تربعت مصر على عرش القارة الأفريقية فى متوسط سرعات الإنترنت الثابت، لتحتل المركز الأول أفريقيا، بعد أن كانت مصر فى المرتبة رقم 40 من 43 دولة، بمتوسط سرعات وصل إلى 35.67 ميجابت/ث وفقا لطريقة الوسيط الحسابى الجديدة التى اعتمدها Ookla مؤخرا، وجاء ذلك كنتيجة لما نفذته وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من خطوات؛ من خلال الشركة المصرية للاتصالات، حيث خطة عمل متكاملة تهدف إلى تطوير البنية التحتية على مستوى الجمهورية، بتكلفة بلغت 60 مليار جنيه من خلال تطوير، وتوسيع كل من الشبكة الدولية والشبكة الرئيسية وشبكات التراسل وكذلك الشبكة الفقرية، والتوسع بقوة فى نشر وحدات التجميع الذكية MSAN اعتمادا على كابلات الألياف الضوئية، وذلك بالتوازى مع رفع كفاءة الشبكة الأرضية لجميع المستخدمين.
كما تحرص وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على توفير الإنترنت لكل المواطنين بأسعار مناسبة باعتباره أحد المبادئ الأساسية للمواطنة، وفى سبيل ذلك تشارك الوزارة فى المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» لإقامة بنية تحتية معلوماتية فى 4500 قرية على مستوى الجمهورية، وذلك عن طريق توفير إنترنت فائق السرعة بالمنازل من خلال الشركة المصرية للاتصالات، وإنشاء محطات محمول تشاركية، وتطوير مكاتب البريد مع تنفيذ برامج تدريبية لمحو الأمية الرقمية والتمكين الاقتصادى الرقمى للمواطنين بهذا المجال.
وتعرض «اليوم السابع» فى هذا الملف أبرز خطوات تحقيق هذه الطفرة فى سرعة الإنترنت، وكيف انعكس هذا الإنجاز على الاقتصاد المصرى.
الفايبر كلمة السر
دائما ما ترتبط زيادة سرعة الإنترنت بخطة نشر الألياف الضوئية «الفايبر»، وذلك لأن نقل البيانات عبر كابلات الألياف الضوئية يزيد بسرعة تصل إلى 20 ضعف سرعتها عبر النحاس العادى لتصل إلى جيجابت فى الثانية، مقارنة بمتوسط سرعة قدره 50 إلى 100 ميجابت عبر الكابلات النحاسية، وذلك لأن الألياف الضوئية تفوق فى سرعتها وموثوقيتها شبكتنا التقليدية، لأن الكابل النحاس ترتفع حرارته وتصل إلى تداخل أثناء نقل إشارات الإنترنت، بينما يقوم الفايبر بتقسيم الملفات إلى حزم بيانات يتم نقلها فى أطياف من الضوء فوق زجاج رقيق أو ألياف بلاستيكية موجودة داخل غلاف واق، وهذا يجعل الألياف الضوئية أقل عرضة لهبوط السرعة من قبل مزودى الخدمة أثناء ذروة الاستخدام، وبحسب بيانات الشركة المصرية للاتصالات، تصل كابلات الفايبر لأكثر من 30 مليون منزل من نحو 37 مليون مستهدف، بخطة إحلال الفايبر محل النحاس بإجمالى استثمارات تجاوزت 37 مليار جنيه، وقد نما عدد المنازل التى تم توصيل الفايبر لها بشكل ملحوظ خلال آخر 7 سنوات، حيث بلغت 9.7 مليون حتى عام 2016، ثم ارتفعت إلى 12.6 مليون فى 2017 وواصلت النمو إلى 17.6 مليون فى 2018، وفى عام 2019 وحده نجحت فى إضافة 10 ملايين منزل جديد، وواصلت العمل خلال الجائحة ونجحت فى التوصيل إلى 3 ملايين منزل.
أهمية الإنترنت
تنعكس زيادة سرعة الإنترنت على تنفيذ توجهات الدولة نحو دعم وتعميم التحول الرقمى فى كل محافظات الجمهورية، حيث تم البدء فى تنفيذ مشروع ربط كل المبانى الحكومية البالغ عددها نحو 31500 مبنى حكومى بشبكة الألياف الضوئية خلال 24 شهرا، وبتكلفة تصل إلى 6 مليارات جنيه، حيث تم حتى الآن ربط أكثر من 20 ألف مبنى حكومى بهذه الشبكة.
تطوير منظومة التعليم باستخدام التكنولوجيا، حيث تم توفير البنية التحتية لشبكات الاتصالات لتقديم خدمات الإنترنت فائق السرعة باستخدام تكنولوجيا الألياف الضوئية فى زمن قياسى لـ2563 مدرسة تعليم ثانوى فى كل محافظات مصر عن طريق تحديث شبكات الاتصال وربطها بكابلات الـfiber optics بطول 4500 كيلومتر من السنترالات إلى المدارس.
ينعكس الأمر على الاقتصاد، حيث ما زال قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأعلى نموا بين قطاعات الدولة بمعدل نمو بلغ نحو 16 % فى العام المالى 2020/2021، وارتفعت نسبة مساهمة القطاع فى الناتج المحلى الإجمالى من 3.2 % فى 2017/2018 إلى 5 % فى العام المالى 2020/2021، وكذلك نمو الصادرات الرقمية من 3.6 مليار دولار فى 2018/2019 إلى 4.5 مليار دولار فى 2020/2021.
قيادات المصرية للاتصالات يتسلمون جائزة أوكلا
مؤشر Ookla
تقيس شركة Ookla، هى شركة رائدة عالميا فى اختبار سرعة النطاق العريض وشبكات الهاتف المتحرك وتحليل سرعة تنزيل وإرسال البيانات، أداء الإنترنت فى الدول المختلفة وتصدر تقارير دورية شهرية عنها، ولفتت إلى أن مصر تواصل التقدم أفريقيا وعالميا منذ تطبيق خطة الإنترنت، وعدلت الشركة طريقة حساب متوسط سرعات الإنترنت فى العالم لتعتمد على طريقة الوسيط الحسابى «Median» الذى يقوم بترتيب جميع القياسات تصاعديا، والأخذ بالرقم الموجود فى وسط القراءات باعتباره أكثر دقة، وذلك بدلا من الاعتماد على حساب الوسط الحسابى التقليدى «Mean» الذى يحسب المتوسط عبر قسمة مجموع القراءات على عددها للحصول على المتوسط، كذلك أعلن الموقع أنه سيتيح لمتصفحيه التعرف على الترتيب بأى من الطريقتين حتى منتصف فبراير 2022، وبعدها ستكون طريقة «Median» هى المتاحة فقط على الموقع.
خطة الـ60 مليار جنيه تم إنفاقها على 3 محاور، هى:
توسعة البوابات الرقمية الدولية لمضاعفة سعتها بتكلفة 17 مليون دولار.
وحدات التجميع وتم رفع كفاءتها بتوصيل شبكات الألياف الضوئية لها، إذ تم رفع كفاءة 33 ألف وحدة بتكلفة 650 مليون دولار، مع توصيل كابلات الألياف الضوئية لأقرب نقطة للوحدات السكنية، وتم التوصيل لمليون منزل، وتستهدف الوزارة التوصيل لمليونى منزل بتكلفة تبلغ 400 مليون دولار.
المرحلة الرئيسية، وهى السنترالات، وتم رفع كفاءة الشبكة بنسبة 260 % بتكلفة 400 مليون دولار.
زيادة الكابلات البحرية
نجحت الحكومة فى زيادة عدد الكابلات التى تمر بالأراضى المصرية إلى 18 كابلا، كما يتم توفير مسارات من كابلات الألياف الضوئية العابرة داخل الحدود لخدمة مرور البيانات الدولية عبر الأراضى المصرية بشكل مؤمن، وكذلك زيادة عدد محطات إنزال الكابلات البحرية الدولية إلى 10 محطات إنزال خلال العام الحالى، كما سيتم إطلاق شبكة دولية حول القارة الأفريقية بالكامل «HARP» وهى مجموعة من أنظمة الكابلات البحرية والأرضية تربط القارة الأفريقية بأكملها بأوروبا عن طريق فرنسا وإيطاليا والبرتغال، ومقرر دخول النظام فى الخدمة فى عام 2023، كما تشارك المصرية للاتصالات فى شراكة مع تحالف للكابلات البحرية يضم 7 من مقدمى خدمات الاتصالات العالميين لإنشاء الكابل البحرى «2Africa»، وهو كابل ضخم يدور حول القارة الأفريقية مرورا بنحو 16 دولة، لتعزيز خدمات الاتصالات وتطوير مستقبل خدمات الإنترنت فى أفريقيا والشرق والأوسط، ويضم التحالف إلى جانب المصرية للاتصالات كلا من شركة الصين الدولية لخدمات المحمول، وفيسبوك، وشركة إم.تى.إن جلوبال كونكت، وشركة أورنج، وشركة الاتصالات السعودية، ومجموعة فودافون العالمية، وشركة غرب المحيط الهندى للكوابل، ويعد الكابل الجديد أحد أضخم مشاريع الكوابل البحرية فى العالم، وسيقوم بربط قارة أوروبا شرقا عبر مصر، مع 21 نقطة إنزال فى 16 دولة أفريقية، ومن المتوقع دخول الكابل الخدمة بنهاية عام 2023.