انتقدت روسيا بشدة إصدار محكمة فى العاصمة البريطانية لندن اليوم الأربعاء أمرا بترحيل مؤسس شركة "ويكيليكس"، المبرمج الأسترالى جوليان أسانج، إلى الولايات المتحدة، حسبما ذكرت شبكة "روسيا اليوم".
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أثناء موجز صحفى عقدته اليوم الأربعاء، إن محكمة وستمنستر الجزئية فى لندن "أدت بهذا القرار مشهدا نهائيا فى مسرحية مذهلة تحمل اسم العدالة البريطانية كالمعتاد: أسوأ تقاليد إنجلترا".
وشددت زاخاروفا على أن هذا القرار يأتى فى وقت تم فيه "إخراج الرأى العام الدولى إلى واقع مختلف يركز على الروسوفوبيا"، مضيفة: "فى هذه الظروف يمكن فعل أى شيء، وحتى تسليم أسانج إلى الولايات المتحدة على الرغم من مطالب المدافعين عن حقوق الإنسان والاحتجاجات الاجتماعية. من يهتم بكل ذلك؟ الغاية دائما تبرر الوسيلة بالنسبة للمجتمع الغربي".
وأشارت المتحدثة إلى أن الحق فى "وضع اللمسات الأخيرة فى هذه المحاكمة المشينة" يعود إلى وزيرة داخلية بريطانيا بريتى باتيل، مضيفة أن محامى أسانج ينوون اللجوء إلى باتيل فى محاولة لإقناعها بإلغاء هذا القرار، غير أنهم يشككون فى قدرتهم على إثناء حكومة لندن عن تطبيق "سيناريو تم إعداده مسبقا من قبل واشنطن".
وذكّرت زاخاروفا بأن أسانج يواجه فى الولايات المتحدة عقوبة السجن لمدة 175 عاما، مشددة على أن مؤسس "ويكيليكس" خلال السنوات الأخيرة تعرضت للـ"الضغط النفسى المفرط والتعذيب والملاحقة".
وتابعت أن معاقبى أسانج كانوا يحاولون على مدى سنوات "القضاء عليه نفسيا وتغيير إعداداته الخاصة"، مذكرة بأن هذه الحملة تأتى عقابا على كشف أسانج حقائق بخصوص ارتكاب عسكريين أمريكيين وبريطانيين جرائم حرب فى العراق وغيرها من المسائل الحساسة بالنسبة لـ"ديمقراطيات القارة الأمريكية والقارة العجوز".
وقالت: "ربما يعتبر الذين شنوا هذه الحرب عليه (على أسانج) قرار محكمة لندن انتصارا لنهجهم الثابت القاضى بتطبيق الانتقام حتى النهاية، ومن غير المرجح أن يفهموا أن هذا القرار يمثل حكما نهائيا على كافة أحاديث واشنطن ولندن الغوغائية عن حرية التعبير وتعددية الآراء وادعاءاتهما القاضية بتفوقهما الأخلاقى فى العالم المعال
وسبق أن لجأ مؤسس "ويكيليكس" فى عام 2012 إلى سفارة الإكوادور فى لندن لمنع تسليمه إلى السويد حيث وجهت إليه اتهامات بارتكاب جرائم جنسية.
وظل أسانج داخل السفارة حتى أبريل 2019، عندما قررت حكومة الإكوادور حرمانه من الملجأ الدبلوماسي، واعتقلته السلطات البريطانية فورا، على الرغم من إسقاط الاتهامات المذكورة فى السويد عنه حتى ذلك الحين.
ومنذ ذلك الحين لا يزال أسانج محتجزا فى سجن بيلمارش شديد الحراسة فى لندن، وكانت محكمة بريطانية أخرى قد منعت تصريح مؤسس "ويكيليكس" إلى الولايات المتحدة فى نياير 2021، مقرا بخطر قيام أسانج بالانتحار فى هذه الحالة، لكن السلطات الأمريكية قدمت طعنا على هذا القرار، وأيدت المحكمة العليا تسليم المبرمج الأسترالى.
وتزوج أسانج الشهر الماضى من خطيبته ستيلا موريس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة