نصح الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق، الجميع بالسعى والأخذ بالأسباب التى خلقها الله سبحانه وتعالى وعدم الاعتماد على بالقلب فقط، وتابع: "الله هو الفاعل الحقيقى وأن لا حول ولا قوة إلا بالله من كنوز العرش.. يجب علينا أن لا نترك الأسباب ولا نخرج عن ما خلقه سبحانه وتعالي، فنصاب بالفشل الذريع، وبالنظر إلى الفلاح فإنه يلقى الزرع وبعد ذلك يقول يارب".
وأضاف "جمعة". خلال برنامجه " القرآن العظيم"، أنه لا بد من السعى ومخالطة الأسباب، وهذا المبدأ رأيناه عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى غزوة أحد رغم علمه أن أحدا لن يطاله بالأذى، وتابع:" الرسول الله ﷺ " يقول: لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصاً وتروح بطاناً" وهى لا ترتب لكن لا بد انها تغدو تروح ولو بقيت هذه الطيور فى اوكارها فليس هناك أرزاق تنزل عليهم ولا بد من مخالطة الأسباب".
وأكد "جمعة"، علينا أن لا نترك الاسباب ولا نخرج عن ما خلقه سبحانه وتعالي، فنصاب بالفشل الذريع، وبالنظر إلى الفلاح فإنه يلقى الزرع وبعد ذلك يقول يارب، مشيراً أن الأخذ بالأسباب يظهر جليا فى قوله تعالى مخاطبا سيدة نساء العالمين السيدة مريم عليها السلام : "فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِى مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِى قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا وَهُزِّى إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا"، وتابع:"الله سبحانه وتعالى طلب من السيدة مريم وقد وضعت ابنها وفى حالة من الضعف والإعياء وطلب منها الله أن تتخذ السبب بأن تهز جذع النخلة وأرسل لها رسوله حتى ينفخ فيها من روح الله وأحدث لها معجزة لم تتكرر عبر البشرية، وهى معجزة فريدة وأعلى شأنها حتى جعلها خير نساء العالمين".
وذكر أن العمل فى فريق علامة من علامات الجدية التى يقاس بها تقدم الدول والمؤسسات والأسرة، أن المؤسسة التى تعمل فى فريق تكون قوية، موضحا أن الله قال فى كتابه العزيز "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا"، وتابع:"إذا كان الإنسان فردا يعيش لنفسه ووحده فإن الذئب لا يأكل من الغنم إلا ما شرد ولما يرى قطيعا يخافه، ويأكل الغنم الشاردة.. الأنانية تؤدى إلى الفشل"، مشيرا إلى أن هذا الشعور فتح الله على سيدنا موسى به ونراه فى سورة النساء حينما قال عز وجل "وكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا".
وأشار "جمعة"، إلى أن الله عز وجل كلم موسى كلاما حقيقيا لأن المفعول المطلق يستعمل للتأكيد وإخراج المزاج من الحقيقة، لافتا إلى أن الآية الكريمة فى سورة طه تقول على لسان سيدنا موسى «اجْعَل لِّى وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي* هَارُونَ أَخِي* اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي* وَأَشْرِكْهُ فِى أَمْرِي* كَى نُسَبِّحَكَ كَثِيراً* وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً* إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيراً» طلب فيها موسى المنحة الربانية التى جعلها الله لنا وهى صلاة الجماعة التى تفوق صلاة الفرد بـ 25 درجة.
وأردف "جمعة"، أن الغريب فى قصة سيدنا موسى هو كون هارون لم يتكلم كلمة واحدة، والذى تحدث فى كل القصة من أولها إلى آخرها هو سيدنا موسى، موضحا أن طلب سيدنا موسى كان شعورا بالتأييد والونس مع سيدنا هارون فى موقف الدخول على طاغية كفرعون الذى قيل عنه أنه يقتل بالنظرة أى بالإشارة بيده دون أن يتكلم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة