أصبحت عادة إفطار الصائمين من ركاب القطارات المارة على محافظة الشرقية، متوارثة من جيل إلى جيل، حيث لا يمر قطار وقت آذان المغرب، إلا وركابه يجدون إفطارهم فى محافظة الكرم.
هنا فى قرية أنشاص الرمل التابعة لمركز بلبيس، يمر قطار القاهرة المتجه إلى المنصورة فى وقت آذان المغرب يوميا، فيتفاجأ الركاب بالأهالى يقدمون لهم وجبات ساخنة يوميا "فراخ أو كفته أو لحوم جميعها تعد على الفحم بجانب نوع خضار و أرز".
التقى اليوم السابع بأهالى انشاص الرمل، يقول الشيف أحمد عبدالسلام أحد أفراد كتيبة الطبخ، انه يوميا يبدأ عمله فى 8 صباحا، لإعداد الوجبات الساخنة التى تكون فراخ مشوية أو كفته أو لحوم جميعها تعد على الفحم بجانب صنف خضار وأرز أو مكرونة، حيث يقوم بإعداد الوجبات بنفسه كمتطوع بأجر رمزى.
و يضيف الحاج عبدالرحمن، انه تطوع بتجهيز مكان لاستخدامه كمطبخ خيرى، لتسهيل عملية إعداد الوجبات و تقديمها بشكل لائق، وأنه يشارك فيه بمساعدة الشباب والشيف فى الإعداد و التغليف، وأنهم يأتون عقب صلاة العصر يوميا للمطبخ لتغليف الوجبات بمعاونة الشيف، و يقوم كل مجموعة متطوعون بمهامهم، هناك مجموعة تتجه إلى محطة القطار لانتظار القطار وإفطار الصائمين من الركاب، بينما مجموعة أخرى تنتشر فى القرية لتسليم الأهالى وجباتهم.
وقبل آذان المغرب بدقيقة، انتقل اليوم السابع إلى المحطة، حيث دخل القطار فى موعده، واستقبلوا ركاب القطار بوجبة فراخ مشوية، الأمر الذى رسم البهجة و الفرحة على وجوه الركاب.
وقال فتحى منصور أحد المتطوعين: نحن فى القرية رفعنا شعار "لا يوجد جائع بيننا" ، لذلك جاءت فكرة إفطار الصائمين من أهالينا غير المقتدرين و امتد إلى اننا لا نقبل أن يمر قطار كامل يحمل صائمين يتوقف فى آذان المغرب ولا يفطرون معنا، لذلك بادرنا بإفطار الركاب ذلك للعام الرابع على التوالى.
ويضيف الشباب، أن دعوة صائم هى أجمل ثواب خلال شهر رمضان، واننا نشعر بالبركة بالرغم من أن معظمنا طلاب جامعات و مدارس ولدينا امتحانات، إلا انه يوجد بركة فى كل حياتنا بسبب هذا العمل البسيط.
يذكر أنه عرف عن أهالى الشرقية مقولة "الشراقوة عزموا القطر"، فى إشارة إلى كرمهم، والتى أصبحت عادة متوارثة من جيل إلى جيل، بدأت مع واقعة حدثت بالفعل فى شهر رمضان عام 1917م، حيث كان أحد القطارات يمر على قرية أكياد بمركز فاقوس وتعطل القطار، وقت قرآن المغرب، فما كان من أهل هذه القرية، إلا أن قاموا بإحضار إفطارهم من منازلهم وأسرهم و ذهبوا لمكان تعطل القطار، وقاموا بإنزال ركاب القطار الصائمين و تناولوا الإفطار سويا.
1
2
3
4
5
6
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة