يحتفل المسلمون حول العالم بحلول شهر رمضان المبارك، حيث يشهد الشهر الكريم أداء فريضة الصيام، وهى واحدة من أركان الإسلام الخمسة، لكن الصيام ليس طقسا إسلاميا خاصا، فقد عرفه البشر منذ بداية الخلق، وعرفته العديد من الحضارات والثقافات المختلفة، كما أنه فريضة لدى جميع الأديان الإبراهيمية، والطوائف المختلفة ومنها "الدروز".
الدروز، من الفرق الباطنية التي انشقت عن الإسماعيلية، لكنها لم تخالفها في جوهرها، وهو التأويل الباطني، ويقيم أتباعها في مناطق عديدة من بلاد الشام، منها الشوف بلبنان، وقسم آخر في جبل الدروز جنوب سوريا، وكذلك هضبة الجولان، وآخرون يقيمون في شمال فلسطين.
يستمد الدروز عقائدهم من 111 رسالة أطلقوا عليها «رسائل الحكمة»، وهي منسوبة إلى أئمتهم كحمزة بن علي والمقتني بهاء الدين وغيرهم، وأصبحت هذه الرسائل بالنسبة لهم بعد غيبة هؤلاء الأئمة ناسخة للشريعة الإسلامية وقائمة بالأمر والنهي والتحليل والتحريم.
وما دام الشرائع كلها قد نُسخت فإن تكاليفها قد سقطت عند الدروز، ومن ثم لا يوجد صيام، وهذا ما أوضحه حمزة بن علي في إحدى رسائله، إذ ذكر أن الحاكم بأمر الله نفسه الذي يؤلهونه نقض سائر أركان الإسلام بما فيها الصوم، والذي خرجوا به عن معناه وأوجدوا له معنى آخر بعيدًا عن الامتناع عن الطعام والشراب، وهو صيانة القلب وهذا لن يتحقق إلا بتوحيد الحاكم.
ويذكر «الخطيب» في كتابه، أن حمزة أعلن إسقاط أركان الإسلام الخمسة، وألزم أتباعه بدلها سبع خصال توحيدية تغني عن الصلاة والصوم والزكاة والحج والجهاد، وكانت خصلة ترك عبادة العدم والبهتان عوض الصيام.
ورغم أن الدروز لا يجيزون صوم شهر رمضان، لأن حمزة أسقطه عنهم، لكونه من فرائض الإسلام، فإنهم يصومون في أيام خاصة، وهي التسعة أيام الأولى من شهر ذي الحجة، وصيامهم هو نفس الصيام الإسلامي من امتناع عن الأكل والشرب، ويبيحون أيضًا الصوم في أي شهر غير شهر رمضان، وعيدهم الأكبر والوحيد هو عيد الأضحى فقط.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة