دائما ما نرصد تبادل الاحتفالات والمشاركة فيها بين المسلمين والأقباط أبناء هذا الوطن، حيث يعيش الجميع فى سلام وحب تحت راية هذا الوطن الذى يجمعنا، فقبل ساعات قليلة من دخول شهر رمضان الكريم شاهدنا أقباط تعلق الزينة وتبيع فوانيس وزينة رمضان استعدادا لهذا الشهر الكريم.
رصد "اليوم السابع" خلال جولته بمدينة المحلة الكبرى فى محافظة الغربية، ملحمة وطنية سطرتها أسرة قبطية جميع أفرادها يعملون فى صناعة وبيع زينة رمضان وقطع القماش الخيامية، وذلك خلال مشاركة مجتمعية لشركاء هذا الوطن من المسلمين، ولم يقتصر الأمر على ذلك فقط، بل يقومون بتعليق الزينة والاحتفال طوال الشهر بالمنطقة التى يعيشون بها.
وقال رامى حلمى لـ"اليوم السابع" أنه يعمل فى هذه المهنة منذ أكثر من 10 سنوات بمدينة المحلة، ويستعد لها كل عام بداية من شهر رجب وحتى العشر الأواخر من شهر رمضان، موضحًا انه باقى العام يعمل فى بيع الأدوات المنزلية والورود والتى اشتهر بها منذ عشرات السنوات، حيث ورث هذا المحل الصغير عن والده.
وأشار إلى أنه يمتلك ماكينات يعمل عليها لتفصيل زينة وفانوس رمضان هو وزوجته وأبنائه، ليسعدوا المئات من مسلمى المدينة الذين يتعاملون معهم كل عام لشراء الزينة للمنازل قبل أيام قليلة من دخول الشهر الكريم.
وأوضح بدأت الفكرة عندما كنت فى زيارة للأزهر الشريف منذ 10 سنوات تقريبا وقبل رمضان بعدة أيام، وأثناء مرورى بجانب أحد محلات بيع الأقمشة، لفت انتباهى نوع من الأقمشة المرسوم عليها فانوس رمضان، فقمت بشراء عدد مختلف من هذه الأقمشة، واتفقت مع أسرتى على صناعة زينة وفوانيس رمضان لبيعها داخل المحل وامتهنا صناعتها بحرفية شديدة.
وتابع : الاحتفال هذا العام يختلف فى بعض الأدوات، حيث تم إصدار قطع وألعاب جديدة للأطفال مثل "طبلة المسحراتى ، ألعاب بصور بكار" وغيرها، موضحًا أن إقبال الأهالى على شراء الزينة كل عام كبير جدا، وانه يقوم بتفصيل الزينة والتى يشتهر بها فى مدينة للمحلة باكملها.
وأضاف رامى أن له طقوسه الخاصة فى شهر رمضان، حيث يصوم مع إخوانه المسلمين، ويقوم بتزيين محله ومنزله بزينة رمضان، ويحرص على مشاركة المسلمين بالإفطار معهم على مائدة واحدة كما يتبادل هو وجيرانه الأكلات والحلويات ويحرص المسلمين على تهنئتهم فى أعيادهم.
فيما قالت شيرى رامى زوجته انها تعمل معه فى هذا المحل الصغير منذ سنوات طويلة، وذلك لتساعده وتشارك المسلمين فرحة شهر رمضان، موضحه أن لهذا الشهر فرحة مميزة تحب أن تشارك فيها هى وابنائها، مشيرة إلى أن الأمر كان غريب فى البداية على أهالى المنطقة كوننا أقباط، ولكن المشاركة بحب تخلق المحبة بين الجميع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة