فى الوقت الذى دوت فيه صافرات الإنذار عدة مرات، اليوم الأحد، مع دخول العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا يومها الحادى عشر، لا تزال محاولات عدد من البلدان العربية مستمرة لإجلاء الرعايا سواء من الأراضى الأوكرانية، أو من الدول الأوربية المجاورة التى فروا إليها هربا من نيران الحرب الروسية الأوكرانية، وتجرى تلك المحاولات وسط صعوبات لتنظيم تلك الرحلات بشكل آمن.
الجزائر
من بين تلك البلدان الجزائر التى أعادت مجموعة من العالقين بينما لاتزال الغالبية سواء بالداخل الأوكرانى أو فى البلدان الأخرى، وفى هذا السياق أعلن مدير الاتصال والإعلام بوزارة الخارجية الجزائرية، عبد الحميد عبداوي، أن 1400 جزائرى عبروا من أوكرانيا نحو البلدان المجاورة، وصرح عبداوى لوسائل إعلام محلية أنه تم إجلاء حوالى 76 جزائريا من أوكرانيا معظمهم طلبة.
وأكد المتحدث، أنه سيتم برمجة رحلات إجلاء جديدة حسب طلب الرعايا الجزائريين، مشددا على أن حمايتهم أولوية الأولويات لدى السلطات وأشار مدير الاتصال والإعلام بوزارة الخارجية، أن الأوضاع الأمنية حالت دون إعادة جثمان الشاب الجزائرى من أوكرانيا، لافتا إلى أنه لم يتم تسجيل أى حالة وفاة جديدة لدى الجالية الجزائرية فى أوكرانيا، مؤكدا أن سياسة الدولة الجزائرية تكمن في النأي عن المشاركة فى أى نزاع.
تونس
أعلنت وزارة الخارجية التونسية تسيير رحلة جوية، مساء الأحد، عن طريق الخطوط الجوية التونسية، إلى المطار الدولى لبوخارست برومانيا والمطار الدولى لكراكو فى بولندا.
وذكرت الخارجية التونسية- فى بيان - أن ذلك يأتى فى إطار عمليات الإجلاء لأفراد الجالية التونسية بأوكرانيا التى أذن بها الرئيس قيس سعيد، مطالبة أبناء الجالية الذين تم تأمين استقبالهم ببولندا ورومانيا ويرغبون فى العودة إلى أرض الوطن، التواصل مع سفارتى تونس بوارسو وبوخارست حتى يتأكدوا من تسجيل أسمائهم فى قائمة الإجلاء.
لبنان
يبلغ عدد أفراد الجالية اللبنانية فى أوكرانيا 2500 شخص، بينهم نحو 700 يحملون الجنسية الأوكرانية، ما يجعل بعضهم خاضعا لقرار التعبئة العامة، يُضاف إليهم نحو 1200 طالب غادر منهم 300 إلى لبنان منذ ثلاثة أسابيع، أي قبل تدهور الأوضاع الأمنية في البلاد، يبقى 850 شخصاً منهم تم تسجيلهم على منصة وزارة الخارجية والمغتربين معبرين عن رغبتهم بالعودة إلى لبنان.
من جانبها أكدت حكومة لبنان أن هناك اهتمام كبير من قبل الحكومة بمتابعة أوضاع اللبنانيين الموجودين فى أوكرانيا فى ضوء الأحداث الجارية هناك، وفى هذا الإطار شكلت وزارة الخارجية خلية لمتابعة الأزمة.
و تقرر تكليف الهيئة العليا للإغاثة إجلاء الرعايا اللبنانيين المقيمين فى أوكرانيا والذين لجأوا إلى بولندا ورومانيا، جوا فى موعد يحدد لاحقا، ووفقا لظروف ومعطيات يعلن عنها فى حينه بالتشاور مع سفارات لبنان فى أوكرانيا وبولندا ورومانيا".
ممرات آمنة
وقال وزير الخارجية عبدالله بو حبيب إنه تبين عدم وجود ممرات آمنة لمغادرة أوكرانيا، ولذلك ننصح اللبنانيين الموجودين فيها حاليا البقاء فى أماكن آمنة لحين جلاء الامور، أما بالنسبة إلى اللبنانيين الذين قرروا التوجه إلى المعابر الحدودية على مسؤوليتهم الشخصية، فيطلب منهم اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر حفاظًا على سلامتهم.
نصحت الخارجية عبر سفارتها، الطلاب الذين يقطنون فى كييف وخاركوف ونيبرو التى تتعرض للقصف المدفعى، عليهم التزام المنازل أو الاحتماء بالملاجئ أو بمحطّات الميترو والأنفاق.
اللاجئون
وبعض أفراد الجالية لجأ إلى الدول المجاورة لأوكرانيا من الحدود الغربية لا سيما كلّا من بولندا ورومانيا. فبولندا قامت بإبلاغ وزارة الخارجية والمغتربين عبر سفارة لبنان فى وارسو، أنه بالنسبة للبنانيين الراغبين بالعبور من الأراضى الأوكرانية إليها، يُمكنهم ذلك حتى وإن لم يكن بحوزتهم تأشيرة دخول، لفترة لا تتعدى الـ 15 يومًا كحد أقصى، وذلك للمغادرة منها إلى لبنان أو أى دولة أخرى.
كما تم إبلاغ الخارجية أنه سيتم إعطاء أذونات دخول خاصة للذين بحوزتهم وثائف سفر، على أن يمنح حرس الحدود الموافقة الفورية للعبور على الحدود بناء على لائحة بالأسماء التى تصلهم من السفارة اللبنانية فى وارسو. الأمر الذى يتطلب من الطلّاب اللبنانيين، على ما لفتت المصادر، تزويد هذه السفارة بصورة عن جوازات سفرهم، والإقامة فى أوكرانيا لتسهيل عبورهم عبر الحدود.
وقد دخل من أوكرانيا إلى بولندا، بحسب وزارة الداخلية البولندية، منذ بدء الصراع الروسى - الأوكرانى حتى الآن نحو 100 ألف شخص بينهم عدد من الطلاب اللبنانيين.
والأمر نفسه يجرى على اللبنانيين الراغبين بالعبور إلى رومانيا أيضًا، أكانوا يملكون جوازات سفر صالحة أم غير صالحة، إذ سيتم السماح لهم بالدخول بواسطة وثائق سفر طارئة.
كما تمنح السلطات الرومانية تأشيرات دخول مجانية لرعايا الدول القادمين من أوكرانيا باتجاه رومانيا فى القنصلية الرومانية فى مدينة سيرناوتى الأوكرانية.
وحددت وزارة الخارجية الرومانية ثلاثة معابر حدودية بين البلدين هي: سولوتفينو- سيغيتو مارماتى، وبوروبون- سيريت، وأورليفكى (أو منطقة أوديسا ومحيطها) - إيزاتشيا، حيث يتمّ نقل الآتين من أحد هذه المعابر إلى المدن الداخلية، على أن تتولّى السلطات الرومانية تأمين الإقامة والطعام والمساعدة الطبيّة اللازمة لمدة تتراوح بين 24 و48 ساعة للقادمين من أوكرانيا.