سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 20 أبريل 1974.. نيابة أمن الدولة تبدأ التحقيقات فى حادث «الفنية العسكرية الإرهابى» والبحث عن علاقة منفذه «صالح سرية» بجماعة الإخوان

الأربعاء، 20 أبريل 2022 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 20 أبريل 1974.. نيابة أمن الدولة تبدأ التحقيقات فى حادث «الفنية العسكرية الإرهابى» والبحث عن علاقة منفذه «صالح سرية» بجماعة الإخوان صالح سرية
سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت حصيلة نتائج التحقيقات الأولية للحادث الإرهابى، الذى شهدته الكلية الفنية العسكرية، 18 إبريل 1947، «مصرع 11 وإصابة 27»، حسبما نقلت الأهرام فى عدد 20 إبريل، مثل هذا اليوم، 1974، عن تحقيقات نيابة أمن الدولة.
 
كشفت النيابة فى تحقيقاتها، فور وقوع هذا الحادث الإرهابى، أن مجموعة تضم نحو عشرين شخصا، قاموا فى نحو الساعة الواحدة من صباح الخميس، 18 إبريل 1974، بمهاجمة حراس الباب الخلفى لمبنى الكلية الفنية العسكرية، وتمكنوا بواسطة استعمال السلاح من اقتحامه والدخول إليه، فتصدى لهم أفراد الحراسة وبعض طلبة الكلية، وحدث اشتباك أسفر عن مصرع 11 شخصا، بينهم 6 من جنود الحراسة بالكلية وأحد طلابها، وطالب من كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية، و3 أشخاص مدنيين، كما أصيب 27 شخصا من الطرفين بينهم أحد ضباط الكلية.
 
ذكرت النيابة أنها، بسؤال المصابين واستجواب المتهمين، تبين أن تنظيما هو الذى نفذه، وتمكنت أجهزة الأمن من القبض على قائده، وهو يحمل جواز سفر عراقى، وسبق له الانتماء إلى عدة منظمات عربية متباينة الاتجاهات، واعترف بتكوينه للتنظيم وتجنيد أعضاء له من طلاب الجامعات والمدارس الثانوية، مستغلا فى ذلك عنصر الدين، كما اعترف بتدبيره حادث الاعتداء على الفنية العسكرية بعد تجنيد عدد محدد من طلابها.
 
لم تذكر «الأهرام» اسم قائد التنظيم، وهو الفلسطينى «صالح سرية»، لكنها قالت إن معلومات أجهزة الأمن تشير إلى أن نشاطه السياسى بدأ قبل 1960 بالعراق، حيث كان لاجئا، والتحق فى عهد عبدالكريم قاسم بدورة ضباط احتياط، بترشيح من الفلسطينى الحاج أمين الحسينى، وتزعم جماعة بالعراق للاغتيالات السياسية، وسبق له أن انضم إلى الحزب الشيوعى الأردنى، وجماعة الإخوان و«حزب التحرير الإسلامى»، وتنقل بين منظمات فلسطينية، وفى نهاية 1972 سعى إلى الالتقاء ببعض أفراد جماعة الإخوان المنحلة على مستوى الدول العربية لتغيير النظم الحاكمة بالقوة.
 
كيف اتصل «سرية» بجماعة الإخوان فى القاهرة؟ وهل ساعدته فى نشاطه؟ وهل كان لها علاقة بحادث «الفنية العسكرية» الإرهابى؟ هذه الأسئلة وغيرها يطرحها كتاب «هاتف الخلافة.. شهادة جديدة على أحداث الفنية العسكرية»، تحرير وتقديم دكتور كمال حبيب، والشهادة للدكتور«أحمد الرجال» وكان شاهدا رئيسيا على الجريمة، من خلال عضويته للتنظيم، يذكر الكتاب أن «سرية» وصل إلى القاهرة عام 1971، وحصل على الدكتوراه فى التربية من جامعة عين شمس 1972، يضيف: لم يضيع حال وصوله إلى القاهرة أى وقت، فاتجه مباشرة إلى منزل السيدة زينب الغزالى، وكان قد تعرف عليها فى زيارة سابقة إلى القاهرة عن طريق طليقها الشيخ حافظ التيجانى، ونزل ضيفا عليها هو وأسرته المكونة من زوجته وتسعة أبناء، ولعبت «الغزالى» دورا أساسيا فى تقديمه إلى المرشد العام المستشار حسن الهضيبى، وتعريفه بمجموعات الشباب الجديد ومنهم طلال الأنصارى وإسماعيل طنطاوى ويحى هاشم، ووجد «سرية» قادة المجموعات الشبابية مشتتى الحركة، ومشوشى الرؤية، فتوجه إليهم ليكون منهم تنظيمه، ونجح فى تجنيد العشرات منهم بسرعة فائقة ليكون تنظيم «الفنية العسكرية».
 
يذكر كتاب «هاتف الخلافة»، أن طلال الأنصارى أحد قادة التنظيم مع «سرية» والمحكوم عليه بالإعدام فى «قضية الفنية العسكرية» ثم خفف الحكم إلى السجن المؤبد، كشف فى مذكراته «صفحات مجهولة من تاريخ الحركة الإسلامية المعاصرة من النكسة إلى المشنقة»، أن اللقاء الأول له مع صالح سرية تم برعاية زينب الغزالى، وكانت أول تعليمات «سرية» للشباب أنه وحده حلقة الوصل بالإخوان، وأنه اعتبارا من هذا التاريخ، لا بد أن يتوارى أى دور ظاهر للإخوان، كما ينبغى عدم الإعلان عن أى صلة بهم، وعرض أفكاره على قيادات الإخوان وعلى رأسهم المرشد مع خطته لإدخال تجديد على فكرهم، ليكون الوصول للسلطة بالقوة العسكرية خيارا أساسيا، وأن المرشد وافق على مضمون الفكرة.
 
وقال الأنصارى، فى مذكراته: ليس منطقيا قول إن تاريخ صالح سرية ونزوعه إلى الانقلاب والثورة كان خافيا على الإخوان فى مصر، لقد احتضنوه ورحبوا به، والأهم من ذلك أن قام الإخوان فى بيت من أقرب بيوتاتهم، بيت زينب الغزالى، بتقديم تنظيمهم الشبابى الوحيد فى حينها إلى صالح سرية، هذه نقاط لم يسبق أن طرحت من قبل، لأن أحدا لم يطرح هذه الوقائع الجديدة، لذا يتعامل الإخوان مع هذه القصة الغريبة بحذر شديد حتى الآن، وأخفاها تماما مؤرخوهم وكتابهم، بل إنهم تحاشوا جميعا التعرض لهذه المسألة، لكن الحقيقة أنها دارت العجلة، وتولى الدكتور صالح عبدالله سرية قيادة أول جهاز سرى بايع الهضيبى شخصيا بعد محنة 1965-1966، وشدد الأنصارى على أن خطة الإخوان كانت أن ينكر المتهمون كل ما نسب إليهم، وأن يخفوا تماما أى علاقة لهم بالجماعة، على أن تقوم بحملة قانونية وإعلامية كبرى للدفاع عنهم، وهذا ما تم بالفعل.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة