انبهاره ودهشته بعرض قدمه ساحر في حفل استقبال الطلاب بالمدرسة، يخفي خلاله الأشياء ويظهرها، ويطفئ السجائر بملابسه دون أن تحترق، ويخرج طيورا من جعبته ويخفيها بإتقان ومتعة، دفعه لأن يدخل عالم الخداع البصري ويتعلم ألعاب خفة اليد، فكان ذلك العالم المخيف المسيطر الوحيد على عقل وقلب ابن مدينة المنصورة زياد طارق، حتى احترف المجال، وخطف الأنظار بما قدمه من عروض سحرية وخدع بصرية مبهرة على الطراز الحديث، بمهارته العالية وخفة يده، وأدائه المثير والمشوق، وسار بخطى ثابتة نحو الارتقاء بموهبته وتحقيق حلمه فى أن يصبح واحدا من أهم لاعبي الخدع البصرية، صانعا لنفسه عالما خاصا استطاع من خلاله أن يثبت ذاته بجدارة واستحقاق.
وقال زياد طارق صاحب الـ20 عاما لـ"اليوم السابع"، إنه اهتم بفن الخداع البصري وألعاب الخفة منذ طفولته، حيث ازداد شغفه بها ورغبته في تعلم أسرارها في السادسة من عمره، بعد انبهاره بأحد لاعبي الخفة أثناء تقديمه لعرض سحري يخفي خلاله الأشياء ويظهرها بخفة وسرعة وبراعة شديدة، فشعر حينها بشيء ما يجذبه بقوة نحو ذلك العالم، مضيفا: "كان نفسي أكبر وأكون شاب لمجرد إني أتعلم ألعاب خفة اليد.. شغفي كان عالي جدا عشان أوصل للمجال ده واحترفه".
واستطرد أنه من وقتها تقمص دور الساحر وبدأ يشاهد فيديوهات لعروض خفة يد بسيطة وسهلة، محاولا تجربتها مرارا وتكرارا ولكن دون جدوى، مشيرا إلى أن صغر سنه ورفض أسرته دخوله عالم الخداع البصري والتعمق فيه، كانا عائقا أمام تحقيق حلمه في تعلم ألعاب أصعب وأقوى في خفة اليد، وعمره لا يتجاوز الـ8 سنوات، إلا أن ولعه بالمجال وشغفه نحو احترافه كسرا كل الحواجز ونجح في تحقيق حلمه.
وقال إنه بعد مرور ثلاث سنوات، قرر أن يتعلم ألعاب خفة اليد بشكل جدي ويصقل مهاراته بمشاهدة العديد من عروض خفة اليد وفيديوهات لأكبر لاعبي الخدع البصرية في العالم، مشيرا إلى أنه كان يظن عند مشاهدته لهم وهم يتلاعبون بالأوراق ويظهرون الأشياء ويخفونها أنهم يمارسون سحرا حقيقيا، خاصة الساحر العالمي كريس انجيل، وأسطورة الخداع البصرى ديفيد كوبرفيلد، فتابعه بشدة حتى تعلم منه طرق الخداع البصري وألعاب خفة اليد، وأيقن أن ما يمارس في هذه العروض وتلك الألعاب قائم على خفة اليد والخداع البصري وليس سحرا.
وأشار إلى أنه تواصل مع العديد من لاعبي الخدع البصرية، ليستفيد من خبرتهم ويثقل مهاراته حتى احترف المجال في الـ12 من عمره، وبدأ يقدم العديد من العروض أمام الجماهير في المدارس والجامعات، ونجح في ابتكار ألعاب خدع بصرية خاصة به وبيعها، قائلا: "في الأول كنت بفضل يوم أو ثلاث أيام عشان أتعلم وأتقن الخدعة، ومع مرور الوقت والتعلم والتدريب قدرت أعرف وأنفذ أي خدعة في تلات دقايق وأبتكر خدع خاصة تميزني عن غيري في المجال".
وأوضح أن حبه وعشقه للمجال، دفعه لأن يطور من مهاراته وقدراته، والبحث عن كل ما هو جديد فيه، ليتميز ويختلف عن أقرانه في المجال، مشيرا إلى أنه التحق بكلية الآداب قسم علم النفس، ليتعلم لغة الجسد وكل ما يتعلق بسيكولوجية البشر، حيث ساعده ذلك كثيرا في احتراف التنويم المغناطيسي وقراءة أفكار البشر، وتقديم عروض خفة مميزة وجديدة من نوعها، مشيرا إلى أن ما يقدمه من عروض فن ومهارة وعلم يقوم على الدراسة وخفة اليد وسرعة البديهة.
وقال إنه أبهر جمهوره بكل عروضه الذي يقدمها، خاصة خدعة قراءة الأفكار التي تعتمد على سرعة البديهة ودراسة نفسية الشخص الآخر، حيث يقوم خلال العرض بذكر بعض التفاصيل الخاصة بالشخص الآخر كممثله المفضل، وآخر أكلة تناولها، وما يفكر فيه ويشغل تفكيره، أو أن يطلب منه أن يختار ورقة "كوتشينة"، ومع استكمال اللعبة يفاجئه بمعرفته لرقم الورقة وشكلها، وخدعة قطع الورق والسجائر، التي يقوم خلالها بقطع السيجار الذي يتناوله لجزأين ومن ثم يفاجئ من حوله بإعادته سليم كما كان، فضلا عن إظهار الأشياء وإخفائها وتحريكها من بعيد، مشيرا إلى أن تلك العروض المتقنة وغيرها تجذب أنظار الأطفال والكبار وتحقق لديهم مستوى الإثارة والمتعة.
وقال إنه يأمل في أن يصل بموهبته للعالمية، ويطور من فن الخداع البصري في مصر، لأنها من ابتكرت ذلك الفن وصدرته للعالم، فضلا عن تغيير مفهوم الساحر لدى الجمهور، مشيرا إلى أن الخداع البصري فن جميل وراقي قائم على التمثيل وخفة اليد وخداع العين وقراءة لغة الجسد وعلم النفس، وليس سحرا أو شعوذة كما يعتقد البعض.
زياد-طارق
زياد-طارق-لاعب-خدع-بصرية
زياد-طارق-يبهر-جمهوره-بأدئه-المثير-لألعاب-خفة-اليد
عروض-زياد-طارق