فى عام 1965، حينما طرح فيلم "دكتور جيفاغو" فى دور العرض السينمائية لأول مرة، كان بوريس باسترناك مؤلف الرواية المقتبس عنها الفيلم مغضوبًا عليه، ولهذا تم تصوير الفيلم الدرامي الذى أخرجه ديفيد لين فى إسبانيا، على الرغم من أحداثه تدور في روسيا خلال السنوات التي سبقت الحرب العالمية الأولى والحرب الأهلية الروسية (1918-1922).
في فيلم "دكتور جيفاغو" نشأ تعاون ضمنى بين الفنان المصرى عمر الشريف، والكاتب الروسى بوريس باسترناك، ففى هذا الفيلم، قام عمر الشريف بأول بطولة عالمية له، حينما جسد شخصية "يوري جيفاغو" الطبيب المتزوج الذى تغيرت حياته كنتيجة للثورة الروسية والحرب الأهلية اللاحقة، وفى المقابل حصل بوريس باسترناك على الشهرة.
عمر الشريف دكتور جيفاغو
هذه الشهرة التى حصل عليها كل من عمر الشريف وبوريس باسترناك تحققت رغم الانتقادات التى وجهت إلى الفيلم لكونه طويلًا بمدة تزيد على ثلاث ساعات، واتهم الفيلم بتشويه التاريخ، لكن النقاد أشادوا فى المقابل بمعالجة قصة الحب والموضوعات الإنسانية، وأمام هذا، جاءت جائزة الأوسكار وأنصف الفيلم وأسرته، في حفلها الـ38 فاز فيلم "دكتور جيفاغو" بخمس جوائز أوسكار: هم كالآتى:
جائزة الأوسكار لأفضل كتابة "سيناريو مقتبس"، وجائزة الأوسكار لأفضل موسيقى تصويرية، وجائزة الأوسكار لأفضل تصوير سينمائي، وجائزة الاوسكار لأفضل تصميم إنتاج، وجائزة الأوسكار لأفضل تصميم أزياء. كما فاز الفيلم بخمس جوائز في حفل توزيع الغولدن غلوب الثالث والعشرين بما فيها جائزة أفضل فيلم دراما وأفضل ممثل في فيلم دراما التي كانت من نصيب عمر الشريف.
دكتور جيفاغو
رواية دكتور جيفاغو
تحكى الرواية عن المجتمع الروسى بداية من عام 1903، وتدور حول "يوري جيفاغو" إثر موت والدته، وبعدها انتحار والده الصناعي الغني، وإلى جانب ذلك، تجمع الرواية بداخلها عدة طبقات مثل الطب والعلاقات العائلية والحب والسرد في مقابل الخبرة والثورة والمجتمع والحرب.
باسترناك
وحينما صدرت عام 1958 وفاز بوريس باسترناك على جائزة نوبل فى نفس العام، تعرض لهجوم شديد وحاد من السلطات الرسمية ضدها، وتم طرده من اتحاد الكتاب السوفيتى، ونتيجة للحملات ضده اضطر إلى رفض الجائزة، وبعد ما يقرب من 30 عاما على وفاته فى 1960 تسلم ابنه الجائزة عام 1989، وقبلها بعامين فى عام 1987، أعيد الاعتبار للكاتب وتمت طباعة الرواية فى مجلة العالم الجديد.