أيام قليلة تفصلنا عن عيد الفطر المبارك، وخلال الوقت الحالى يقوم المصريون بالاستعداد والتجهيز لمظاهر وطقوس العيد خصوصًا فى العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم، وهو صناعة ونقش كحك العيد، وهو الطقس الذى ارتبط فى المناسبات الدينية والاحتفالات عن المصريين القدماء، حيث أكدت النقوش داخل المقابر والمعابد على أن المصريين القدماء اول من صنعوا الكحك، فما هى الحكاية؟
نجد أن تاريخ صناعة كعك العيد يرجع إلى عهد قدماء المصـريين والذى سمى فى عهدهم باسم "القرص"، وقد ارتبط وجودها لديهم أيضاً بالاحتفالات والأعياد الدينية، وقد شهدت جدران معابد طيبة ومنف الفرعونية على صناعة الكعك تفصيلياً وخاصة مقابر "رخمى – رع" من الأسرة الثامنة عشر.
وعن طريقة صناعة الكحك فقد نقشن على مقبرة رخمى رع وزير الملك تحتمس الثالث أيضًا حيث ذكرت الرسوم أن عسل النحل كان يخلط بالسمن ويقلب على النار ثم يضاف على الدقيق ويقلب حتى يتحول إلى عجينة يسهل تشكيلها، ومن ثم يرص على ألواح " الإردواز " ويوضع فى الأفران أو يتم قلى بعضها فى السمن أو الزيت.
وقد استمر تداول وخبز الكعك فى العصر الاسلامي، حسب ما ذكرت صفحة محافظة القاهرة، فنجد فى عهد الطولونيين - 868م لسنة 904م– حيث اشتهر صناعته فى عيد الفطر المبارك، وقد صنع فى قوالب خاصة مكتوب عليها " كل و أشكر "، وتم حشوه فى عهد الإخشيديين بالدنانير الذهبية والتى كانت تقدم إلى الفقراء على مائدة طولها 200 متراً وعرضها 7 أمتار، أما العهد الفاطمى فكان الخليفة يخصص مبلغ 20 ألف دينار لعمل كعك عيد الفطر فكانت المصانع تتفرغ لصنعه بداية من منتصف شهر رجب ؛ لملء مخازن السلطان به حتى يتمكن من توزيعه بنفسه على مائدة بلغت طولها 1350 مترًا وتحمل60 صنفًا من الكعك والغريبة، وكان حجم الكعكة الواحدة فى حجم رغيف الخبز.
ومن أشهر صناع الكعك فى ذلك العصر كانت "حافظة" والتى حمل الكعك اسمها واعتبر من يأكل منه من المحظوظين، ورغم محاولات صلاح الدين الأيوبى جاهداً القضاء على عادات الفاطميين إلا أنه فشل فى القضاء على عادة صناعة كعك عيد الفطر وعادات الطعام عامة، ومع العصر المملوكى والعثمانى تطورت صناعة الكعك مرة أخرى فقد كانوا يقدمونه للفقراء والمتصوفون على أنه صدقة.