عادة ما ينظر إلى الكتابة على الجدران في الوقت الحاضر على أنها اختراع حديث ومع ذلك فإن الرغبة فى ترك بصمة للأجيال القادمة ليست شيئًا جديدًا حيث تظهر بوضوح الكتابة اليونانية القديمة المنحوتة في جدران معبد أبو سمبل في مصر.
الكتابة اليونانية على جدران معبد أبو سمبل تكشف أنه من الواضح أن العديد من اليونانيين فى ذلك الوقت خصوصا الجنود سافروا إلى مصر حيث تركوا أسماءهم وأوصافهم على المعابد فعلى التمثال المهيب لرمسيس الثانى فى أبو سمبل يمكن رؤية الكلمات والأسماء اليونانية بوضوح حتى اليوم بعد آلاف السنين من نقشها هناك.
ووفقا لموقع greek reporter فإن تمثال رمسيس القائد المصرى العظيم المعروف أيضًا باسم "حاكم الأرضين" يحمل كتابات يونانية قديمة واضحة تشير إلى الحملة العسكرية التي خاضها الملك المصري أبيسماتيك الثاني عام 593 قبل الميلاد في النوبة والتى شارك فيها جنود يونانيون.
الحضارتان العظيمتان كانتا على قدر كبير من التفاعل حتى منذ العصور الأولى فهناك عدد كبير من الأدلة على أنه حتى في العصر البرونزى كان هناك اتصال كبير بين مينوان كريت ومصر، ومع ذلك يبدو أنه بداية من القرن السادس قبل الميلاد شهد بزوغ فجر حقبة جديدة تطورت فيها روابط أوثق بين القوتين في البحر الأبيض المتوسط، حيث بدأت مصر فى إعادة فتح مملكتها للتواصل مع العالم الأوسع.
وقد بدأ الفراعنة المصريون منذ عهد الملك أبيسماتيك حوالى عام 610 قبل الميلاد هذا التحول في الثقافة السياسية المصرية بالانفتاح على الثقافة اليونانية وظلت علاماتها قائمة حتى يومنا هذا حيث لم تعد مصر كما كانت بعد أن أدى هذا الاتصال إلى تغيير عميق فى مجتمعها، وقد أدى هذا فى القرون اللاحقة إلى إنشاء سلالة البطالمة التي كانت كليوباترا آخر حاكمة لها في هذه الأرض القديمة.
وقد أكد المؤرخون أن المدن والجزر اليونانية ، بما في ذلك أيجينا وأثينا وسبارتا وميليتوس وساموس وفوكايا والمدن الموجودة في جزيرة رودس ، قد برزت بشكل كبير في هذا التبادل الثقافي حيث أنه من المعروف أن المنتجات والأشياء المصرية ، بما في ذلك التمائم ، قد تم استخدامها وتداولها في اليونان منذ القرن التاسع قبل الميلاد.
تمثال رمسيس بمعبد أبى سمبل حيث تظهر النقوش اليونانية