يرتبط استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ارتباطاً شديداً بالصحة النفسية لدى المراهقين في السنوات التي تحيط بسن البلوغ وعندما يوشكون على اكتشاف الحياة والاعتماد على الذات وفقاً لدراسة جديدة تناولها موقع The Verge، وأظهرت الدراسة أن المراهقين الذين استخدموا منصات التواصل الاجتماعي بشكل أكبر خلال تلك الفترات قد نالوا علامات أقل في مقاييس الرضى عن حياتهم بعد مرور سنة على ذلك.
ويقول الكثير من الباحثين إن منصات مثل انستجرام وتيك توك ربما لا تكون سيئة بالكامل بالنسبة لجميع المراهقين. كما أنها ليست جيدة بالكامل أيضاً، ويمكنها أن تتسبب بمشاكل موثقة فيما يتعلق بصورة الجسد، لكن تأثيرات ذلك متفاوتة، فبالنسبة لطفل في وقت ما، قد يساعده التواصل الاجتماعي وبناء العلاقات؛ وبالنسبة لآخرين في أوقات معينة، فقد يكون ذلك ضربة لاحترامهم لذاتهم.
وتمثل التحدي في اكتشاف من هم المراهقين المعرضين للخطر، ومتى يكونون معرضين للخطر، بحيث يتمكن الخبراء من تطوير استراتيجيات لمساعدتهم.
وقالت امي اوربين، وهي أخصائية نفسية ترأس برنامج الصحة النفسية الرقمية في جامعة كامبريج: "المراهقة عبارة عن وقت زاخر بالتغير المعرفي والبيولوجي والاجتماعي. وتتفاعل هذه التغيرات مع منصات التواصل الاجتماعي بطرق مثيرة جداً للاهتمام. وربما يكون هناك قدر كبير من التغير بين مدى اختلاف استخدام الأفراد لمنصات التواصل الاجتماعي ومدى تأثير حياتهم على استخدامهم."
يمثل هذا تحدياً معيناً لأن أي تأثير لمنصات التواصل على الصحة النفسية من المرجح أن يكون صغيراً. وقالت اوربين في هذا الخصوص: "سيكون التنبؤ بالصحة النفسية دائماً بتأثيرات صغيرة جداً لأن الصحة والعافية النفسية أمراً معقدان جداً. وسيكون أي سلوك قطعة صغيرة جداً جداً من تلك الكعكة."
ووجد فريق البحث أن تأثير الاستخدام المرتفع والمنخفض لمنصات التواصل بالنسبة للأشخاص ضمن الفئة العمرية ما بين 16-21 عاماً كان متشابهاً، فكلا الطرفين ارتبطا بمستوى متدنٍ من الرضى عن حياتهم. وبالنسبة للأشخاص في الفئة العمرية 10-15 سنة، لم يكن هناك فرقاً كبيراً بين الأطفال الذي يكثرون من استخدام المنصات ومن لم يكثروا منه. ولكن فتيات هذه الفئة اللواتي تكثرن من استخدام المنصات لديهن مستوى أدنى من الأولاد عن الرضى عن حياتهن.
ودرس الفريق أيضاً بيانات من استطلاع مقدم إلى 17000 شخص ضمن الفئة العمرية 10-21 عاماً، ووجد أن الاستخدام الأكثر للمنصات مرتبط بمستوى أدنى من الرضى لدى كل من الأولاد والفتيات.
وأوضحت اوربين أن الدراسة لا تظهر أن استخدام التواصل الاجتماعي يسبب تغيرات في الرضى عن الحياة، وإنما كل ما في الأمر أن هناك علاقة فيما بين تلك المنصات والتغيرات في الرضى. كما أنها تعتمد على الأشخاص الذي تحدثوا عن مقدار وقت استخدام التواصل الاجتماعي، وهو ما قد يكون غير دقيق.
ويمثل هذا تحدياً أمام معظم أبحاث التواصل الاجتماعي. ولا تعطي شركات مثل ميتا إمكانية للباحثين للطلاع على البيانات الداخلية التي قد تعطي العلماء نظرة موضوعية أكثر على استخدام التواصل الاجتماعي وأمور مثل طول استخدام الناس المنصات أو مع من يتفاعلون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة