قال الدكتور حسين حمو]ة، أستاذ الأدب العربى الحديث بجامعة القاهرة: "أتصور أن شعر عبد الرحمن الأبنودي فيه الكثير من المعالم التي تجعله يمثّل تجربة كبيرة، مشهودة ومميزة، في مسيرة الشعر العربي، وأن هذا الشعر قادر على أن يعبر زمن كتابته، والأزمنة التي تلقيناه وما زلنا نتلقاه فيها، إلى أزمنة قادمة ممتدة، وقادر على أن يتجاوب مع، وتتجاوب معه، قطاعات عريضة من المجتمع المصري والعربي"
وأضاف "حمودة" في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع": سوف يبقى من هذا الشعر ما يرتبط بالمساحة الرحبة التي التي استكشفها في وجهة الحوارية الغنيّة، متعددة الأبعاد، مع التراث الشعبي العابر بطبيعته للأزمنة.. وما يتصل من هذا الشعر بمغامرة استكشاف أشكال شعرية جديدة جمعت في إهابها بين الصوت الواحد المفرد للشاعر وأصوات أخرى كثيرة متنوعة، فردية وجماعية.. وما نجح فيه هذا الشعر من الجريان على ألسنة عموم الناس العاديين البعيدين عن الأدب.. وما تجسد في هذا الشعر من مراوحة دائمة بين الاهتمام بوقائع وسياقات محددة في زمن عاشه الأبنودي، من جهة، والانشغال بقضايا تجاوز وتتخطى هذه الوقائع وتلك السياقات، من جهة أخرى، مما منح صوت الأبنودي الشعري إمكانات لتخطى حدود "الشاهد" إلى آفاق "الرائي".. وما تحقق في هذا كله من مزاوجة صعبة بين البساطة والجمال والعمق.. وفي كثير من قصائد الأبنودي تتراءى صياغات كثيرة تلوح بريئة في ظاهرها ولكن تكمن في عمقها إمكانات متعددة للتأويل.. ويضاف إلى هذا كله ما أحاط ويحيط بالأغنيات الكثيرة المتنوعة التي كتب الأبنودي كلماتها، وأغلبها اغتني بوسائط أخرى من إبداعات الموسيقيين والملحنين والمغنين والمغنيات، وبذلك اكتسبت قدرات جديدة إضافية على مستوى التوصيل... وقد ظل الرهان على "التوصيل" معلما أساسيا في تجربة الأبنودي كلها، من أولها إلى آخرها.