زينب خليل إبراهيم محفوظ أو الفراشة سامية جمال.. طفولتها كانت أشبه بقصة مأساوية تصلح لأن تصبح فيلمًا دراميًا، عن المعاناة والكفاح، وصولاً إلى صعود سلم المجد، ففى محافظة بنى سويف، ولدت الطفلة لأم مغربية وأب مصري كان يعمل فى المهنة الحياكة "ترزي"، ومع بعد وفاة والدتها، وزواج والدها من امرأة أخرى، انقلبت حياتها رأسا على عقب، بعدما أجبرتها زوجة أبيها على أن تعمل خادمة لمدة 5 سنوات حتى بلغت سن الثالثة عشر، لينتهى الحال بهروبها من المنزل، لتقطع مسافة تزيد على 115 كليو، حتى وصلت القاهرة والتقت بشقيقتها اتقنت مهنة والدها أيضا.
وفى القاهرة، وتحديدا فى أواخر الأربعينات من القرن العشرين، بدأت حياتها الفنية، مع فرقة بديعة مصابنى، التي خرج منها أشهر الفنانين فى الرقص والتمثيل المسرحي، وانطقلت سامية جمال في تابلوهات الرقص الجماعية، حتى جاء عام 1943 وفتحت أبواب السينما أمامها وشكلت ثنائيا ناجحا مع الفنان فريد الأطرش في عدة أفلام، فرقصت على أغنياته.
الفراشة سامية جمال
سامية جمال التى ولدت فى 5 مارس 1924 ورحلت عن عالمنا فى 1 ديسمبر 1994 حفرت أعمالها اسمها فى تاريخ الفن المصرية، بعدما اختير لها 4 أفلام شاركت فيهم قائمة أفضل 100 فيلم فى ذاكرة السينما المصرية حسب استفتاء النقاد عام 1996، وهم: العزيمة 1940، رصاصة فى القلب 1944، أمير الانتقام 1950، الوحش 1954.
لكن عملها فى السينما، دفعها لاعتزال للرقص الشرقى، ومع وصولها إلى سن الستين، عادت إلى الرقص الشرقى مرة أخرى، فى فرقة سمير صبري الاستعراضية، لسبب لا يختلف كثيرا عن بداية حياتها، ما شهدته فيها معاناة.
سامية جمال أمام أبو الهول
هذا السبب كشفه الفنان سمير صبرى فى إحدى البرامج الفضائية، فحينها ذكر أن التلفزيون الفرنسي جاء خصيصا لتصوير الفراشة سامية جمال بعد عودتها للرقص، وحينها قالت له سامية جمال: "شكرا يا سمير إنك رجعتني للحياة تاني"، هذه العودة إلى الحياة، كان السبب ورائها هو رغبتها فى تصليح شقتها وتحديدا ماسورة الصرف الصحى، ولكى تتمكن من الإنفاق على منزلها.