«مِنْ لَهُ جَدَّ كجدى المصطفى.. أَحُمِدَ الْمُخْتَارُ نَوَر الظَّلِمَتَيْنِ»، قصيدة منقوشة على ضريح الإمام الحسين رضى الله عنه وأرضاه، بن الإمام على كرم الله وجهه، ولد الإمام الحسين فى شعبان من السنة الرابعة هجرية، وهو ثانى مولود فى أشرف بيت عربى عريق فى النسب والعزة.
نرصد لكم فى الحلقة الجديدة من سلسلة حلقات «حكايات بيت النبوة»، لماذا يعد الإمام الحسين رضى الله عنه وأرضاه ريحانة النبى وسبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، عند مولده رضى الله عنه حنكه المصطفى صلى الله عليه وسلم بريقه الشريف وتفل فى فمه وأذَّن فى أذنه ودعا له وسماه حسينا، وعق عنه بكبش، كما نشأ فى حجر النبى، ولم يكن يفارقه ولا يبعد عنه، وكان أشبه الناس برسول الله، لذلك أحبه الصحابة، وعظمه الخلفاء من صغره، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «حسين منى وأنا منه أحب الله من أحب حسينا حسين سبط من الأسباط»، وعن البَرَّاء بن عازب، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم حاملا الحسين بن على عليهما السلام على عاتقه وهو يقول: اللَّهُمَّ إِنِّى أُحبُّهُ فَأحِبَّه.
للإمام الحسين رضى الله عنه ألقاب كثيرة من بينها، سبط رسول الله، ويعنى ذلك أنه قطعة منه وهى دلالة على شدة حب النبى الكريم له ولسيدنا الحسن، كما أطلق عليه ريحانة النبى وسيد شباب أهل الجنة.. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة».
عرف الإمام الحسين بشجاعته وجهاده العظيم فى سبيل الله لنصْرة الدين، فاشترك فى فتح شمال إفريقية فى خلافة عثمان بن عفان رضى الله عنه، وساهم فى فتح طبرستان، وساند أباه الإمام على فى حروبه بالجمل وصفين والخوارج، ولما توفى الإمام على وقف الحسين مع أخيه الحسن يناصره ويؤازره، فلما تنازل الحسن، رضى الله عنه، عن الخلافة لمعاوية بن أبى سفيان حقنا لدماء المسلمين، قال الحسين لأخيه الحسن: «أنت أكبر ولد على، وأمرنا لأمرك تبع، فافعل ما بدا لك»، وعكف الحسين بعد ذلك على طلب العلم والعبادة، حتى مات معاوية بعد أن أخذ البيعة لابنه يزيد مخالفا بذلك أحد شروط الصلح، وهو أن يُترك الأمر من بعده شورى بين المسلمين، عندها لم يسكت الإمام الحسين، وبايعه كثير من المسلمين، وطلبوا منه أن يكون خليفتهم، وأرسل إليه أهل الكوفة يبايعونه، ويحثونه على أن يأتى إليهم، فخرج الحسين مع أهله وبعض مناصريه متوجها نحو الكوفة، وحاول ابن عباس وأبوسعيد الخدرى وابن عمر رضى الله عنهم، منعه عن الخروج من مكة، لكنه عزم على الخروج، حتى وصل إلى كربلاء على مقربة من نهر الفرات، حيث دارت المعركة، وراح ضحيتها الإمام الحسين شهيدا مع كثير مـن أهله وصحبه.
فبعد موقعة كربلاء، حيث استشهد الإمام الحسين، اجتز شمر بن ذى الجوشن، رأس الإمام الحسين وذهب بها إلى يزيد بن معاوية فى الشام لينال مكافأته بولاية إحدى المدن الإسلامية، والذى علق الرأس الشريف للإمام الحسين على أبواب دمشق، وبعدها ظل الرأس بخزائن السلام بدمشق، لينقل ويستقر كما ذكر المؤرخون بعسقلان، حتى أخذ رحلته إلى مصر ليستقر بها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة