تحتفل الفنانة المذيعة الكاتبة المنتجة إسعاد يونس اليوم بعيد ميلادها حيث ولدت فى مثل هذا اليوم الموافق 12 أبريل عام 1950، إسعاد يونس صاحبة السعادة ومتعددة المواهب والأوصاف التى لا تجد وصفًا محددًا يمكنه أن يضم كل صفاتها ومواهبها سوى ذلك الوصف الذى يحمله عنوان برنامجها الشهير والأكثر مشاهدة "صاحبة السعادة"، فهى كذلك أينما حلت وعملت وطلت، تحمل قدرًا كبيرًا من السعادة لمشاهديها ومستمعيها وقرائها، وتحقق المعادلة الصعبة بين البساطة والعمق، الثقافة والشعبية، السلاسة والمضمون الهادف، التلقائية والوعى، ودون أن تلهث للتريند يصبح كل ما تقدمه تريند.
فالفنانة الكبيرة متعددة المواهب واسعة الثقافة تتمتع بخفة ظل وقبول واسع وحضور جميل، تستطيع أن تحاور كل أطياف وفئات المجتمع، تراها بسيطة وتلقائية وقريبة من الجميع حين تجلس مع الفلاحات لتغنى أغانى الريف الجميلة، وفي ذات الوقت تحاور كبار النجوم والرموز في المجتمع فتبهرك بلباقتها وقدرتها على الدخول إلى مناطق لم يدخلها أحد قبلها وعلى استخلاص المعلومات والحكايات بسلاسة وبساطة واحتراف كبير، وبطريقة السهل الممتنع، وهو ما فعلته فى حواراتها الحصرية وأهمها حوارها مع السيدة الأولى انتصار السيسى قرينة الرئيس.
وفى كل حواراتها الحصرية لم تكن إسعاد يونس تسعى وراء تريند أو تحاول اصطياد إجابات محددة بأسئلة ساخنة لتحرج الضيف أو تستخلص منه إجابات قد يحاول الكثيرون لو جلسوا مكانها أن يسألوها مغازلة للتريند واستدرارًا لإجابات تحتل صدارة وسائل التواصل الاجتماعى ولكنها لم تفعل بل كانت تحمى ضيوفها حتى من انفعالاتهم ولحظات ضعفهم وهو ما تجسد فى الحلقة التى استضافت فيها الفنانة شيرين بعد أزمتها مع حسام حبيب.
وبسلاسة وتلقائية استطاعت إسعاد يونس أن تكشف جوانب كثيرة فى شخصية البطل المصرى محمد صلاح فى انفرادها وحوارها الحصرى.
وتستطيع صاحبة السعادة أن تخلق حالة واسعة من السعادة لدى ضيوفها وجمهورها، ولا يقتصر برنامجها على استضافة كبار النجوم، بل تستضيف نجوماً في العديد من المجالات وتستقبلهم بحفاوة وحميمية ودفء فيصبح اللقاء والحوار مختلفاً صادقاً معبراً، يصنع من أصحاب المواهب نجوماً ويزيد النجوم نجومية وتألقاً، يسلط الضوء على كل جميل حتى وإن لم يكن مشهوراً ويمنح الموهوبين فرصة للنجومية ويبرز ملامح وجمال كل ما هو مصري ووطنى، فتمنح صاحبة السعادة فيضاً من البهجة والسعادة والجمال للضيف والمشاهد.
ولم يأت نجاح البرنامج الجماهيرى لصاحبة السعادة من فراغ ولكنه حصيلة خبرات كبيرة وثقافة واسعة وتاريخ ثرى، حيث تأثرت إسعاد يونس بشكل كبير بوالدها الضابط والطيار الحربي الذى عمل بعد ذلك صحفيا في مؤسسة "روز اليوسف"، فتأثرت الابنة بثقافة الأب.
وتخرّجت إسعاد يونس من معهد الإرشاد السياحي عام 1972، وأثناء دراستها الجامعية وتحديداً بالسنة الأولى من معهد السياحة عام 1968، تقدمت للعمل بالإذاعة في البرنامج الأوروبي وبعدها اجتازت امتحانات الإذاعة المصرية لتصبح مذيعة ومعدة في إذاعة "الشرق الأوسط"، وذلك قبل أن تبدأ مشوارها الفني عام 1977 في مسلسل ميزو مع الفنان الكبير الراحل سمير غانم، وكانت أول تجربة مسرحية لها عام 1979 في مسرحية الدخول بالملابس الرسمية، وشاركت في العديد من الأفلام الهامة مع كبار النجوم ومنها :" يارب ولد، محاكمة على بابا، شعبان تحت الصفر، المتسول، الأفوكاتو، فوزية البرجوازية، عمارة يعقوبيان، زهايمر، وغيرها" ، كما شاركت في عدد من المسلسلات ومنها:" حكاية ميزو، السقوط في بئر سبع، دقات الساعة، بكيزة وزغلول، أصل الحكاية كذبة"، ومن المسرحيات :"جحا يحكم المدينة، عروسة تجنن، نص انا ونص انتى، ليلة جواز الشغالة، التعلب فات، موعد مع الوزير، باللو باللو"
وحققت إسعاد يونس نجاحًا كبيرًا وقبولاً واسعا لدى الجماهير كفنانة بتلقائيتها وخفة ظلها وموهبتها، وثقافتها التي أهلتها للتأليف وكتابة السيناريو والحوار لعدد من الأعمال الهامة والناجحة، كان أولها فيلم " المجنونة" عام 1985، وبعده مسلسلها الشهير بكيزة وزغلول مع النجمة الكبيرة سهير البابلى والذى حقق نجاحاً منقطع النظير فكتبت نفس القصة لفيلم " ليلة القبض على بكيزة وزغلول"، وحقق الفيلم أيضاً نجاحًا كبيرًا.
كونت إسعاد يونس شركة للإنتاج السينمائي، وأنتجت عدداً من الأعمال الفنية الكبيرة والناجحة التي قدمت خلالها عدداً من النجوم ومن هذه الأعمال الأفلام :" واحد من الناس، ولد وبنت، أمير البحار، سهر الليالى، أدرينالين، بنتين من مصر، رسائل البحر، عصافير النيل، أعز أصحاب، زهايمر، وغيرها".
وخاضت الفنانة والمنتجة والكاتبة الكبيرة إسعاد يونس تجربة التقديم التلفزيوني من خلال برنامج (مساحة حرة) على شبكة قنوات أوربت فترة التسعينيات، ثم بدأت برنامجها الناجح المميز (صاحبة السعادة) عام 2014، الذى حقق نجاحاً كبيراً وجماهيرية واسعة، وأصبح من أهم البرامج التي تعلق بها الملايين ويحرصون على متابعتها، فالبرنامج منذ بدايته عمل على تشجيع الصناعة الوطنية والحفاظ على الهوية المصرية، وتنوع ضيوفه من كل فئات المجتمع ونجومه ومن أصحاب قصص النجاح الملهمة، تدير معهم النجمة المحبوبة حوارات إنسانية وتستخلص منها حكايات وقصص نجاح وتجارب فتخلق حالة من المتعة والاستفادة للجمهور.
كما تمتلك صاحبة السعادة موهبة كبيرة فى الكتابة فلها عشرات المقالات بالصحف ، كما صدر لها العديد من المؤلفات والكتب ومنها: "زى ما بقولك كدة، فى استقبال فخامة الرئيس، لسه الحياة ممكنة، مذكرات نورا المذعورة، وغيرها"
وهكذا تجد لصاحبة السعادة باع فى العديد من مجالات الإبداع وكلما سألت نفسك "فاضل إيه معملتوش إسعاد"، تجدها تفاجئك بالعديد من الإبداعات الجديدة التى يحملها جراب صاحبة السعادة.