تمر، اليوم، الذكرى الـ42 على رحيل جان بول سارتر، إذ رحل فى 15 أبريل عام 1980، عن عمر ناهز حينها 74 عامًا، وهو واحد من أهم الفلاسفة الفرنسيين فى القرن الأخير، وهو فيلسوف وروائى وكاتب مسرحي وكاتب سيناريو وناقد أدبي وناشط سياسي فرنسي.
بدأ حياته العملية أستاذًا ودرس الفلسفة في ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية، وحين احتلت ألمانيا النازية فرنسا، انخرط سارتر فى صفوف المقاومة الفرنسية السرية، عرف سارتر واشتهر كونه كاتبا غزير الإنتاج ولأعماله الأدبية وفلسفته المسماة بالوجودية، ويأتي فى المقام الثانى التحاقه السياسى باليسار المتطرف، كان سارتر رفيق دائم للفيلسوفة والأديبة سيمون دي بوفوار التي أطلق عليها أعداؤها السياسيون "السارترية الكبيرة".
وكان "سارتر" يرفض دائمًا التكريم بسبب عنده وإخلاصه لنفسه ولأفكاره ومن الجدير بالذكر أنه رفض استلام جائزة نوبل فى الأدب وحضر "سارتر" إلى مصر فى فى مارس 1967، وذلك بناء على دعوة صدرت من جريدة "الأهرام"، أكبر المؤسسات الصحفية المصرية، وكان فى استقبال الكاتبين عدد كبير من كبار الكتاب المصريين.
كان لجان بول سارتر تأثير واسع فى تجارب المثقفين المصريين والعرب، الذين أعجبوا بموقفه عندما رفض جائزة نوبل، وانحازوا له ولأفكاره، وتأثروا بها، ومن بينهم توفيق الحكيم والذى أهداه عددًا من مسرحياته المترجمة للفرنسية، ومحمد حسنين هيكل ولطفى الخولى، كما التقى ساتر بالرئيس الراحل جمال عبد ناصر، ودار بينهم حديث حول قضية حقوق الإنسان فى مصر وأحاول المعتقلات المصرية، ورائيه فى التجربة الناصرية فى مصر الاشتراكية، كما اطلعه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر على تطورات القضية الفلسطينية.
والقى بول سارتر محاضرة فى جامعة القاهرة فى حشد كبير من المثقفين المصريين، كما قام بحوار مع التليفزيون المصرى.