حلقة وراء حلقة، تثبت مي عز الدين أنها نجحت في تحدي نفسها، بقبول دور العايقة بن وصاف، لتغير به جلدها كممثلة، وتدخل فصل جديد من فصول النضخ الفني علي مستوى الاختيارات وفي نفس الوقت علي مستوى الأداء الذي يظهر جليا وبكل وضوح، أن هناك نضج كبير علي المستوي الإنساني ترجمه أداءها على المستوى الفني .
تصدق مي عز الدين دورها في مسلسل "جزيرة غمام" لذلك منحها دور العايقة فرصة كبيرة لتقدم مي نفسها في شكل جديد، ملكة للغواية والفتنة ولكنها علي طريقة العايقة، طريقة أجادت مي عز الدين مفرداتها، واختياراتها، محت من ذهننا كل ما قدمته من قبل من أدوار لم تضع في مخيلتها أي مرجع للغجرية، رغم أن تاريخنا الفني يزخر بتلك الشخصيات، إلا أن مى عز الدين لم تنظر سوى للورق الذي كتبه برشاقة يحسد عليها، عبد الرحيم كمال، لتقدم العايقة مفهوم الغواية في إطار مختلف وتبصمه ببصمتها الخاصة.
لسنوات لم تجد مي عز الدين من يغوص داخلها ويستفز قدراتها، ويتحداها لتقدم ما هو مختلف، كانت الاختيارات تلعب علي المضمون، والاسهل والأكثر جذبا للمشاهدة والتسويق، دون النظر لنوعية الأدوار، وما إذا كانت ستضيف لمي عز الدين جمهور جديد أم لا.
العايقة الفاتنة ملكة الغواية، هو الدور الذي سيضع مي عز الدين في طريق جديد عليها، طريق مفروش بالكثير من التحديات علي مستوى الأداء ذلك الطريق الذي كلما سارت فيه، كلما أكدت أكثر وأكثر علي موهبتها وجودتها، فكثير من الأدوار تسقط من الذاكرة، إلا أن هناك عدد من الأدوار لا تسقط أبدا تظل عالقة في الأذهان، ينده الجمهور علي صاحبها باسمها مهما طال مشوار الفنان الفني.
ربما تأخرت خطوة مي عز الدين بكسر الصورة النمطية للأدوار التي سبق وقدمتها، لكنها اتخذت القرار وهذا هو المهم، فقد فتحت مي عز الدين لنفسها بابا اتمني ألا ترتوي منه وأن تقدم الكثير والكثير من الأدوار الجيدة علي نفس مستوى العايقة، وربما أفضل، وهو ما سنراه في الخطوات المقبلة، فكلما كان التحدي كبيرا، كلما كانت النتائج عظيمة، وبكل تأكيد التحية كل التحية للمخرج حسين المنباوي علي رائعة جزيرة غمام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة