقال لى الفلسطينيون حينها إننى فعلت شيئا مهما للغاية لهم، خاصة أن الفلسطينيين يهتمون بالتعليم بشكل كبير، وبالتالى جعلت التلاميذ الفلسطينيين لا ينقطعون على الدراسة، فأنا ركزت على ما يجمع الشعوب العربية ولا يفرقها، وخلال رئاستى لصوت العرب كان فكرى هو ليس فقط تقديم إعلام جيد، ولكن إعلام واعى ويكون لدى الشعوب العربية وعى سياسى ومعرفى.
ما هى المدرسة الإعلامية التى حرصتِ على تطبيقها خلال عملك الإذاعى؟
كنا نحرص على تقديم المحتوى الإعلامى بشكل فنى متكامل لجذب المستمع، فكنا نذيع مسلسلا إذاعيا يضم كبار النجوم قبل إعطاء أي رسالة كى نقول للمستمع الرسالة التي نريدها بطريقة غير مباشرة، حيث إن الإنسان ضد فكرة أنك تعلمنى ولكن يريد أن تعلمه بطريقة غير مباشرة، فالفن المباشر لا فن بل بروباجندا ونحن كنا كذلك في صوت العرب، وكذلك كنا نبث المهرجانات والأغانى العربية والمسلسل العربى يضم ممثلين مصريين وعرب وقمنا بعمل وحدة عربية على الأثير.
ما هى أصعب المواقف التى واجهتيها خلال عملك الإذاعى؟
خلال فترة احتلال إسرائيل لجزء لبنان ومذبحة قانا، كانت هناك مقاومة لبنانية تمكنت من جعل إسرائيل تنسحب من الأراضى اللبنانية، وخلال انسحاب إسرائيل حينها اتصلت بالإذاعة اللبنانية كى نغطى الانسحاب، فقالوا لى إنه لا يوجد أي إذاعة ستذيع الحدث إلا نحن، فقلت لهم "هل صوت العرب لا يكون معكم كيف ذلك وهى صوت كل العرب؟، فرئيس الإذاعة اللبنانية قال لى حينها "من أجلك وأجل صوت العرب ستكونون أنتم الوحيدين الذين ستكونون معنا في هذا الحدث المهم".
وكيف غطت شبكة صوت العرب هذا الحدث المهم؟
كتاب مصر وفنانون كثيرون حضروا إلى استوديو شبكة صوت العرب، واتصلت بهم وأبلغتهم بموعد الانسحاب الإسرائيلي من لبنان، والجميع بالفعل حضر بينهم عبد الرحمن الأبنودى وجمال الغيطانى وسميحة أيوب وسهير المرشدى وغيرهم كثيرون، وكان استوديو مكتظا بالصحفيين والفنانين والأدباء وأذعنا كيف أن اللبنانيين لأول مرة يدخلون بيوتهم بعد 10 سنوات وفرحة اللبنانيين، لدرجة أن لبنان شكرتنا بعد هذه التغطية فكانت فترة تقشعر لها الأبدان وأنت تسمعها.
وكيف ترين سياسة مصر الخارجية تجاه الدول العربية الآن؟
الرئيس عبد الفتاح السيسى مهتم بالمحيط العربى بشكل كبير ومهتم بالمحيط الأفريقى أيضا بشكل كبير، ويحاول أن يعيد دور مصر المحورى ليس فقط الوطن العربى والأفريقى بل في المنطقة كلها، بجانب إنجازاته ونجاحاته في الداخل من بناء بنية تحتية وطرق ومدن جديدة وتحسين أوضاع الفقراء فنقول الآن "الله عليكِ يا مصر بعودتك مرة ثانية كبيرة"، وأنا عندما أسمع أغنية عن مصر أو يتحدث عن مصر أبكى.
لننتقل إلى برامجك فى الإذاعة.. ما هى أقربها إلى قلبك؟
قدمت برامج كثيرة منها حديث الذكريات وأغانى من دهب وسهرات، فأنا في الأساس مذيعة منوعات في شبكة صوت العرب، وكان تخصصى في البداية منوعات، وشبكة صوت العرب شهدت أكبر أساتذة منوعات مثل أمين بسيونى وجدى الحكيم وكامل البيطار وعصمت فوزى، فقد ابتكروا أشكالا جديدة ما زالت نراها حتى يومنا هذا، وكان من ضمن الأهداف كى نجذب المستمع يجب أن نمتعه ونسليه ثم نعطيه الرسالة التي نريدها، وشبكة صوت العرب طوال عمرها منوعاتها منوعات راقية، مثل برنامج ليالى الشرق كان في سنة من السنوات يقدمه اثنين من الفنانين يحاوران بعضهما، مثل أنيس منصور وشادية، فالاثنان يسألان بعضهما وهذه الحلقة أحدثت صدى كبيرا حتى الآن، فالبعض يطالب بإذاعتها مرة أخرى، بجانب حلقة مارى منيب وشكوكو، وبرنامج حديث الذكريات استضاف كل العقول العربية في مختلف المجالات سياسة وفن وأدب ورياضة وثقافة ورياضة وغيرها، فكامل البيطار ووجدى الحكيم من رواد المنوعات في الإذاعة، وكذلك الإذاعى محمد مرعى الذى قدم ابتكارات في المنوعات، فكانت شبكة صوت العرب تضم نجوما في الوطن العربى، وكذلك محمد فهيم طوّر الخدمة السياسية وخلال فترته كانت صوت العرب مصدرا من مصادر الأخبار مثل وكالات الأنباء.
هل هناك موقف يكشف حجم تأثير صوت العرب في العالم العربى؟
شبكة صوت العرب تم عمل رسائل جامعية عديدة في الجامعات البريطانية والغربية حول كيف أثرت إذاعة محلية مثل صوت العرب على أمة بأكملها، وبعد العدوان الثلاثى بفترة جاء مسئول من وزارة الخارجية البريطانية وطلب أن يرى إذاعة صوت العرب التي هزت العالم العربى، وكانت تهز الشعب البريطاني أيضا، وعندم زارها وجدها فقط غرفتين واستوديو، وحينها قال المسئول البريطاني إن ما رآه هو جزء من شبكة صوت العرب وإن الشبكة في مكان كبير، ولكن العاملين بالشبكة أكدوا له أن الغرفتين والاستوديو هى شبكة صوت العرب فقط.