أيام قليلة وتحل علينا العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، ومع قرب هذه الأيام المباركات رفعت وزارة الأوقاف حالة الطوارئ في المديريات والمساجد، خاصة مع قرارات الالتزام بضوابط صلاة التراويح في المساجد وفقا للعام الماضي وكذلك الالتزام فيما يتعلق بصلاة التهجد والاعتكاف بما تم العمل به العام الماضي.
وأكد مصدر بوزارة الأوقاف، في تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، عدم السماح هذا العام بإقامة صلاة التهجد في المساجد أو الاعتكاف، في العشر الأواخر من شهر رمضان، وتم تعميم هذا القرار على جميع المديريات لتعميمه على أئمة المساجد، مشددًا على استمرار الدروس الدينية عقب صلاة العصر وخاطرة التراويح.
وأوضح المصدر، أن الوزارة حذرت الأئمة والعاملين فى المساجد من السماح أو المشاركة فى صلاة التهجد أو الاعتكاف بالمساجد، مؤكدة أنها ستنهى خدمة أى إمام أو عامل تثبت مشاركته أو السماح بصلاة التهجد أو الاعتكاف داخل المسجد، وناشدت المصلين بصلاة التهجد فى المنازل قائلة: "صلوا التهجد فى بيوتكم".
ولفت المصدر إلى أنه مع قرب العشر الأواخر من شهر رمضان، تم التنبيه على جميع مديريات وإدارات الأوقاف على مستوى الجمهورية بعدم السماح بأى إجازات أو راحات أو السماح لجميع الأئمة والعمال والمؤذنين ومقيمى الشعائر بترك المسجد خلال العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك.
والاعتكاف سنة فى رمضان وغيره من أيام السنة، فعن عائشة رضى الله عنها أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل ثم اعتكف أزواجه من بعده، وروى عنه صلى الله عليه وسلم قوله: "من اعتكف يوماً ابتغاء وجه الله تعالى جعل الله بينه وبين النار ثلاثة خنادق، كل خندق أبعد مما بين الخافقين"، غير أن الظروف الحالية لجائحة فيروس كورونا تحول دون السماح بالاعتكاف في المساجد وذلك للعام الثالث على التوالي.
وأكد الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، في فتوى سابق، أنه لا يصح شرعًا اعتكاف الرَّجُل في غير المسجد -كالبيوت السكنية-، وكذلك الحال بالنسبة للمرأة في عصرنا الحاضر، وما ذهب إليه السادة الحنفية من جواز وأفضلية اعتكافها في مسجد بيتها -وهو المكان المُعَدُّ لصلاتها الذي يستحب لها اتخاذه- إنما كان مبناه على العرف والعادة بناءً على أزمنةٍ اقتضت أعرافُها وعاداتُها ذلك، كما أَنَّ اللبث في المسجد ركنٌ لا يصح الاعتكاف بدونه، وأقل مدةٍ لهذا اللبث هي ما يزيد على مقدار الطمأنينة في ركعةٍ أو سجدةٍ، أَمَّا مجرد المرور على المسجد فلا يسَمَّى اعتكافًا، وعلى المسلم أن لا يَحْزَن ويخاف مِن ضياع الأجر في فوات سُنَّة الاعتكاف في زمن الوباء؛ لأنَّ الأجر حاصلٌ وثابتٌ حال العُذْر، بل التَعبُّدُ في البيت حال تَفَشِّي الوباء يوازي أجر التَعبُّدِ في المسجد.
وفى سياق متصل شددت وزارة الأوقاف على الالتزام بنفس الضوابط المعلنة حتى نهاية الشهر الكريم، ومن بينها مراعاة أن تكون الدروس الدينية في المساجد الكبرى التي تم تحديدها مسبقًا سواء التي يؤدى بها درس العصر فقط، أم المساجد الكبرى التي تؤدى بها خاطرة التراويح فقط، أم المساجد التي يُؤدَّى بها درس العصر وخاطرة التراويح، والالتزام بالوقت المحدد لكل منهم "درس العصر في حدود 10 دقائق، وخاطرة التراويح في حدود 7 دقائق، بالإضافة إلى استمرار حملات تعقيم ونظافة المساجد طوال شهر رمضان وطوال العام.