شكلت محاربات أفريقيات فرقة لمقاومة الاستعمار في بنين قبل قرون عرفت باسم "أمازون" على اسم جنس المحاربات من الأساطير اليونانية فقد كانت "داهومي أمازونز" فوجًا عسكريًا بالكامل من الإناث في مملكة داهومي أو بنين الحالية.
تؤكد المصادر التاريخية وفقا لموقع لايف ساينس أن محاربات الأمازون قد تم تجميعهن في منتصف إلى أواخر القرن السابع عشر وكن معروفات بعدم اكتراثهم بالألم وضراوة المعركة فضلاً عن تأثيرهن الاجتماعي والسياسي الكبير، كما كانت هناك فترات تعاون فيها الأمازون مع المستعمرين الأوروبيين وبيع الأعداء المأسورين مقابل الأسلحة والبضائع.
بحلول منتصف القرن التاسع عشر كان عددهم يتراوح بين 1000 إلى 6000 امرأة، عندما غزا الفرنسيون داهومي أو بنين حاليا عام 1892، أظهر الأمازون مقاومة عنيفة، بعد ذلك لاحظ الجنود الفرنسيون "شجاعتهم المذهلة وجرأتهم" في القتال ، كما ورد في السجل الأمريكي الأفريقي.
استمرت المعارك الشرسة بين الأمازون والأوروبيين لكن المحاربات الأفريقيات افتقدن التسليح وفي غضون سنوات قليلة تم القضاء عليهن إلى حد كبير.
يقول ليونارد وانتشيكون ، أستاذ السياسة والشؤون الدولية في جامعة برينستون ، إنه من المهم النظر إلى ما هو أبعد من قيمة وضعهن كمحاربات عند التفكير في إرث الأمازون في التاريخ.
ويتابع وانتشيكون: "أهم ميزة في الأمازون لم تكن أنهم يستطيعون القتل مثل الرجال بل كانوا أيضًا أشخاصًا عاديين يتمتعون بحياة منتظمة ، بالإضافة إلى كونهم قادة ثقافيين وسياسيين محترمين في مجتمعاتهم."
ويضيف وانتشيكون أن هناك اعتقادًا خاطئًا على نطاق واسع بأن المساواة بين الجنسين هي قيمة غربية ، بينما في الواقع، كان الاستعمار الأوروبي ضارًا بحقوق المرأة في بنين ، حيث قام الفرنسيون بتفكيك الأمازون وحظروا تعليم الإناث والقيادة السياسية.
ويستكمل وانتشيكون: "عندما نقاوم هذا المفهوم الخاطئ ونعتنق ثقافة المساواة بين الجنسين التي كانت مزدهرة في بنين وأماكن مثلها قبل الاستعمار فهي طريقة لاحتضان إرث هذه المجموعة الاستثنائية من القيادات الأفريقية".