أرسل جيش جنوب إفريقيا 10 آلاف جندى إلى إقليم كوازولو ناتال الذي ضربته فيضانات مدمرة الأسبوع الماضي للمساعدة في أعمال الإنقاذ والإغاثة، حيث ما زال البحث جاريا عن 63 شخصا كما تم تدمير حوالى 4 آلاف منزلا بينما أصيب أكثر من 8 آلاف آخرين بأضرار، خاصة فى المنطقة الساحلية بمدينة دوربن، حسبما افادت بي بي سي اليوم الثلاثاء.
وأما الوفيات، فقد سجلت 440 حالة وفاة من ضمنها 6 جثث تم انتشالها يوم الأحد و4 آخرين ينتمون إلى عائلة واحدة وهم جدة وأحفادها الثلاثة، هذا بالإضافة إلى تضرر ما يقرب من 300 مدرسة ومرفقا صحيا.
ونقلت بي بي سي يوم الأربعاء الماضي عن السلطات أن كمية الأمطار التي سقطت يوم 11 ابريل تساوي كمية أمطار يمكن أن تسقط علي مدار عدة أشهر. نتيجة لذلك تسببت الانهيارات الطينية بحبس السكان أسفل منازلهم كما تم قطع الطريق السريع N3 الذي يصل المدينة بالمنطقة الاقتصادية التي تقع باقليم جوتنج.
وقام متطوعون بشق طريقهم في المياه لاخراج اكبر عدد من السكان وابعاد اغصان الأشجار عن الطرق حتي يستطيعوا العبور بسلاسة. كما تقوم مروحية بالمساعدة في نقل المصابين.
تسببت السيول أيضا في فيضان النهر مما اغرق الطريق المؤدي الي ميناء دربن التي توقف العمل بها حتي التخلص من اثار الكارثة. ففي المدينة الصناعية الملحقة بالميناء, والتي تسمي The Bluff, تستخدم الشركات مضخات لتصريف المياه التي ملأت مقراتها.
ويقول رجل الدين بالمنطقة رون نايدو لبي بي سي أن هذه اول مرة بحياته يشاهد نهر اومجيني الذي يجري في الاقليم يرتفع لهذه الدرجة حتي أنه شاهد الشرطة ترفع سيارة غرقت في النهر وكان من يقودها متوفيا غرقا.
وأما عن الآثار الاقتصادية لتلك الكارثة، صرح عمدة دربن علي فيسبوك أن الخسائر المادية في الممتلكات والبنية التحتية تقدر بالمليارات من العملة المحلية الراند. فقد غرقت محطات الكهرباء والمياه كما أن شبكتي هواتف نقالة اعلنتا أن أكثر من 900 برج اتصالات يملكانهم قد انهاروا مما اثر علي الخدمة.
يري الخبراء أن تلك الكارثة هي نتيجة التغيرات المناخية التي تتمثل في سقوط أمطار غزيرة عن المعتاد علي دول جنوب القارة الافريقية، والتي شهدت في بداية العام, 3 اعاصير و عاصفتين استوائيتين خلال 6 أسابيع. وضربت تلك الكوارث الطبيعية بشكل رئيسي مدغشقر، موزمبيق وملوي متسببة بمقتل 230 شخصا.