فى حلقة جديدة من برنامج "اللى ما تعرفوش" يتحدث الزميل بلال رمضان عن شخصية جحا المثيرة للجدل، والتى يتندر الناس عليها، دون أن يعرفوا شيئا عن حقيقته، مثل اسمه، أو تاريخ ميلاده ووفاته، أو وظيفته، وسر شهرته بهذه النوادر.
ويشير بلال رمضان فى حلقة برنامج اللى ما تعرفوش إلى ما توصل إليه الأدباء والمفكرين الذين شغلتهم شخصية جحا فى التاريخ العريبى والإسلامى، فكان أول من تحدث عنه الجاحظ فى كتاب "القول فى البغال"، بالإضافة إلى القصص الأخرى، التى تشير إلى أن جحا رجل عاش فى القرن الأول الهجرى، ويدعى دُجين بن ثابت الفزارى، والذى قال عنه العلامة الحافظ ابن عساكر أنه عاش أكثر من 100 سنة، وأنه كان من التابعين، أى أنه عاش زمن الصحابة رضوان الله عليهم، وأن والدته كانت خادمة أنس بن مالك.
وفى كتب الإمام السيوطى والذهبى والحافظ ابن الجوزى، نعرف أن دجين الفزارى كان رجلا معروفا بالفطنة والذكاء، وأن أعداءه هم من أطلقوا عليه حكايات السخرية والبلاهة.
وأيضا تخبرنا مصادر تاريخية أخرى بأن حجا ولد فى النصف الثانى من القرن الأول الهجرى نحو سنة 60 هجرية وعاش فى الكوفة وتوفى بها سنة 160 هجرية أيام خلافة أبى جعفر المنصور، بينما تخبرنا حكايات أخرى بأن جحا كان صاحب كرامات، وأن جلال الدين السيوطى قال فى كتابه "إرشاد من نحا إلى نوادر جُحا" للرد على القصص المنسوبة إلى جحا أنه لا ينبغى لأحد أن يسخر من جحا إذا سَمِع اسمه بل يَسأل الله أن ينفعه ببركاته.
وجه آخر نعرفه هو جحا التركى، وهو شخص آخر يدعى نصر الدين خُوجة، وهو معلم وفقيه وقاضٍ، ولد سنة 605 هجرية وتوفى عام 683هـ، وويقال بأنه فى مجالس العلم كان يحضر له جمع كبير من الناس، وكان معروفا بالاستخدام الساخر فى تقديم الموعظة.
شخصية جحا العابرة للعصور، وما أثير حولها من حكايات دفعت عباس محمود العقاد لتأليف كتاب "جحا الضاحك المضحك" الصادر 1956، وتساءل فيه عما إذا كان جحا فعلا حقيقة أم خيال، وتوصل فى النهاية إلى أن النوادر المنسوبة لشخصية جحا خضعت للتأليف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة